خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / خاص بالموقع / 22 تقرير خبري خاص / آية الله السبحاني يدعو لوحدة المسلمين وينتقد طرح قضايا مثيرة للجدل

آية الله السبحاني يدعو لوحدة المسلمين وينتقد طرح قضايا مثيرة للجدل

خاص الاجتهاد: وجّه المرجع الديني آية الله الشيخ جعفر السبحاني، أحد كبار مراجع التقليد في قم، “نصيحة أبوية” هامة عقب انتهائه من درس الخارج اليوم، الموافق ٢٢ جمادى الآخرة ١٤٤٧هـ، حيث انتقد بشدة إعادة طرح قضايا تاريخية وفكرية مثيرة للجدل في الأوساط الافتراضية، مؤكدًا على أن الأولوية القصوى هي وحدة العالم الإسلامي ومواجهة الأحداث الجسام التي يمر بها المسلمون، خاصة في غزة.

استهل آية الله السبحاني كلمته بالإشارة إلى كثرة المراجعات والرسائل التي وصلته من أفراد يعربون عن انزعاجهم من انتشار أخبار وشبهات حول أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في الفضاء الافتراضي.

وشدّد سماحته على ضرورة أن يكون طرح أي موضوع في الملأ العام ذا “غرض عقلائي” ونافع للمجتمع. وتساءل بلهجة استنكارية:

“في الوقت الذي يُقتل فيه المسلمون – نساءً وأطفالًا، مدنيين وعسكريين – في غزة، ومليارات المسلمين يشاهدون هذه المصيبة دون أن يقوموا بعمل فعلي… هل طرح هذه القضايا في ظل هذه الظروف أمر صائب وعقلاني؟!”

وأكد سماحته أن “الانسجام الداخلي هو رأسمالنا اليوم”، مشددًا على أن وحدة المسلمين في مواجهة الكفر أمر لازم وضروري، ويجب الحذر من أي ضربة توجه لهذه الوحدة.

الرد على الشبهات المتعلقة بالسيدة فاطمة الزهراء (ع)
تطرق المرجع السبحاني إلى الشبهات الأخيرة المثارة حول بضعة النبي الأعظم السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، مشيرًا إلى أنها ليست جديدة، بل سبق أن طُرحت قبل عقود في بيروت وتم الرد عليها آنذاك.

وأوصى بمراجعة كتابه “الحجة الغرّاء على شهادة فاطمة الزهراء (عليها السلام)”، موضحًا أنه كتاب شامل يستعرض الأدلة حتى في مسألة “الهجوم على بيت فاطمة”، ناقلاً إياها من الكتب المعتبرة لدى أهل السنة. واستشهد بما نُقل عن الخليفة وقت مرضه من ندمه على “كشف بيت فاطمة”، مؤكداً أن كشف البيت هو “من مُسلّمات التاريخ” وأن النقاش يقتصر على تفاصيل ذلك.

كما أورد آية الله السبحاني أبياتًا من “القصيدة العُمَرِيّة” التي أُقيم لناظمها تكريم في مصر، واستعرض منها الأبيات التي تضمنت وعيدًا بحرق بيت الزهراء إذا لم يبايع الإمام علي (عليه السلام).

وفي خطوة عملية لاحتواء الخلاف، اقترح آية الله السبحاني على من يطرح هذه القضايا الحساسة أن يتناقش مع ثلاث شخصيات علمية بارزة في الحوزة لـ “المذاكرة والنقاش”، وهي:

آية الله رباني: الذي يخصص جزءًا من تدريس علم الكلام في مدرسة الفيضية (الساعة ١١ صباحًا) لشرح هذه المشكلات.

آية الله السيد علي الميلاني: مؤسس مركز “إمامت” وصاحب المؤلفات الكثيرة في مسألتي الإمامة والولاية.

حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الطبسي: الكاتب وصاحب النظر.

ودعا المرجع السبحاني طالب الحقيقة إلى “ألا ينفرد بالحكم”، وأن يعرض مسائله عليهم ويتقبل إرشاداتهم.

واختتم آية الله السبحاني نصيحته بتحذير مؤثر، مؤكدًا أن “الذنب يبدأ من مكان صغير، والانحراف كذلك”، وإذا لم يُعالج في البداية فإنه يتفاقم. واستدل بقصة السيد أحمد كسروي، الذي بدأ كطالب لدى والده، لكن غروره قاده تدريجيًا إلى إنكار الإسلام والخاتمية، وكانت نهايته مأساوية برفض دفنه في أي مقبرة.

ودعا في ختام كلمته إلى الله تعالى أن يمنح العزة والعظمة والوحدة للعالم الإسلامي.

 

نص كلمة سماحته
نصيحة أبوية من آية الله الشيخ جعفر السبحاني دام ظله بعد انتهاء درس الخارج في المسجد الأعظم، ٢٢جمادي الآخرة ١٤٤٧ه‍

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد تكررت في الآونة الأخيرة مراجعات وأرسل إليّ أفراد رسائل، عبّروا فيها عن انزعاجهم الشديد من نشر بعض الأخبار في الفضاء الافتراضي حول أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، مطالبين إياي باتخاذ إجراء في هذا الشأن.

