الاجتهاد: صدر حديثاً كتاب معجم أحاديث النبي(ص) في أمير المؤمنين ، في 14 مجلداً، لسماحة العلامة الشيخ عبدالله حسن آل درويش، وهو إصدار تراثي عقائدي علمي أدبي مبتكر في موضوعه، ومميز في بابه، وقد تضمن النقاط التالية:1- جمع فيه المؤلف معظم الأحاديث المروية عن النبي ﷺ في مناقب وفضائل أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وكذلك الآيات الشريفة التي تلاها النبي ﷺ في مناقب أمير المؤمنين ، وما خصّه به من الأحاديث الشريفة، وسائر أوامره وأقواله ووصاياه ومواعظه له، وما حدثه به من الأحاديث الشريفة، وغير ذلك مما يتعلق به.
وقد رأى أيضاً من الأهمية أن يضيف إلى هذا المعجم تلك الأحاديث العامة الواردة بلفظ «أهل البيت» أو «آل البيت» أو «آل محمد» أو «العترة» أو غير ذلك من العناوين الأخرى التي تشمل في الضمن أمير المؤمنين ، فإنها أيضاً من مناقبه الشريفة التي يُحتج بها، حيث رأى بأن أصحاب كتب فضائل ومناقب أمير المؤمنين قد ذكروها أيضاً في ضمن مناقبه الشريفة.
2- كما لا يخفى على القارئ الكريم أنه من أمد بعيد كانت تراود المؤلف فكرة عمل معجم على الحروف الهجائية في أحاديث الفضائل الخاصة بأمير المؤمنين ، ولم شملها، وقد راودته هذه الفكرة حين اشتغاله بتخريج الأحاديث من كتب السنة، فرأى أهمية الإسراع في إنجاز هذا المشروع وإعداده إلى المكتبة الإسلامية، والتي هي بأمس الحاجة لأمثال هذا المعجم في خصوص فضائل ومناقب أمير المؤمنين .
ومما لا شك فيه من خلال هذا المعجم بهذا النحو يتيح للباحثين والمحققين الرجوع إلى الحديث بسهولة، فبذلك يوفر عليهم عناء البحث الطويل في غضون فترة وجيزة، كما يوقفهم على معظم مصادر الحديث المتعددة، وما يشابهه من الأحاديث الأخرى في المعنى والمضمون.
وأشير هنا إلى أن عملية إعداد المعجم في أي باب كان، هي عملية شاقة وصعبة، لما تكتنفه طبيعة البحث والترتيب الدقيق الذي يقتضيه قانون المعاجم والفهرسة، فهي تحتاج إلى استقصاء واسع، ومراجعة شاملة للنصوص في هذا الباب، ودقة في ترتيب موادها على ما يتطلبه قانون الحروف الهجائية، وقد بذل المؤلف الجهد بما أمكنه كي يكون مطابقاً لحد ما فيما يتطلبه قانون المعاجم.
ولا يدعي أن ترتيب الأحاديث في هذا المعجم جاءت جميعها على نحو الدقة هجائياً، وإنما وضعها على نحو التقريب، كما أنه وجد أصحاب الفهارس الهجائية أنفسهم يختلفون في تقديم بعض الكلمات على غيرها أو تأخيرها في المعاجم والفهارس.
3- اقتصر في هذا المعجم على كتب ومصادر السنة من كتب المناقب والفضائل المفردة حول أمير المؤمنين ، وسائر كتب الصحاح والمسانيد والحديث، وكتب السير والتراجم، وكذلك كتب اللغة التي استشهدت بشيء من ذلك في المفردات العربية.
وحاول بقدر الجهد والإمكان استقصاء الكتب في هذا الباب وسبرها ليكون هذا الكتاب جامعاً لما جاء في جلّ مصادر السنة، فجمع في هذا المعجم ما أمكنه جمعه عملاً بقاعدة لا يسقط الميسور بالمعسور.
ولو أنه قام بإضافة ما جاء عندنا نحن الإمامية من الأحاديث النبوية الشريفة حول أمير المؤمنين لهذا المعجم لاحتجنا إلى عدة مجلدات أخرى، ولكان أكمل وأشمل.
