الاجتهاد: لم يكن المواطن العراقي بحاجة لقراءة التقرير الذي كتبه السفير الامريكي السابق في العراق دوغلاس سيليمان، لصناع القرار في واشنطن من اجل الحفاظ على المصالح الامريكية في العراق، ليعرف حجم المؤامرات الامريكية التي تستهدف العراق كوجود وكشعب وكمرجعية دينية وكحشد شعبي وكثروات وخيرات، فما تقوم به امريكا على الارض منذ عام 2003 وحتى اليوم، كانت ومازالت تؤكد ان امريكا لن تترك العراق وشأنه الا وبعد ان تتركه خربة. “الاستراتيجية” التي وضعها سيليمان، الذي يشغل حاليا رئيس معهد دراسات دول الخليج (الفارسي) العربية، امام ادارة بايدن، مبنية على استهداف عناصر القوة العراقية الثلاثة وهي، السيد السيستاني، والمذهب الشيعي، والحشد الشعبي، اذا ما ارادت هذه الادارة البقاء، ووضع العراق في جيبها، وجعله تابعا لها، تتصرف بمصيره وخيراته، وفقا لمصالحها .
اللافت ان التقرير، الذي طالب كاتبه من جميع الخبراء في الشرق الأوسط، وخاصة من وصفهم بـ”أصدقائه المقربين” في وزارة الخارجية الأمريكية، وأعضاء الكونغرس الاطلاع على هذه الاستراتيجية، وقف كثيرا امام شخص المرجع الشيعي الاعلى سماحة اية الله السيد علي السيستاني،
حيث جاء في جانب من التقرير: “القضاء على الدين في العراق بشكل عام وإبعاد السلطة الشيعية بشكل خاص عن المعادلات السياسية والاجتماعية في العراق يجب أن يكون الاستراتيجية الرئيسية للولايات المتحدة. آية الله علي السيستاني كشخصية متطرفة ومحافظة ومتحالفة مع الإرهاب ولها تأثير اجتماعي قوي في العراق. يجب إزالة الكاريزما التي يتمتع بها السيستاني من المعادلة العراقية ، كماً ونوعاً. لا يمكن الاستمرار في تفكير واشنطن المحبط بالتمني لوفاته ، ويجب أن تؤخذ التقنيات الأخرى في الاعتبار”.
من الواضح ان التقرير رغم خطورته، يعكس حالة الاحباط التي تلف الادارات الامريكية في التعامل مع العراق مع وجود عناصر قوته وفي مقدمتها المرجعية الدينية المتمثلة بشخص السيد السيستاني، حيث دفع هذا الاحباط، بالامريكيين الى الاعلان صراحة، كما دعا سيليمان هذا، الى التخلص من السيد السيستاني، وعدم إنتظار وفاته طبيعيا!.
واللافت ايضا ان التقرير، دعا ايضا “ازالة الكاريزما التي يتمتع بها السيد السيستاني”، كنوع آخر من انواع تصفية شخصيته، وهو ما تجسد من خلال الحملة الاعلامية الشرسة التي يشنها الاعلام الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، عبر مئات الفضائيات والمواقع الالكترونية والجيوش الالكترونية، على شخص السيد السيستاني، ك”شخصية متطرفة ومحافظة ومتحالفة مع الإرهاب”،
بينما يشهد العالم اجمع، اعداء العراق قبل اصدقائه، بالدور المصيري الذي قام به المرجع السيستاني، بوقف دائرة الدم التي كانت تدور على العراقيين، ودوره في حفظ العراق موحدا، ودوره في تحجيم دور المحتل الامريكي في الشأن العراقي، ودوره في الحفاظ على وجود الاقليات العرقية والدينية والطائفية في العراق، وتوج هذا الدور الابوي بفتوى الجهاد الكفائي، التي خرجت من رحمها احد اكبر عناصر القوة العراقية، وهو الحشد الشعبي، الذي حرق ورقة التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي المثملة بـ”داعش” الوهابية، وحرر المناطق الكردية والسنية والايزدية والشبكية، وقدم عشرت الالاف من الشهداء والجرحى، دون اي مقابل.
يبدو ان سيليمان كان مصيبا في تشخيصه لاهمية السيد السيستاني في الحفاظ على العراق وشعبه، بجميع مكوناته، وفي تحصين العراق امام مؤامرات امريكا واذنابها في المنطقة، وفي منعه الطامعين من الوصول الى خيراته وثرواته، الا انه لم يكن مصيبا، عندما دعا بهذه السذاجة، الى التخلص من السيد السيستاني كي يبقى العراق خاليا لامريكا، لضمان المصالح الأمريكية في هذا البلد ، فسيليمان اعلم من غيره، ان التعرض للسيد السيستاني من قبل امريكا او مرتزقتها، يعني عمليا تحويل منطقة الشرق الاوسط برمتها الى مقبرة للامريكيين، وخروج امريكا من المنطقة والى الابد.
هذا و وضع السفير الامريكي السابق في العراق دوغلاس سيليمان والذي يشغل حالياً منصب رئيس معهد دراسات دول الخليج في واشنطن وطالب من المشرعين الاميركان ان يقروا هذه الاستراتيجية استراتيجية للحفاظ على المصالح الامريكية في العراق مبنية على انهاء دور الدين وخصوصا المذهب الشيعي والتحريض على قتل السيد السيستاني لانهاء دوره الذي يصفه بانه مساند للارهاب والقضاء على الحشد الشعبي الذي يشكل تهديدا خطيرا على نفوذ وهيمتة امريكا على العراق.