انتظرت بضعة أيام، وقررت أخيرًا أن أبث هذه الكلمات نصيحة وإرشادًا، لعلها تكون مؤثرة.

ما هو الدافع وراء طرح هذه القضايا؟
على كل إنسان عاقل ينشر موضوعًا في الملأ العام أن يكون له غرض عقلائي، وبعبارة أخرى، يجب أن يكون هذا الموضوع مفيدًا ونافعًا للمجتمع، أو يحل مشكلة قائمة.

في الوقت الذي يُقتل فيه المسلمون – نساءً وأطفالًا، مدنيين وعسكريين – في غزة، ومليارات المسلمين يشاهدون هذه المصيبة دون أن يقوموا بعمل فعلي… هل طرح هذه القضايا في ظل هذه الظروف أمر صائب وعقلاني؟!

إن الانسجام الداخلي هو رأسمالنا اليوم، وليس الانسجام الداخلي فحسب، بل وحدة المسلمين في مواجهة الكفر أمر لازم وضروري، ولا ينبغي توجيه أي ضربة لهذه الوحدة.

ما طُرح حول السيدة الزهراء (عليها السلام) ليس بجديد
إن ما نُقل عنهم [يقصد الشيخ عبد الرحيم سليماني أردستاني]حول بضعة النبي الأعظم (عليها السلام) ليس شيئًا جديدًا. فقد طرح فرد هذا الموضوع قبل بضع وثلاثين سنة في بيروت، وكنت قد كتبت إليه رسالة. أنكر هو ذلك في رده، وعلى أي حال، كانت هذه الشبهة قد انتشرت سابقًا في بيروت ولبنان، والآن يعود القائل ليكررها في قم.

إن كتاب “الحجة الغرّاء على شهادة فاطمة الزهراء (عليها السلام)” هو كتاب جامع وكافٍ للرد على شبهاتهم. نُقلت في هذا الكتاب جميع المطالب من الكتب المعتبرة لدى أهل السنة، حتى مسألة الهجوم على بيت فاطمة. وتوضيح ذلك أن الخليفة وقت مرضه الذي أفضى إلى موته كان يقول: يا ليتني لم أفعل ثلاثًا، وفعلت ثلاثًا، وسألت رسول الله عن ثلاث. ومن تلك الثلاث التي تمنى أنه لم يفعلها هي مسألة “كشف بيت فاطمة”، والتي أعرب عن أسفه الشديد لارتكابها.[قال أبو بكر: أمّا إنّي لا آسى إلاّ على ثلاث فعلتهنّ ووددت انّي لم أفعلهنّ، وثلاث لم أفعلهنّ ووددت انّي فعلتهن، وثلاث وددت انّي سألت رسول اللّه عنهم.
فأمّا الثلاث التي فعلتها ووددت انّي لم أكن كشفت عن بيت فاطمة وتركته ولو أغلق على حرب].

في الأصل، إن كشف بيت فاطمة هو من مُسلّمات التاريخ. أما كيفية خصوصيات هذا الكشف، فهذا يعتمد على التحليل وكيف كانت ظروف الأبنية في ذلك الزمان.

القصيدة العُمَرِيّة
أُقيم في مصر منذ مدة تكريم لناظم هذه القصيدة، ويُعد من مفاخره الأبيات الثلاثة التالية:

وقولةٌ لعلي قالها عمر
أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقت دارك لا أبقى عليك بها
إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص بقائلها
إمام فارس عدنان وحاميها

بما أنني أحتمل إمكانية التأثير في أفكارهم من خلال المذاكرة والنقاش، فإنني أُعرّف بثلاث شخصيات علمية كبيرة في الحوزة، يمكنهم أن يعرضوا أفكارهم وآراءهم عليهم:

١. آية الله رباني: يخصص وقتًا يوميًا في مدرسة الفيضية، الساعة 11 صباحًا، ضمن تدريس علم الكلام، لشرح هذه الأنواع من المشكال.

٢. آية الله السيد علي الميلاني: مؤسس مركز “إمامت”، وصاحب مؤلفات علمية غزيرة في مسألة الإمامة والولاية.

٣. حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الطبسي: كاتب وصاحب نظر.

إذا كان هذا الشخص طالبًا للحقيقة حقًا، فعليه ألا ينفرد بالحكم، وأن يعرض المسائل التي تشغله على هؤلاء الأعلام ويتقبل إرشاداتهم.

وللتعرف على مقامات الإمام الجواد (عليه السلام)، فليراجع كتاب “نفحات السحر”.

تحذير ونصيحة
في الختام، أذكّر بأن الذنب يبدأ من مكان صغير، والانحراف كذلك. إذا لم يُعالج في بدايته، فإنه يستمر ويتفاقم.

كان السيد أحمد كسروي من تلاميذ والدي، وقرأ عنده كتاب “خلاصة الحساب” للشيخ البهائي. لكن الغرور الشبابي دفعه إلى التدريس في الكلية الأمريكية، وبدأ شيئًا فشيئًا يقول أقوالًا غير صحيحة، حتى وصل به الأمر في النهاية إلى إنكار الإسلام والخاتمية. وبعد موته، لم تقبل جنازته في أي مقبرة.

في الختام، أسأل الله تعالى العزة والعظمة والوحدة للعالم الإسلامي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جعفر السبحاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *