الاجتهاد: في أعقاب الهجوم الغادر الذي شنه الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية والذي أدى إلى استشهاد مجموعة من أبناء هذا الوطن، أصدر كبار مراجع التقليد بيانات دانوا فيها هذا العمل الإرهابي، ودعوا إلى “انتقام قاسٍ ومُذلٍّ” من مرتكبي هذه الجريمة.
وقد أكدت هذه البيانات، مرة أخرى، على ضرورة الوحدة الوطنية واليقظة في مواجهة مؤامرات الأعداء.
وفقًا للاجتهاد، شهد فجر أمس الجمعة الشعب الإيراني وأحرار العالم وقاحة غير مسبوقة من قبل الكيان الصهيوني المحتل، الذي ارتكب كارثة إنسانية باعتدائه على المجال الجوي وهجومه على مناطق سكنية في بلدنا العزيز. هذا الهجوم الجبان والإرهابي، الذي أدى إلى الاستشهاد المظلوم لعدد من كبار القادة، وحراس الثورة، وعلماء بارزين، وعشرات الأبرياء من النساء والأطفال، لم يؤلم قلوب الشعب الإيراني فحسب، بل أثار أيضًا موجة من الغضب والاشمئزاز.
وفي أعقاب هذه الجريمة الواضحة والانتهاك الصارخ للقوانين الدولية، أصدر مراجع التقليد العظام، وعلى رأسهم قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، رسائل شديدة اللهجة وقاطعة، تدين بشدة هذا العمل، وتؤكد على ضرورة “الانتقام الصارم والمُذلّ” و”الرد الحاسم والرادع” على هذا الكيان المتعطش للدماء، داعين الجميع إلى الحفاظ على “الوحدة والتلاحم الوطني” في مواجهة مؤامرات العدو المشؤومة. إن هذا الحدث له أبعاد وتداعيات واسعة على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي.
تحليل بيانات مراجع التقليد العظام في أعقاب جريمة الصهاينة
تحمل رسائل مراجع التقليد العظام، التي صدرت في أعقاب الجريمة الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، أبعادًا متعددة يمكن تحليلها من زوايا فقهية، وسياسية، واجتماعية، وأخلاقية، وتاريخية مختلفة:
الأبعاد الفقهية والشرعية: يستند مراجع التقليد، بالاستناد إلى آيات القرآن وروايات أهل البيت (عليهم السلام)، إلى اعتبار الهجوم على المدنيين وقتل الأبرياء مثالاً بارزًا على “المحاربة مع الله” و”الفساد في الأرض”. ويؤكدون أن الدفاع عن أرض الإسلام وأرواح وممتلكات المسلمين هو “واجب كفائي”، وإذا لزم الأمر، فمن واجب جميع المسلمين أن ينهضوا للدفاع. من هذا المنطلق، تؤكد رسائل مراجع التقليد الشرعية للرد القاطع على هذا العدوان.
الأبعاد السياسية والاجتماعية: يلعب مراجع التقليد، من خلال التأكيد على “وحدة الكلمة” و”التلاحم الوطني”، دورًا مهمًا في تقوية الجبهة الداخلية. ويحذرون من أن التفرقة والخلاف يمهدان الطريق لتغلغل العدو وإضعاف القوة الوطنية. وتوفر رسائلهم، بالدعوة إلى دعم القوات المسلحة ومسؤولي الدولة، دعمًا شعبيًا قويًا لقرارات النظام.
الأبعاد الأخلاقية والإنسانية: يدين مراجع التقليد العظام قتل النساء والأطفال الأبرياء، مؤكدين على القيم الإنسانية والأخلاقية. ويذكرون بأن الكيان الصهيوني، بانتهاكه جميع المبادئ الأخلاقية والإنسانية، قد أظهر أنه لا يلتزم بأي من القيم الإنسانية. وتدعو رسائلهم الضمائر الحية في العالم إلى إدانة هذه الجريمة ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم.
الأبعاد التاريخية والحضارية: يضع مراجع التقليد، من خلال استذكار تاريخ الصراعات بين الحق والباطل، هذا الحادث في إطار المواجهة الأبدية بين جبهة الحق وجبهة الباطل. ويؤكدون أن الكيان الصهيوني، بصفته رمزًا للاستكبار والظلم، كان دائمًا يسعى لإضعاف الإسلام والمسلمين. وتذكر رسائلهم، المستوحاة من التعاليم التاريخية للإسلام، بأنه لا ينبغي أبدًا السكوت على الظلم والاضطهاد.
وفقًا لهذا التقرير، تقدم رسائل مراجع التقليد العظام خارطة طريق شاملة لمواجهة هذه الجريمة وتقوية جبهة الحق ضد الباطل. وتظهر هذه الرسائل، بالاعتماد على المبادئ الفقهية والقيم الأخلاقية والتعاليم التاريخية للإسلام، كيفية الصمود في وجه الظلم والاضطهاد والدفاع عن الحقوق.
العدوان الصهيوني: انتهاك للسيادة وتعزيز لمحور المقاومة
لا يمثل هذا العمل العدواني من قبل الكيان الصهيوني انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية الإيرانية فحسب، بل يهدف أيضًا إلى الإخلال بالسلام في المنطقة وخلق توترات جديدة. ومع ذلك، يعتقد المحللون الإقليميون أن هذا العمل الجبان، بدلاً من إضعاف “محور المقاومة”، سيزيده قوة. فإيران، بوصفها الركيزة الأساسية للمقاومة في المنطقة، لن تؤكد مصداقيتها برد قوي فحسب، بل ستغير أيضًا ميزان القوى في المنطقة لصالح جبهة المقاومة. وقد أظهرت هذه الحادثة مرة أخرى أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة، وأن أي تساهل معه سيؤدي إلى المزيد من جسارته.
التحديات الدولية والصمت المريب
على الصعيد الدولي، لا يعني صمت المحافل الدولية وهيئات حقوق الإنسان تجاه هذه الجريمة الفاضحة سوى التواطؤ مع الكيان الصهيوني. إن القوى الكبرى، التي تدعي دائمًا أنها المدافعة عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، اختارت الصمت في مواجهة الانتهاك الصارخ لسيادة دولة مستقلة وقتل المدنيين. هذا الصمت لا يضع مصداقية هذه المؤسسات موضع تساؤل فحسب، بل يمنح الكيان الصهيوني مزيدًا من الجرأة لمواصلة جرائمه.
مجموع هذه الرسائل والتحليلات يشير إلى توافق وطني وإرادة صلبة لتقديم رد ساحق على هذا العدوان. فالشعب الإيراني، في ظل القيادة الحكيمة وبعزيمة فولاذية، مستعد لأي تضحية في سبيل رفعة الإسلام وكيان الوطن. ستُسجل هذه الجريمة كـنقطة تحول في تاريخ المنطقة والعلاقات الدولية، وسيتذوق الكيان الصهيوني قريبًا مرارة الندم على هذه الحماقة.