طالبان

أفغانستان تحت حكم طالبان؛ كيف تُهدر حقوق الشيعة والأقليات المذهبية

الاجتهاد: منذ أن أعادت مجموعة طالبان هيمنتها على أفغانستان، ساد قلق كبير إزاء توجهات هذه المجموعة تجاه الشيعة الأفغان وسائر الأقليات المذهبية؛ القلق الذي يتصاعد اليوم في ضوء مراجعة القوانين السارية في البلاد.

وقد نشرت طالبان، تسجيلا صوتيا منسوبا إلى زعيمها هبة الله أخوند زادة، يُقال أنه يتعلق بكلمة ألقاها في صلاة عيد الأضحى بمدينة قندهار جنوبي أفغانستان.

ويقول زعيم طالبان في هذا التسجيل الصوتي أنه سيتم قريبا مراجعة قوانين أفغانستان حسب الفقه الحنفي ومن ثم يُصار إلى تطبيقها.

ويزعم في هذا التسجيل الصوتي الذي مدته نصف ساعة أن “الأغلبية الساحقة” من الشعب الأفغاني هم من أتباع المذهب الحنفي وأن نظام الحكم قد بُني تأسيسا على هذا الفقه وسيواصل مشواره.

ومن بين المذاهب المختلفة في أفغانستان، يأتي فقط على ذكر المذهب الشافعي ويقول أن عددا من أتباع هذا المذهب يظنون أن بعض الأحكام الصادرة، مخالفة للشريعة الاسلامية، “في حين أن هذه الأحكام لا تخالف الشريعة، لا بل صُدرت على أساس الفقه الحنفي.”

وقد زادت الكلمة التي ألقاها زعيم طالبان، من الهواجس والقلق بشأن حقوق أتباع سائر المذاهب في أفغانستان، بما فيها حقوق الشيعة الذين يشكلون قسما كبيرا من سكان هذا البلد.

إلغاء القوانين الخاصة بالشيعة

وبدأت مجموعة طالبان منذ الأيام الأولى من سيطرتها مجددا على أفغانستان، محاولات للقضاء على تنوع المذاهب في البلاد. وأول خطوة اتخذتها في هذا المجال هي إلغاء قانون الأحوال الشخصية الخاص بالشيعة في أفغانستان والذي كان قد صيغ وصودق عليه وفقا لدستور النظام السابق.

وتأسيسا على هذا القانون، فان القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية للشيعة يجب أن يُبت فيها في المحاكم وفقا لهذا القانون الذي تمت صياغته وفقا لمبادئ الفقه الشيعي.

لكن واستنادا إلى بحث استقصائي أنجزته مؤسسة معتمدة في مجال حقوق الانسان تُعرف بـ “التسامح” ويرأسها الرئيس السابق للجنة المستقلة لحقوق الانسان في أفغانستان، فانه لا يوجد في الوقت الحاضر أي قاضٍ شيعي في الجهاز القضائي لطالبان.

وبناء على هذا التحقيق، فان قضاة طالبان، يتصرفون في الدعاوى التي أحد طرفيها شيعي، بشكل منحاز ويتسم بالتمييز ويبتون في القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية للشيعة، على أساس الفقه الحنفي.

وفضلا عن ذلك، فانه يتم اتباع هكذا تعامل وتصرف، مع أتباء المذاهب الأخرى من أهل السنة بمن فيهم الشافعية والمالكية والحنبلية وتتصرف طالبان مع هؤلاء بطريقة تتسم بالتمييز.

وأكد زعيم طالبان في كلمته ضمنا أن أتباع سائر المذاهب يشكون التعامل التمييزي لمجموعته ويعتبرون عددا من تعليمات المجموعة بانها في تعارض وتناقض مع معتقداتهم، لكنه يقول “إننا في أفغانستان، نتعامل مع الأمور على أساس الفقه الحنفي فقط.”

تصاعد القلق من التوجه الطالباني أحادي المذهب

وبالتوازي مع استمرار سياسات طالبان المثيرة للجدل بشأن نقل أعضاء تحريك طالبان باكستان إلى مختلف مناطق أفغانستان، بما فيها شمال البلاد، تصاعد القلق من جراء التوجه الأحادي المذهب الذي تنتهجه مجموعة طالبان.

وقد ازداد هذا القلق أكثر من أي وقت مضى، مع كلمة هبة الله أخوند زادة في صلاة عيد الأضحى المبارك.

ويقول المواطنون الأفغان أن الاستقرار السياسي والأمني للبلاد يتوقف على احترام تنوع المذاهب وهويتها الدينية.

ويذهب الكثير من المواطنين الأفغان إلى أن طالبان تسعى جاهدة للمضي قدما ب”سياسة الاضطهاد المذهبي” إلى جانب “سياسة الاضطهاد العرقي.”

ويرون أن تداعيات هكذا سياسات ستكون خطيرة على مستقبل أفغانستان ويوضحون أن هذه القضية ستؤدي إلى حرمان قسم كبير من شعب أفغانستان من حقوقهم المذهبية.

ويرى معظم المواطنين والسياسيين الأفغان أن إذكاء قضايا مثل “الأغلبية العرقية” و “الأكثرية المذهبية” يتم من أجل بث بذور النفاق بين أبناء الشعب، وأن طالبان تتلقى هكذا أوامر وتعليمات من دول أجنبية.

 

شفقنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky