مجلس درس سماحته

أضواء على حياة آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (ره) / دراسته

أداء لبعض الوفاء والعرفان على خدمات آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (ره) الجليلة للاسلام والمسلمين والحوزات العلمية نحاول في هذه السلسلة المتواضعة أن نقدم نبذة مختصرة عن أهم مفاصل حياته الدينية ونشاطاته العلمية ومواقفه الجهادية وأعماله الفكرية والثقافية.وفي الجزء الثانی نسلط الضوء على دراسته وأساتذته وإجازته للاجتهاد ونشاط التدريسي في النجف الأشرف علاقته العلميه بطلابه. بقلم محمود الخطيب

خاص الاجتهاد: درس الابتدائية والثانوية في المدرسة العلوية في النجف الأشرف، وكان إلى جانب ذلك يتلقّی دروس العلوم الدينية عند حجة الإسلام والمسلمين الشيخ هادي السيستاني رحمه الله، ثمّ التحق بمدرسة منتدى النشر، وكان موضع اهتمام من قبل الأساتذة والمعلّمين؛ لما كان يتمتّع به من ذكاء واستعداد و نبوغ، وقدرة ذهنية عالية،

بعد ذلك قرّر الدخول في الحوزة العلمية، وتلقّي علوم أهل البيت عليهم السلام، وهو طريق العلم وحمل الرسالة الإلهية طريق اختاره وحده لنفسه في وقت عارضه الجميع من أرحامه باستثناء جدّه المرحوم السيد على أكبر الهاشمي، إذ وقف إلى جانبه في قراره مشجّعاً ومباركاً له، ودعاء والدته له لهذا الخيار الصعب الذي يعبّر عن شجاعة وإرادة قويّة. وكان عمره حين ذاك ست عشرة سنة، وذلك عام ۱۳۸۱ هـ.

ويذكر المرحوم الشيخ هادي السيستاني قائلاً :
أخذت السيد محمود الهاشمي إلى مسجد الخضراء مكان درس آية الله العظمى السيّد الخوئي ليزينه بتاج رسول الله صلى الله عليه و آله ويلبسه العمامة، وبينما هو يلبسه العمامة ذرفت عيناه بالدموع ثمّ ابتسم، فبادرته بالسؤال، سيدنا مما دمعت عيناك ثمّ لحقت دموعك ابتسامة؟ فأجاب السيد الخوئي رحمه الله نعم، تذكرت والده والآمال التي كنت أطمح لها، ليصبح منبر الدرس له ( وأشار إلى المنبر حيث كان يجلس عليه) ، لكن بعدها قلت في نفسي سيكون منبر الدرس لولده إن شاء الله، فابتسمت .

وكان ذلك أمام جمع كبير من تلامذته وحضّار درسه، وقد نقل هذه القصّة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمود بياني أحد علماء مدينة (زابل) حيث كان حاضراً آنذاك.

أساتذته :
تلمّذ سماحته على يد كبار علماء الفقه والأصول ومراجع الطائفة في النجف الأشرف التي تربى ونشأ وترعرع في أحضانها ونهل من معينها، ومنهم

١- آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره).
۲ – آية الله العظمى السيد الإمام الخميني(قدس سره).
۳- آية الله العظمى السيّد أبو القاسم الخوئي(قدس سره)

حضوره في درس الشهيد الصدر

ورود السيد الهاشمي إلى درس الإمام الشهيد الصدر :

عندما كان السيد الهاشمي في مرحلة السطوح العالية تعرف على السيد الشهيد الصدر من خلال تلاميذه وتأليفاته المتنوعة
فأخذ يتردد عليه، حيث كان للشهيد الصدر مجلس أسبوعي يستقبل فيه جمعا كثيرة من زائريه من طلبة العلوم الدينية وغيرهم من داخل النجف وخارجها.

وكان السيد الهاشمي من المعجبين بشخصية السيد الشهيد الصدر، حيث يعتبرها شخصية استثنائية فريدة من نوعها، موسوعية في كل العلوم والمعارف الإنسانية، ناهيك عن أخلاقه وتواضعه وسعة صدره وحبه للخير.

ثم أخذت هذه العلاقة تترسخ وتتوثق يوما بعد يوم، وخصوصا بعد أن ارتقى السيد الهاشمي مدارج البحث الخارج، فحضر مجلس درس السيد الشهيد الصدر في الفقه والأصول، فوجد السيد الهاشمي ضالته المنشودة عند هذا العلم الكبير، فالتصق به حتى أصبح أحد أبرز تلامذته، وأبدی نبوغا في دراسته بحيث أشار إلى ذلك أستاذه الشهيد الصدر في إحدى رسائله الخلية، حيث كتب لأحد طلابه واصفا نمو السيد الهاشمي العلمي بقوله « السيد الهاشمي ينمو نمو علمية رائعة نابغا»

ثمّ تطوّرت هذه العلاقة فأصيح السيد الهاشمي لسانه وعمقه العلمي، حتى قال في حقّه الشهيد الصدر: « السيّد الهاشمي عنوان وجودي ».
واستمرّت هذه العلاقة من عام ۱۳۸۷ هـ إلى زمان خروج السيّد الهاشمي من العراق قبيل استشهاد السيّد الصدر . كما وامتدح أيضً الإمام الشهيد الصدر سماحة السيّد الهاشمي في حديث مع بعض تلامذته قائلاً: « السيد محمود الهاشمي أفضل من يمثّل توجهات المدرسية »

السيد الهاشمي يصف أستاذه آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر :

مدرسة الإمام الشهيد الصدر (رحمه الله) تميّزت بالشمولية، حيث شملت آفاقاً متعددة ومتنوعة من المعرفة الإسلامية والإنسانية فلم تقتصر على التطرق إلى حقل فكري واحد من حقول المعرفة بل تطرقت إلى أبواب وحقول مختلفة كالفقه والأصول والفلسفة والاقتصاد والتفسير والتاريخ والقانون والمسائل المصرفية ومنهاج التعليم والتربية ومنهاج العمل الاجتماعي والسياسي.
وهذه الشمولية في مدرسة الشهيد الصدر نتيجة ما كان يتمتع به الإمام الشهيد الصدر من ذهنية موسوعية عملاقة ومن جهد عملي متواصل يمكن اعتباره فلتة من تاريخ العلم والنبوغ.

كان رحمه الله فريداً في تعامله مع الأمّة، وفريداً في تربيته للأمّة. أعطاه الله سبحانه وتعالى حالة تشبه حالة الأنبياء والأئمّة عليهم السلام من امتلاك قلوب الناس والغور إلى أعماق كل انسان يتصل به، وكل من يلتقي به ويتعامل معه من قريب أو بعيد يعشقه، وهذه هي الصفة الأساسية في القيادة »

السيد الهاشمي يصف أستاذه آية الله العظمى السيد الإمام الخميني :

« فإنّ من منن الله سبحانه وتعالى ونعمة الكبرى على العباد في هذا العصر أن قيّض لهم مرجعاً راشداً وفقيهاً ولياً وقائداً ملهماً آية الله العظمى الإمام الخميني دام ظله الشريف، فهو زين المرجعية ومفخرة الإسلام وسفينة نجاة هذه الأمّة عن أسر طواغيت الزمان وكيدهم.

ولقد قال شهيدنا وأستاذنا الكبير الإمام الصدر رحمه الله ولنعم ما قال في الإمام الأكبر: علينا أن نذوب في الإمام الخميني دام ظلّه كما ذاب هو في الإسلام.

وصية الإمام الخميني رحمه الله لآية الله السيد محمود الهاشمي :

في إحدى اللقاءات التي جمعت أعضاء المجلس الأعلى الإسلامي مع الإمام، وبعد أن رحّب بهم، وتفقد أحوالهم وأوضاع العراق الداخلية التفت إلى السيد محمود الهاشمي بناءً على المعرفة القديمة لسماحته به، قائلاً: عليك الاهتمام والتفرّغ للبحث والتدريس في الحوزة العلمية بقم .