وفيما يلي نص المقال:
استراتيجيات لضمان المصالح الأمريكية في العراق خلال عهد بايدن
يقع الشرق الأوسط في قلب التطورات العالمية ، والمنافسة الرئيسية للقوى العظمى ستكون دائمًا في هذه المنطقة. تعد المملكة العربية السعودية وإيران والعراق من أكبر الدول المصدرة للنفط والوقود الأحفوري في العالم. لذلك لا يمكن تجاهل هذه الدول الثلاث في المعادلات الإقليمية والدولية. لقد خرجت إيران عن التعايش مع الولايات المتحدة منذ عام 1979. تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقة سلمية مضبوطة مع الولايات المتحدة ، مدركة لعظمة وقوة الولايات المتحدة في المعادلات العالمية. العراق بلد حاسم لموازنة القوة في المنطقة أو إظهار الولايات المتحدة كقوة متفوقة في الشرق الأوسط.
الهيمنة على العراق ، إلى جانب التعايش مع المملكة العربية السعودية ، هي الدعامة الأساسية لنفوذ واشنطن في الشرق الأوسط.
تحول ظهور الحشد الشعبي في السنوات الأخيرة إلى أكبر عقبة أمام المصالح الأمريكية في العراق.
هذه الخطة ، تهدف إلى تقديم الاستراتيجية والسياسة المقترحة لـمعهد دول الخليج العربي في واشنطن ، تجاه العراق لضمان أقصى مصالح الولايات المتحدة إلى الرئيس بايدن ووزير خارجيته ، أنتوني بلينكن.
إنني أحث جميع الخبراء في الشرق الأوسط ، وخاصة أصدقائي المقربين في وزارة الخارجية الأمريكية ، وأعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس الموقرين ، على الموافقة على التوقيع على هذا الالتماس لتعزيز هذه الاستراتيجيات.
الاستراتيجيات المبنية على التهديد:
1- القضاء على الدين في العراق بشكل عام وإبعاد السلطة الشيعية بشكل خاص عن المعادلات السياسية والاجتماعية في العراق يجب أن يكون الاستراتيجية الرئيسية للولايات المتحدة.
آية الله علي السيستاني كشخصية متطرفة ومحافظة ومتحالفة مع الإرهاب ولها تأثير اجتماعي قوي في العراق. يجب إزالة الكاريزما التي يتمتع بها السيستاني من المعادلة العراقية ، كماً ونوعاً. لا يمكن الاستمرار في تفكير واشنطن المحبط بالتمني لوفاته ، ويجب أن تؤخذ التقنيات الأخرى في الاعتبار.
2- يجب أن يكون القضاء الشامل على الحشد الشعبي من المعادلات العسكرية والسياسية والاجتماعية من خلال تعزيز الجيش الشرعي في العراق هو الاستراتيجية النهائية للولايات المتحدة. انخرطت الميليشيات الإرهابية ، وهي أبطال هزيمة داعش في العراق ، في سلوك تدميري ، وأصبحت الأعداء الرئيسيين للجيش الأمريكي داخل العراق تحت نفوذ إيران. في المستقبل السياسي للعراق ، حتى وجود هذه المجموعة بدون قوة عسكرية يضر بالمصالح الأمريكية. إن نزع السلاح ، وتدمير الهوية ، وإبعاد القادة ، وخلق صراع بين طبيعة الانتفاضة الشعبية ومستقبل العراق يجب أن يتم السعي إليه بقوة لسنوات عديدة قادمة.
3-تفتقر الاحزاب السياسية في العراق وخاصة القيادات والاحزاب الشيعية الى القوة الحقيقية والشاملة اذا تم تنفيذ الاستراتيجيتين الاولى والثانية. قادة الأحزاب في العراق هم لاعبون غير مهمين ، وبدون سلطة آية الله والتعبئة الشعبية ، لن يكون أمامهم خيار سوى الانصياع وتأمين المصالح الأمريكية في العراق ، ولكن لكي تستمر المصالح الأمريكية في العراق ، يجب أن تكون معاقبة هؤلاء القادة هي الاستراتيجية الأمريكية الرئيسية. .
استراتيجيات موجهة نحو الفرص
1- سيكون إقليم كردستان العراق ، إلى جانب السنة وبعض الشيعة العلمانيين ، أفضل حلفاء واشنطن في بغداد ، وتعزيز هذه الركائز الثلاث في العراق هو اقتراح استراتيجي لرئيس معهد دراسات دول الخليج العربية.
2- الدولار السعودي وتأثير الإمارات العربية المتحدة وقوة المخابرات الإسرائيلية ستكون الفرص الرئيسية لتأمين مصالح واشنطن في العراق.
أدعو جميع الدبلوماسيين والمسؤولين رفيعي المستوى وأعضاء الكونجرس المحترمين لزيادة فعالية اقتراحنا من خلال التوقيع على هذا الالتماس
دوغلاس سيليمان
رئيس معهد دراسات دول الخليج العربية
السفير الامريكي السابق في العراق
المصدر: Change.org + وكالة أنباء براثا
السيد السيستاني ودوره السياسي في العراق .. د. صلاح عبد الرزاق / تحميل PDF
بحثت عن مصدر للتقرير المنسوب ل سليمان ولم أجده
هذا الرابط أقصى ماوصلت له ولم يفتح!!
https://www.change.org/p/president-of-the-united-states-strategies-to-ensure-us-interests-in-iraq-during-biden-era
السلام عليكم و رحمة الله
نقلنا الخبر عن موقع براثا وهو من موقع http://www.change.org