خاص الاجتهاد: التقى أعضاء جمعية الكلام في حوزة قم العلمية بالرئيس الحالي لمجمع تشخيص مصلحة النظام.
وأكد آية الله آملي اللاريجاني في هذا اللقاء، مع الإشارة إلى أهمية استنباط المعارف من الكتاب والسنة، على ضرورة إحياء المباحث الكلامية في الحوزات العلمية. وقال إن المناقشات الكلامية كانت تحتل مكانة بارزة في السنوات الأولى من الإسلام، وأن العديد من العلماء الشيعة والسنة كانوا يتناولونها، وأضاف أنه في العصر الحاضر، مع تزايد الشبهات والأسئلة المتعلقة بالدين، فإن الحاجة إلى المناقشات و المباحث الكلامية أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى.
وانتقد آية الله آملي اللاريجاني الوضع الحالي للحوزات العلمية حيث يتم إهمال المناقشات الكلامية والفلسفية، وأكد على ضرورة بذل جهود جادة ومستمرة في هذا المجال، مضيفًا أن هذا الأمر لا يجب أن يكون نشاطًا جانبيًا بل يتطلب جهدًا مستهدفًا ومدروسًا ومبرمجا.
وتطرق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في كلمته إلى موضوع استنباط المعارف من الكتاب والسنة، وأكد على ضرورة دراسة دقيقة لمناهج الاستنباط ومواءمتها مع القضايا المعاصرة. وأشار إلى أن العديد من القضايا التي تواجه المجتمع اليوم تحتاج إلى إجابات مبنية على الأسس الإسلامية، وأكد على ضرورة إجراء أبحاث واسعة النطاق في هذا المجال.
وشدد أستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية على ضرورة التنقيح الأكثر لمفهوم “الحجية” وتحليل طبيعتها وماهيتها بشكل أكثر دقة في مواجهة الأنظمة الاجتماعية المعقدة في عصرنا، وتطرق إلى مناقشة مفهوم “التلائم”. واقترح أن يتم، بالإضافة إلى الأحكام الخمسة كـالواجب والحرام والمستحب والأحكام الوضعية، دراسة تلائم أو عدم تلائم الأنظمة المختلفة في المجتمع مع الكتاب والسنة. وربما يمكن من خلال هذه الطريقة إيجاد نوع من الأثر العملي للمعرفة المستمدة من الكتاب والسنة، مما يحقق مفهوم وواقع الحجية. وهذا بالطبع بالإضافة إلى المعارف اليقينية أو القاطعة التي لا تحتاج الحجية فيها إلى مقدمات أخرى.
وقد قدم آية الله آملي اللاريجاني أمثلة من الأنظمة التعليمية والاقتصادية، موضحًا أن بعض هذه الأنظمة قد تتطابق مع المعارف الدينية ولكنها ليست بالضرورة خاضعة للحكم الشرعي المباشر. وأكد على ضرورة البحث عن طريقة لقياس تطابق هذه الأنظمة مع المعارف الدينية حتى نتمكن من اتخاذ أفضل القرارات لإدارة المجتمع. وبين أن هذا الموضوع يمثل فصلاً جديدًا في المناقشات والمباحث الفقهية، وأكد على أهمية الأبحاث المستقبلية في هذا المجال.
وفي بداية هذا اللقاء، هنأ آية الله آملي اللاريجاني بمولد النبي الأكرم (ص) والإمام جعفر الصادق (ع)، وعبر عن قلقه إزاء الوضع الصعب والحزين للمسلمين في المنطقة، خاصة في غزة ولبنان.
وفي كلمة له، أشار إلى دعم الدول الاستعمارية للنظم الإجرامية وإعطائها الضوء الأخضر لارتكاب الجرائم في المنطقة، وأكد على ضرورة وحدة وتضامن المسلمين لمواجهة هذا الوضع.
وأعرب آية الله آملي عن أمله في أن يشهد العالم، بفضل وحدة المسلمين وحكمة الدول الإسلامية وتدبيرهم، زوال هذا الوضع المؤسف وسيادة الوحدة والرحمة في المنطقة