وذلك باعتباره أحد تلامذته في حوزة النجف الأشرف، ومعرفته الكاملة بإمكاناته وقدراته العلمية من خلال حضوره الفاعل في درسه ومناقشاته خلال البحث. فكان محطّ رعاية واهتمام من لدن الإمام الخميني رحمه الله بشكل خاص، حيث أوصی بعض المسؤولين عن الشهرية أن يجعل له مخصّصاً ضمن التقسيم الخاص لفضلاء الحوزة العلمية، والهدف تقوية عزيمة هؤلاء على التحصيل والمثابرة والاهتمام بالتدريس.

السيد الهاشمي حلقة الوصل بين الإمام الخميني رحمه الله وآية الله العظمى السيد الشهيد الصدر

لقد كانت علاقة آية الله العظمى السيد الشهيد الصدر والسيد الإمام الخميني جيدة من حيث الأهداف والأفكار والتطلّعات للمستقبل، وقد مرّت هذه العلاقة عبر طريقين:

الطريق الأوّل: من خلال حجة الإسلام المرحوم السيد أحمد الخميني الذي كان يحضر درس السيد الشهيد الصدر، مضافاً إلى ذلك علاقته العائلية بآل الصدر. وكذلك الوفود الدينية والسياسية المعارضة لنظام الشاه المقبور التي كانت تأتي إلى النجف الأشرف للقاء السيد الإمام الخميني وإخباره بمختلف القضايا السياسية والدينية والحوزوية آنذاك.

وبهذه المناسبة كانت الوفود أحياناً تتردّد على سماحة السيد الشهيد الصدر لزيارته والتعرف عليه، وذات مرّة طلبوا من السيد الإمام الخميني أن يرشدهم إلى شخص يمكنهم الرجوع إليه في دراسة ومناقشة التطوّرات المهمة على الساحة الإسلامية، ( فأحالهم السيد الإمام الخميني على السيد الشهيد الصدر وطلب منهم الإفادة منها).

والطريق الثاني: عبر سماحة السيّد محمود الهاشمي، فكان له دور بارز وأساسي في هذا المجال من حيث توثيق العلاقة باعتباره تلميذاً للسيد الإمام الخميني، وكان يوليه اهتماماً خاصّاً وملحوظاً، فحظي باهتمام واعتماد كلا العلمين الكبيرين، فكان ينقل للسيد الإمام الخميني تصوّرات السيد الشهيد الصدر حول مجمل الأمور التي تهمّ الأمّة الإسلامية، وما هو الموقف المطلوب اتخاذه حول الأحداث المؤلمة التي مرّت بها الحوزة العلمية في النجف الأشرف وتعرّض العلماء إلى التهجير والاعتقال والإعدام، ومحاربة الشعائر الحسينية، وقيام النظام الصدامي بإعدام الشهداء الخمسة (الشيخ عارف البصري واخوته ).

فكان للسيّد الإمام الخميني موقف بطولي وشجاع، حيث استدعى أحد أعضاء القيادة وأبلغه أستنكاره الشديد وشجبه وامتعاضه وقال لهذا المسؤول: «بلغ صدام أنّك عميل منذ ثلاثين عاماً »

وقد أصيب هذا المسؤول بالدهشة والخوف والارتباك، حيث لم يتوقع هذا الكلام من أحد إطلاقاً .

السيد الهاشمي يصف أستاذه آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي :
حيث وصفه بقوله: آية الله العظمى السيد الخوئي خلّف تراثاً خالداً من العلم الأصيل،فكان بحق واحداً من أعاظم الطائفة وحججهم على العالمين قلّ نظيره في تاريخها كلّه.

إجازته في الاجتهاد :

نال درجة الاجتهاد قبل بلوغه العقد الثالث من عمره الشريف من قبل أستاذه آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر رحمه الله وذلك في ۲۷ ربیع الثاني/ عام ۱٣۹۹ هـ ق.

