الاجتهاد: كتاب “أحكام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القضاء” هو رسالة علمية تقدمت بها الباحثة إلى قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية في جامعة الملك سعود الإسلامية وبعد تشكل لجنة المناقشة أوصت اللجنة بمنح الباحثة درجة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية تخصص الفقه والأصول بتقدير ممتاز.
مشكلة البحث: اتسمت برامج وآلات الذكاء الاصطناعي بالقدرة علی التعلم المستمر، وتحليل البيانات، والاجتهاد في إظهار النتائج، وقد وُظّفَت بعض هذه الآلات والبرامج في بعض مجالات القضاء حاليا، ومن المنتظر توظيفها في سائر مجالات القضاء مستقبلا، وهذا سيكون له أثر في المجال القضائي؛ مما يستدعي دراسة توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القضاء دراسة فقهية تفصيلية.
أهمية البحث وأسباب اختياره:
1 – اعتناء الشريعة الإسلامية بالقضاء فجعلت لأهله شروطا وآدابا، مما تستدعي الحاجة إلی معرفة مدی انطباق الشروط والآداب علی آلات وأنظمة الذكاء الاصطناعي.
2- التطور السريع والمبهر في الذكاء الاصطناعي في شتی مجالات الحياة، واتجاه الدول الإسلامية للاستفادة منه.
3- سعي الجهات القضائية بالمملكة العربية السعودية إلی إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في محكمها مما يساعد في إنجاز القضايا بشكل أسرع .
4- الاسهام بإثراء المكتبة الفقهية القضائية، ببيان النوازل والمسائل المستجدة أو المتوقعة في المجال القضائی، وبيان الأحكام الفقهية المتعلقة بها.
5- حفظ حقوق العباد، ورفع المظالم، وردها إلی أهلها مقصد شرعي من مقاصد هذه الشريعة العظيمة، مما يستوجب البحث عن توفر هذا المقصد في دخول آلات وأنظمة الذكاء الاصطناعي في القضاء .
أهداف البحث:
1 – التعرف علی تطبيقات الذكاء الاصطناعي المؤثرة في المجال القضائي.
2- بيان التكيف الفقهي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال القضائي.
3- بيان الأحكام الفقهية المتعلقة بقضاء الذكاء الاصطناعي ودخوله فيه.
أسئلة البحث:
1 – ما تطبيقات الذكاء الاصطناعي المؤثرة في المجال القضائي؟
2 – ما التكيف الفقهي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال القضائي؟
3- ما الأحكام الفقهية المتعلقة بقضاء الذكاء الاصطناعي، ودخوله فيه؟
حدود البحث :
يشمل البحث جميع المسائل المتعلقة بقضاء تطبيقات الذكاء الاصطناعي استقلالا، أو دخوله في بعض مجالاته كالدعاوی والبينات والشهادات و القرائن والتوثيق وغيرها مما هو داخل الآن في القضاء أو كان في طور التجربة، أو ما يتوقع دخوله مستقبلاً نتيجة للتطور السريع الذي نعيشه.
مصطلحات البحث :
الذكاء الاصطناعي: “علم إنشاء أجهزة وبرامج كمبيوتر قادرة علی التفكير بالطريقة نفسها التي يعمل بها الدماغ البشري” (1) (2).
الروبوت: «هيكل مادي يعمل وفق منطق بشري، يمكن برمجته، أو توصيله بالحاسب الآلي ليؤدي مهامًا معينة” (3)
القضاء: «تبيين الحكم الشرعي، والإلزام به، وفصل الحكومات” (4).
البرنامج: هو مجموعة منظمة من التعليمات المكتوبة بلغة معينة ليقوم الحاسب بتنفيذها وإخراجها (5).
التطبيقات: جمع تطبيق، وهو مصدر للفعل (طبَّق)، وهو نقل القاعدة والنظرية من المجال النظري إلى المجال التنفيذي(6)، والتطبيقات الذكية: هي برامج كومبيوتر مصممة للعمل على الهواتف أو الأجهزة النقالة (7).
ومن تطبيقات الذكاء الاصطناعي: السيارة ذاتية القيادة، وبرامج خدمة العملاء (8).
الدراسات السابقة:
من خلال البحث في فهارس مكتبات الجامعات السعودية، والمكتبات العامة لم يتم الوقوف على بحث عُني بدراسة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القضاء استقلالاً، ومن الدراسات التي تطرقت للذكاء الاصطناعي في القضاء:
أولاً: المسائل الفقهية المتعلقة بالشخص الآلي (الروبوت)، للباحث: عادل بن شقير المرشدي، وهو بحث مقدم لنيل درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد وافقت هذه الدراسة موضوع بحثي في مسألة واحدة وهي الاستعانة بالروبوت في الإثبات القضائي، وفارقت ما أنا عليه في التالي:
1- أن هذه الدراسة اختصت بالرجل الآلي، والذكاء الاصطناعي يشمل الرجل الآلي وغيره من الأنظمة والآلات.
2- لم تتناول هذه الدراسة إلا جانبًا واحدًا في القضاء، وهو الإثبات، إضافة إلى أن الباحث لم يتوسع فيها، بل اختصر ذلك في صفحتين، وستكون دراستي -بإذن الله- متوسعة في هذا الموضوع، وشاملة لهذا الجانب وغيره من جوانب القضاء.
ثانيًا: أحكام التقاضي الإلكتروني، للباحث: طارق بن عبد الله العمر، وهو بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه من المعهد العالي للقضاء، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد وافقت هذه الدراسة موضوع بحثي في مبحث واحد وهو القاضي الإلكتروني فبيَّن الباحث فيه المراد بالقاضي الإلكتروني وحجيته ومدى الإلزام بأحكامه، وفارقت الدراسة ما أنا عليه في أنها تناولت أحكام التقاضي الإلكتروني (عن بعد)، بينما تناولت دراستي دخول الذكاء الاصطناعي في القضاء والاستعانة به.
منهج البحث:
يعتمد البحث المنهج الاستقرائي الاستنباطي.
الهوامش
(1) التعبير بقولهم: «بالطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري” فيه نوع مبالغة، بل لا يعدو أن يكون محاكاة لعمل العقل البشري. ينظر: تغريدة الذكاء الاصطناعي في صفحة مبادرة العطاء الرقمي ببرنامج تويتر (https://twitter.com).
(2) الذكاء الاصطناعي: تأثيرات تزايد دور التقنيات الذكية في الحياة اليومية للبشر لإيهاب خليفة (مجلة اتجاهات الأحداث (٢٠ / ٦٢). وينظر: مدخل إلى عالم الذكاء الاصطناعي لـ د. عادل عبد النور ( ص 7).
(3) الذكاء الاصطناعي: تأثيرات تزايد دور التقنيات الذكية في الحياة اليومية للبشر لإيهاب خليفة (مجلة اتجاهات الأحداث (۲۰ / ٦٣). وينظر: الموسوعة العربية العالمية (۳۱۷/۱۱).
يجدر التنبيه بعد تعريف الذكاء الاصطناعي والروبوت أن ليس كل قطعة برمجية تعد ذكاءً اصطناعياً بل لابد من توفر ثلاثة أمور: القدرة على التعلم، وجمع البيانات وتحليلها، واتخاذ القرار بناءً على عملية التحليل. ينظر: الذكاء الاصطناعي: تأثيرات تزايد دور التقنيات الذكية في الحياة اليومية للبشر لإيهاب خليفة (مجلة اتجاهات الأحداث ( ٢٠ /٦٢، ٦٣)، ومقال: ما هو الروبوت؟ لفهد العييري (http://www.fahads.com).
(4) الروض المربع للبهوتي (ص (٧٠٤) . وعرفه ابن عرفة بأنه: «صفة حكمية توجب لموصوفها نفوذ حكمه الشرعي ولو بتعديل أو تجريح لا في عموم مصالح المسلمين». شرح حدود ابن عرفة للرصاع (ص ٤٣٣).
(5) ينظر: المعجم الموسوعي في الكومبيوتر والالكترونيك لأندريه لوغارف، ترجمة: د. عبد المحسن الحسيني (ص ٥٤٨).
(6) ينظر: معجم الغني لعبد الغني أبو العزم (۳ ۲۳۸)، مادة (تطبيق)، معجم اللغـة العربية المعاصر لـ د. أحمد مختار (۲ /۱۳۸۷)، مادة (طبق). والمقصود بالتطبيقات هنا يشمل البرنامج الذكي، أو التطبيق الذكي، أو الروبوت.
(7) ينظر: الموسوعة الحرة (https://ar.wikipedia.org/wiki).
(8) ينظر: مدخل إلى عالم الذكاء الاصطناعي لـ د. عادل عبد النور (ص ۱۱،۱۰).
تحميل الكتاب
أحكام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القضاء – د. أروى الجلعود