الاجتهاد: أصدر مركز تراث سامراء التابع للأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة الإصدار الواحد والخمسون من إصداراته العلمية، كتاب نتائج الأفكار لمؤلفه الأصولي الفذ المحقق السيد ابراهيم الموسوي القزويني المعروف ب (صاحب الضوابط) تحقيق الباحث الشيخ ستار الجيزاني، حيث تناول الكتاب أمهات المسائل في علم الأصول، ويعد اختصارا لكتابه الكبير ضوابط الأصول.
ومن الجدير بالذكر أن الكتاب ألف في سامراء قبل هجرة السيد المجدد إليها وهذه ميزة أخرى تضاف إلى مميزاته المتعددة.
يذكر ان مركز تراث سامراء اختتم فعاليات مؤتمره العلمي الدولي الثاني بطرحه لهذا الإصدار.
السيد إبراهيم القزويني الحائري (ت 1214-1164هـ/1799-1750م)
السيد إبراهيم ابن السيد محمد باقر الموسوي القزويني المجاور، كان أبوه من أهل قزوين وسكن فيها وانتقل مع أبيه من محال قزوين إلى كرمانشاه وقرأ مبادئ العلوم على من فيها من المدرسين، وأقام أبوه في کرمانشاه عند محمد علي میرزا من أمراء العائلة المالكة القاجارية الذي كان حاكما فيها وصار معلما لأولاده، ثم انتقل مع والده إلى كربلاء المقدسة فقرأ أولا على السيد علي الطباطبائی صاحب الرياض في أواخر أيامه ثم لازم درس المولی محمد شریف العلماء في الأصول، ثم هاجر إلى النجف الأشرف فقرأ على الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء في الفقه نحو ثمانية أشهر أو سبعة عشر شهرا، وعلى أخيه الشيخ موسى ثم عاد إلى كربلاء المقدسة، وقرأ أيضا على السيد محمد صاحب المناهل ومفاتيح الأصول وهو الذي رغبه في التأليف في الفقه وأعطاه من كتب الفقه ما يلزمه.
اشتغل بالتدريس في حياة أستاذه شريف العلماء (ت 1245هـ/1829م) حتى اجتمع في مجلس درسه في كربلاء المقدسة ما يزيد عن ألف طالب، وبعد وفاة أستاذه استقل بالتدريس وكان يدرس في مسجد مدرسة السردار حسن خان المتصلة بالصحن الشريف الحسيني ويجتمع في حلقة درسه سبعمائة طالب إلى ثمانمائة إلى ألف، وفيهم من فحول العلماء ومن مشاهير تلاميذه: الشيخ زین العابدین البار فروشي المازندراني الفقيه المشهور الذي انتهت إليه الرئاسة في كربلاء المقدسة، والسيد حسين الترك، والسيد أسد الله نجل حجة الإسلام، والشيخ مهدي الكجوري الذي كان في شيراز، والسيد أبو الحسن التنكابني، والحاج محمد کریم اللاهجي، والشيخ عبد الحسين الطهراني، وملا علي محمد التركي، وملا علي الكني، ومیرزا محمد حسين الساروي، ومیرزا محمد محسن الأردبيلي، ومیرزا صالح من العرب، ومیرزا رضا الدامغاني، والشيخ محمد طاهر الكيلاني، وملا محمد صادق التركي، وآقا جمال المحلاتي وأمثالهم، وكل واحد منهم صار مرجعا في بلاده.
كان يدرس درسين: أحدهما في الأصول، عنوانه کتاب نتائج الأفكار من تأليفه، والآخر في الفقه، عنوانه شرائع المحقق الحلي، وفي أكثر الأوقات یدرس الفقه حسب ترتيب شرحه على شرائع الإسلام المسمى بدلائل الأحكام فيكتب الشرح فيقرؤه في الدرس، وكان في أكثر الأوقات يقول إذا كان لأحد كلام أو رد أو بحث أو دليل زائد على ما ذكرناه فليتكلم، وإذا ناظره أحد في مجلس الدرس يجيبه فإذا رأى أن الطرف المقابل غرضه المجادلة لا فهم الحقيقة يسكت عن جوابه، وكان معاصرا للشيخ محمد حسین صاحب الفصول وتجري بينهما مباحثات في المجلس، و من آثاره بناء سور سامراء فقد بني بمسعاه.
صنف کتبا ورسائل منها: ضوابط الأصول وهو مطبوع في مجلدين، نتائج الأفكار في الأصول، رسالة في حجية الظن، دلائل الأحكام في شرح شرائع الإسلام في الفقه من الطهارة إلى الديات في مجلدات عدة، رسالة فارسية في الطهارة والصلاة والصوم، رسالة عربية مفصلة في الطهارة والصلاة، مناسك الحج، رسالة في الغيبة، رسالة في صلاة الجمعة، رسالة في القواعد الفقهية جمع فيها خمسمائة قاعدة،
توفي في كربلاء (سنة 1164هـ/1750م) عن عمر ناهز الستين ودفن في مقبرة بجانب داره قريبا من المشهد الحسيني الشريف. (المصدر موقع التراث والتحقيق)