نصّ إجازة الاجتهاد من قبل السيّد الشهيد الصدر:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وآله الطاهرين وبعد:
فإن ولدنا المبجل العلامة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمود الهاشمي دامت برکاته قد صرف شطراً من عمره في تحصيل الفقه والأصول وعلوم الشريعة، وحباه الله سبحانه وتعالى بالتأييد والتسديد حتى بلغ مرتبة الاجتهاد والحمد لله رب العالمين، فهو اليوم من المجتهدين الذين تناط بهم آمال الإسلام والمسلمين.
وقد وكّلته في كل ما يعود إليّ من الأمور الحسبية وكل ما يصدر منه فهو صادر مني.
ولعموم المؤمنين والمقلدين أن يوصلوا إليه ما يعود إلينا من الحقوق الشرعية وكذلك وكلائنا من العلماء الأعلام فإنهم مأذونون دامت برکاتهم في الدفع إليه.
ونسأل المولى سبحانه أن يحفظه ذخرا للشريعة والإسلام، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته . .
۲۷ ربيع الثاني / ۱۳۹9.

 

 

للسيد الشهيد الصدر تقريظ لكتاب ( بحوث في علم الأصول ) هذا نصه: تقريظ الشهيد الصدر على كتاب بحوث في علم الأصول

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء و أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد: فقد لاحظت ما كتبه من بحوثنا في علم الأصول ولدنا العزيز العلامة المدقق الألمعي السيد محمود الهاشمي الحسيني حفظه الله تعالی فوجدته وافية بما استوعبته بحوثنا من أفكار وآراء، دقیقا في عرض ما اشتملت عليه من نظرات ومناقشات، ومعبرا عنا وصل إليه الكاتب الفاضل من ألمعية ونباهة علمية.
وإني إذ أبارك له جهوده العلمية ونبوغه المبكر، أسأل المولى سبحانه وتعالى أن يحقق فيه أمالي ويقر به عيني ويريني فيه علما من أعلام الدين والعلم، والله ولي التوفيق .   ۲۳ شوال / 1394هـ.

 

وللسيد الشهيد الصدر تقريظ أخر لكتاب أبحوث في علم الأصول ) وهذا نصه :

نشاطه التدريسي في النجف الأشرف :

كان سماحة آية الله السيد الهاشمي موضع احترام وتقدير عند كل الأوساط العلمية والثقافية، حيث يشار له بالبنان، لما كان يتمتع به من مكانة علمية واستعداد كبير.
مارس التدريس في مدرسة العلوم الإسلامية التي أسسها الإمام الحكيم لفترة طويلة وكانت مدرسة أنموذجية على الطراز الحديث.
كما انتخب للإشراف على امتحانات طلبة الحوزة العلمية من قبل الشهيد الصدر.

ثم مارس تدريس السطوح العالية في المسجد الهندي وبحلقات واسعة، وقد حضر لديه جمع كثير من الطلبة الفضلاء الذين أصبحوا فيما بعد من العلماء، حيث انتشروا في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي، وقد عرف في الوسط الحوزوي بقوة الاستدلال والدقة في البحث، وشهد بذالك القاصي والداني وكل من حاوره وناقشة وتباحث معه من طلبة الحوزة وغيرها.

ومما يشهد على ذلك أنه ذات مرة وهو في طريقه إلى الدرس اعترضه المرحوم الشيخ كاظم الكتبي (صاحب المكتبة الحيدرية في النجف)، وطلب منه الدخول إلى مكتبته، وكان في المكتبة الدكتور علي الوردي، وهو صاحب تألیفات كثيرة، فقال الشيخ الكتبي: سيدنا الدكتور عنده إشكال لغوي، ويقول: أتحدى أي شخص أن يحل الإشكال، فقلت: هذا السيد الهاشمي قد أقبل، فقال الدكتور: لا بأس، فلما عرض عليه الإشكال اللغوي وهو في الحقيقة مما ذكره المخزومي في كتابه النحو العربي،

