الاجتهاد: أقرب المجازات إلى مشايخ الإجازات؛ كتاب من تأليف المظلوم المحقق العلامة السيد علي النقوي المتوفّى سنة ١٤٠٨هـ. وهو إجازة رواية أجاز بها زميله المحقق العلّامة السيد محمد صادق بحر العلوم المتوفى سنة ١٣٩٩هـ، (قدس سرهما).
تقع مخطوطته المطبوعة بالفاكسميل في ٤٦٢ صفحة، وهو من إصدارات مركز إحياء التراث في العتبة العباسية المقدسة.
الكتاب عبارة عن منجم ذهب في تراجم أعلام القرون الثلاثة المتأخرة، ففيه معلومات بكر، لم يطمثهن إنس ولا جان. وخصوصًا لمن درس المؤلّف عنده أو أجازه أو عاصره، وفيه بعض الحوادث التي أدركها وسجلها بدقة عالية وإنصاف، خصوصًا حادثة مقتل السيد حسن ابن السيد أبي الحسن الأصفهاني في الحرم العلوي، ووصف العلامة السيد حسن الصدر، وما يتعلق بتراث سامراء وأعلامها.
الكتاب رغم أن مؤلِّفه من العلماء الهنود، لكنك لا تجد فيه ذكرًا للقومية البتّة، فتجده يترجم فيه للعلم الإيراني وللعلم العربي وللعلم الهندي وللعلم الأفغاني بوتيرة واحدة، وبإنصاف وذكر فضل العلم عليه وعلى الطائفة الإمامية، وهذه النفس العالية قلّما تجدها عند غيره.
ومن الأمور التي تتبعتها:
١- أنه نقل فيه نصوصًا من كتاب معدن الشرف للسيد البراقي.
٢- نقل فيه نصوصًا من كتاب الدرر البهية للسيد المجاز غير موجودة في المطبوع منه.
٣- صحح فيه الأغلاط والاشتباهات الحاصلة في كتاب روضات الجنات ولؤلؤة البحرين ومستدرك الوسائل، والأخير فيه نزرٌ قليلٌ لتتبّع مؤلّفه وطول باعه في فن التراجم.
٤- الكتاب لم يُحقق تحقيقًا علميًا بحتًا من قبل خبير بالتراجم ومؤلّفات الأصحاب.
٥- فيه كثير من المؤلّفات التي تنشر في مائدة مستدرك الذريعة.
٦- أنه يذكر العلماء بالتبجيل والتعظيم من دون نبز أو تعريض.
٧- تعدد الطرق فيه ينمّ عن خبرة وسعة المجيز، فقد ذكر مثلًا (٢٥٠) طريقًا للعلّامة المجلسي، وكل طريق يختلف عن طريق، وترجم لأعلام كل طريق في الكتاب، فما هذه السعة العلمية للمجيز!!!
٨- في آخره ذكر أنه سيشرع بالجزء الثاني، وذكر تاريخ البدء بالأوّل والإنهاء، ومدة تأليفه عشر سنوات، ومن يقرأه ويطّلع على معلومات الكتاب، سيرى أن هذه المدة قليلة لتأليف مثل هذا الكتاب.
٩- أوصي كل من يحتاج معلومة في تراجم العلماء الأعلام أن يرجع إليه، وخصوصًا أن المطبوع منه يحوي فهارس فنية عامة، تسهل الرجوع لمعلومات الكتاب.
١٠- وأما قصة حرق نسخة الأصل في الهند، وقصة حبس النسخة في حياة المُجاز وبعد وفاته، وقصة سعيي في إخراج النسخة وحبسها عني إلى حين الطباعة فتحتاج لأكثر من عشرين صفحة كتابةً.
وأخيرًا شكرًا لمن أخرج النسخة إلى عالم النور، وهم كل من:
الآية السيد محمد مهدي الخرسان، العلّامة السيد محمد علي بحر العلوم، حفيد المجاز السيد حيدر السيد مهدي السيد محمد صادق بحر العلوم، أعضاء مركز تحقيق التراث وبالخصوص الأخ الصديق الأستاذ محمد الوكيل، ومقدّم النسخة المحقق العلامة السيد محمد رضا الجلالي عافاه الله تعالى، وحول كل هذه الدائرة العلامة السيد أحمد الصافي، محيي التراث الإمامي.
وهذه دعوة إلى الالتفات إلى اقتناء الكتاب والاستفادة منه بالمطالعة والسير والسلوك الذي انتهجه علماء الطائفة في أخلاقياتهم وهمّتهم القصوى وغيرتهم على المذهب.
وكتب أحمد علي الحلي
رابط الكتاب: https://t.me/c/1872312314/8778