ولكن لا يخفى أن سماحته ذكر بعض المصادر من كتبنا الإمامية من باب الاستشهاد، أو في بيان دلالة الحديث على إمامة أمير المؤمنين ، أو غير ذلك مما لابد منه.
ويأتي هذا المعجم بهذا الحجم ليكون أول بادرة حسب اطلاعي وتتبعي القاصر في هذا الموضوع، ولا أشك أنه لو تتبع المزيد من مصادر السنة خصوصاً التي لم تتوفر لديه في هذا الباب لزاد حجم هذا المعجم.
4- أن هذا المعجم بهذا الحجم وبما احتواه من الأحاديث الشريفة حول أمير المؤمنين من مصادر السنة، يشكل برهاناً ودليلاً قاطعاً على تواتر فضائل أمير المؤمنين ، ودلالة واضحة وبرهاناً ساطعاً على فضله، وتقدمه على جميع الصحابة، وتفرده على غيره بالفضائل التي لا تحصى كثرة والتي لم ترد في حق أحد غيره، وذلك باعتراف كثير من الصحابة وغيرهم، وأنه لا يقاس بأمير المؤمنين أحد على الإطلاق بعد رسول الله ﷺ.
5- استعان سماحته في جمع مادة هذا المعجم على المكتبة الإلكترونية «مكتبة أهل البيت الشاملة» فقد حوت هذه المكتبة أكثر من سبعة آلاف كتاب، وفيها الكثير من كتب ومصادر الحديث عند السنة.
كما أنه تتبع أيضاً جملة من كتب السنة في خصوص مناقب وفضائل أمير المؤمنين ، والتي لم تذكر في «مكتبة أهل البيت الشاملة».
والحق يقال أن الفضل الأول في تسهيل جمع مادة هذا المعجم بداية يعود إلى كتاب «شرح إحقاق الحق» للسيد المرعشي رحمه الله، الذي سهل عليه عملية البحث، وذلك لما حواه من مادة غنية وفيرة من الأحاديث الشريفة التي ذكرتها أمهات الكتب والحديث عند السنة في فضائل ومناقب أمير المؤمنين ، وكذلك الكتب المخطوطة، والمطبوعة النادرة التي نقل عنهما.
6- رأى سماحته من الضرورة بمكان، ومن باب ما لا يدرك كله لا يترك كله أن يذكر شذرات ونموذجاً مما سجله جملة من علمائنا الأبرار من الاستدلالات التي تضمنت جملة من البراهين العلمية والأدلة الناصعة على إمامة أمير المؤمنين بعد النبي ﷺ أو ما يدل على فضله على سائر الأمة على ضوء معطيات ودلالات الأحاديث الشريفة التي أوردها في هذا المعجم، إيقاظاً وتذكرة لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد، وليُقَسْ على ذلك ما سواها من الأحاديث الأخرى التي تدل على إمامته أو على اختصاصه وفضله على سائر الصحابة.
إذ لا يخفى على النابه الكريم أن كلَّ أحاديث النبي ﷺ في حق أمير المؤمنين تستحق التأمل والتدبر فيها، واستخلاص معانيها ودلالاتها الرامية إلى حقيقة فضله على سائر الأمة، وسائر مقاماته الشريفة.
7- شفع المؤلف الكثير من الأحاديث الشريفة بجملة مما يناسبها من روائع الشعر العربي والتي جاءت في توثيق مناقب وفضائل أمير المؤمنين ، وقد تضمنت أيضاً في طياتها حججاً وبراهين صدق على إمامة أمير المؤمنين وفضله على سائر الأمة، وإحياء لذكر هؤلاء الشعراء الذين انبروا للدفاع عن ولاية أمير المؤمنين ، فإن ذكر شعرهم في هذا الباب مما يزدان به هذا المعجم، فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ: «إن من الشعر لحكماً، وإن من البيان لسحراً».
8- أشار سماحته إلى أنه سوف يتبع هذا المعجم إن شاء الله تعالى بهذا الشكل «معجم أحاديث النبي ﷺ في مناقب فاطمة الزهراء »، وكذلك «معجم أحاديث النبي ﷺ في مناقب الإمامين الحسن والحسين «عليهما السلام»».
نسأل الباري تعالى التوفيق والسداد لسماحته على هذا العمل الموسوعي، حيث بذل فيه جهداً كبيراً لتقديمه للمكتبة الإسلامية.