وخلاصته أن مثل جملة (البدر طلع) إنما يعبر عن عين جملة: (طلع البدر)، فهي جملة فعلية في واقع الأمر تقدم فيها الفاعل على الفعل، والدليل على ذلك أننا لا نلاحظ أي تغيير يطرأ بتقديم الفاعل على الفعل، فالجملة تبقى على حالها في المضمون والمحتوى، وأما مسألة المنع من تقدم الفاعل على الفعل، فاعتبرها المخزومي مجرد تفلسفات وتعسفات قام بها علماء النحو. فأجابه السيد الهاشمي عن الاشكال على الفور ومن دون تردد وتوقف، فانبهر الدكتور الوردي، ونهض إجلالا للسيد الهاشمي، وقال: أنت عالم حقاً.
وقد تعرض سماحة السيد الهاشمي لهذه الإشكالية اللغوية في كتاب: (بحوث في علم الأصول) وناقشها بالتفصيل، وذلك في الجزء الأول، ص ۲۷۲ – ۲۷۵.

علاقته العلمية بطلابه:

تتنوع عادة علاقة الأستاذ بتلامذته، فقد تحتاج العلاقة إلى أسلوب من العطف والمدح وإعطاء الثقة، وقد تحتاج إلى التنبيه على الأخطاء، أو الحد من بعض الإشكالات التي قد يقع فيها التلميذ والطالب.
وقد كانت طريقة العلماء الكبار أن يعيشوا مع تلامذتهم كما يعيش الوالد مع أبنائه، فيعطفون تارة حيث يكون الموقف محتاجا إلى ذلك، ويتشددون أخرى حيث يتطلب الأمر، كل ذلك من باب الحرص على الطالب نفسه.

وهناك قضية سمعناها من الكبار أعلى الله مقامهم، لعل سماحة السيد الهاشمي دام ظله متأثر بها، وهي أن آية الله السيد حيدر الصدر نجل آية الله العظمى السيد إسماعيل الصدر ووالد شهيدنا الغالي السيد الصدر كان يدرس الكفاية على يد آية الله العظمی الشيخ عبد الكريم الحائري ، وكان من وصية السيد اسماعيل الصدر للشيخ الحائري أن لا يسلّم له بإشكال حتى لا يغتر بنفسه.

من هنا، كانت علاقة آية الله السيد الهاشمي بطلابه علاقة محبة ومودة، فلم يكن يبخل عليهم بالعطف والحنان والرعاية عندما يرى ذلك في مصلحتهم، وكان يسعى جاهدة لأن يبعث فيهم روح الأصالة العلمية القوية التي لا يهزها شيء.
فمثلا حدثني بعض تلامية سماحته (دام ظله): (أوائل حضوري عنده قدمت كتابتي عن بحثه وكلّي أمل أن يثني على كتابتي، وبعد مراجعته لكتابتي، قال لي: ليس هذا هو المعتمد في كتابة البحث؛ إذ لسنا بصدد تقرير وضبط محضر وجلسة، وإنما الكتابة لابد أن تعبر عن مستوى فهم الطالب وهضمه للبحوث وبناء على ما استوعبه من الدرس اعتمادا على عباراته).

فكان لي حافزاً بأن أشمّر عن ساعد الجد أكثر فأكثر لخوض عباب علمه. وبعد ذلك صرت أقدم إليه كتابتي: فتارة يثني، وتارة أخرى يقول: لا بأس، ولشخص آخر يقول: التقرير بحاجة إلى إصلاح بعض الأمور الجزئية في المحتوى، وهو على كل حال جهد مشكور يدل على فضل وتحصيل، وتارة إجاباته تتسم بالاختصار وبالإسهاب أخرى.
لهذا يلاحظ المتابع لسماحته تنوعا في أساليب رعايته وتربيته لطلابه.

 

المصدر: ملف بعنوان أضواء على حياة آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (ره) – إعداد : السيد محمود الخطيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky