خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
خانه / خاص بالموقع / 22 تقرير خبري خاص / آية الله نوري الهمداني للبابا: هل كان الأنبياء ليصمتوا عن فظائع غزة؟

آية الله نوري الهمداني للبابا: هل كان الأنبياء ليصمتوا عن فظائع غزة؟

خاص الاجتهاد: وجه المرجع الديني آية الله حسين نوري الهمداني، رسالة إلى البابا ليون الرابع عشر، زعيم الكاثوليك في العالم، عبر السفير الإيراني لدى الفاتيكان. حملت الرسالة نداءً مؤثرًا ومناشدة دينية وإنسانية للتحرك الفوري لوقف “الإبادة الجماعية” في غزة.

واستهل آية الله نوري الهمداني رسالته بالتأكيد على الكرامة الإنسانية كقيمة جوهرية مشتركة في جميع الأديان الإبراهيمية، مشددًا على أن هذه الكرامة هي أساس المساواة والحرية وحقوق الإنسان، وترفض بشدة التمييز.

وانتقل سماحته للحديث عن الوضع المأساوي في غزة، واصفًا إياها بـ”رمز اضطهاد الإنسان”. وأشار إلى أن العالم يشهد يوميًا موت الأطفال والنساء والرجال الأبرياء بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء، نتيجة للحصار الكامل الذي يفرضه الكيان الصهيوني ومنعه دخول المساعدات. واعتبر هذا السلوك “كارثة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر”، و”مرفوضًا ومدانًا تمامًا” من المنظور الإنساني والديني والأخلاقي والقانون الدولي.

وتساءل آية الله نوري همداني مخاطبًا البابا: “لو كان الأنبياء الإلهيون كالسيد المسيح (ع) والنبي محمد (ص) حاضرين، فهل كانوا ليتحملوا مشاهدة كل هذا الكم من المعاناة والمصائب؟ أم كانوا سيكتفون بمجرد المراقبة السلبية لمثل هذه الأحداث العنيفة واللاإنسانية دون أي رد فعل؟”.
وأكد أن حرمان الناس من الغذاء ظلم فادح يتنافى مع الإرادة الإلهية ومع المبادئ الأخلاقية الإنسانية.

وأشاد آية الله نوري الهمداني بمواقف البابا السابقة التي أعرب فيها عن قلقه من الوضع الإنساني في غزة، وطالب المجتمع الدولي بالالتزام بالقانون الإنساني وحماية المدنيين وحظر العقاب الجماعي. ودعا في ختام رسالته البابا والزعماء الدينيين الآخرين إلى اتخاذ “إجراءات فعالة ولعب دور حاسم” في منع هذه الجرائم. واقترح أن تتعاون الديانات الإبراهيمية في إطار عالمي وذكي لـ”إدانة استغلال الدين لخلق الفظائع”، ومنع استخدام القوة والعنف، وتعزيز السلام والإنسانية.

تأتي هذه الرسالة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية هناك، مما يسلط الضوء على تزايد الدعوات من مختلف الأطراف الدينية والإنسانية للتدخل الدولي الفوري.

 

نص الرسالة التي بعث بها سماحة آية الله نوري الهمداني إلى البابا ليون الرابع عشر، زعيم الكاثوليك في العالم، والتي سُلّمت بواسطة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الفاتيكان، كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

قداسة البابا ليون الرابع عشر،

زعيم الكاثوليك في العالم،

مع خالص التحية والاحترام

كما تعلمون، تُعد الكرامة الإنسانية، بمعنى شرف الإنسان وعظمته وقيمته الجوهرية، أحد المفاهيم الأساسية في الأديان الإلهية. فقد أكدت جميع الأديان الإبراهيمية على المكانة السامية للإنسان، وتعتبره كائنًا ذا قيمة جوهرية وقدرات روحية، خُلق بطريقة خاصة من قبل الله. وتؤيد جميع الأديان الإلهية مبادئ المساواة، والحرية، والمسؤولية، وحقوق الإنسان، وترفض بشدة التمييز العنصري، والعرقي، والطبقي.

من البديهي أن الأديان الإلهية، على الرغم من اختلافات عقائدها، تشترك في التأكيد على الكرامة الذاتية للإنسان. هذه الكرامة ليست فقط أساس الحقوق الإنسانية، بل هي أيضًا تمهد الطريق للتفاعل الأخلاقي والإنساني بين أتباع الديانات المختلفة. في عالم تتزايد فيه أعمال العنف والتمييز، يمكن أن تكون العودة إلى هذا المبدأ المشترك مسارًا مثاليًا للتعايش السلمي والتفاهم بين الأديان.

وكما تعلمون، فإن غزة، هذه الأرض المحاصرة، أصبحت اليوم رمزًا لاضطهاد الإنسان في مواجهة الظلم والجور. فبينما يشهد العالم الموت اليومي للأطفال والنساء والرجال الأبرياء جراء الجوع والعطش ونقص الدواء، يواصل الكيان الصهيوني حصاره الكامل لغزة، ويمنع دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية، مما يخلق كارثة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر. هذا السلوك مرفوض ومدان تمامًا، ليس فقط من المنظور الإنساني، بل أيضًا من الناحية الدينية والأخلاقية والقانون الدولي.

الإسلام دين رحمة وإنسانية، ويُنهى بشدة عن إيذاء الأبرياء، وخاصة الأطفال والنساء. وفي تعاليم المسيحية أيضًا، تُعد مساعدة الجياع والمحتاجين واجبًا إلهيًا. كما تؤكد التوراة كثيرًا على العدل والرحمة بالآخرين. من منظور الأديان الإلهية، يُعتبر حرمان الناس من الغذاء ظلمًا فادحًا يتنافى مع الإرادة الإلهية.

ومن منظور الأخلاق الإنسانية والوجدان الحي، يُعد حصار مئات الآلاف من الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، وممارسة الضغط عليهم والهجوم الوحشي عليهم، ومنع وصول الغذاء والدواء إليهم، خطأً لا يُغتفر.

تُبنى الأخلاق الإنسانية على أساس الكرامة المتأصلة للإنسان. فكل إنسان بريء، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو عرقه، يستحق حياة كريمة. إن الحرمان المتعمد لسكان كاملين من الغذاء والماء والدواء هو جريمة ضد ضمير البشرية ويتنافى مع المبادئ الأساسية للتعايش الإنساني. إن سلوك الكيان الصهيوني تجاه أهالي غزة ليس فقط غير أخلاقي وغير إنساني، بل يُعتبر جريمة حرب بموجب وثائق القانون الدولي المعتبرة.

إن السلوك الظالم وغير الإنساني للكيان الصهيوني، المتمثل في منع دخول الغذاء والمواد الحيوية لسكان غزة، يعد انتهاكًا صارخًا للمبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية والقانون الدولي. هذا الإجراء لا يستحق الإدانة العالمية فحسب، بل يستحق أيضًا الملاحقة والعقاب الدوليين. الآن، تقع على عاتق جميع الأحرار في العالم، ومنظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات الدينية، وشعوب العالم، واجب عدم الصمت أمام هذه الجريمة وأن يكونوا صوت مظلومي غزة.

أنا، بدوري، أُثني على مواقفكم النبيلة تجاه القضية الفلسطينية، والتي عبرتم عنها في خطابكم الأخير، حيث أبديتم قلقكم البالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه أهالي غزة، واعتبرتموه وضعًا يُدفع ثمنه الباهظ، لا سيما من قبل الأطفال وكبار السن والمرضى. ومن ناحية أخرى، طالبتم المجتمع الدولي بالالتزام بالقانون الإنساني، واحترام واجب حماية المدنيين، وحظر العقاب الجماعي، والاستخدام المفرط للقوة، والتهجير القسري للسكان

قداسة البابا،

إن ما يحدث في غزة الآن لا يمكن تصوره بأي مقياس ديني أو إنساني أو أخلاقي. فكل يوم، يفقد عشرات الأطفال أرواحهم بسبب المجاعة والجوع، وهذا إبادة جماعية واضحة تمزق قلوب كل إنسان حر. في هذه الأوضاع المروعة، لو كان الأنبياء الإلهيون مثل النبي موسى (عليه السلام)، والنبي عيسى (عليه السلام)، والنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حاضرين، فهل كانوا ليتحملوا مشاهدة كل هذا القدر من المعاناة والمصائب؟ أم كانوا سيكتفون بمجرد المراقبة السلبية لمثل هذه الأحداث العنيفة وغير الإنسانية دون أي رد فعل؟

نأمل أن تقوموا أنتم والزعماء الدينيون الآخرون بـاتخاذ إجراءات فعالة ولعب دور حاسم في منع هذه الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني.

قداسة البابا،

في الختام، أقترح أن تقوم الديانات الإبراهيمية، ضمن إطار عالمي وذكي، بـإدانة استغلال الدين كأداة لإحداث الفظائع المذكورة آنفًا (المتمثلة في استمرار 80 عامًا من الجرائم بحجة تأسيس “دولة يهودية” على يد الصهاينة المجرمين). وأن تسخّر هذه الديانات كل إمكانياتها لـمنع وإدانة استخدام القوة والعنف من جهة، وتعزيز السلام والإنسانية من جهة أخرى.

الحوزة العلمية المقدسة بقم

حسين نوري الهمداني

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *