اكدت صحيفة “لوموند” الفرنسية ان المرجع الديني الكبير في العراق، آية الله السيد علي السيستاني “مجلس دستوري قائم بذاته”، معتبرة انه “استطاع تكوين جيش في غضون 48 ساعة فقط”.
موقع الاجتهاد: ونشرت الصحيفة تقريرا سلطت من خلاله الضوء على المرجع الديني المقيم بمدينة النجف الاشرف، آية الله السيد علي السيستاني، صاحب الفتوى الشهيرة والتي انتهت بتشكيل فصائل الحشد الشعبي لصد انتشار لتنظيم “داعش” الارهابي في صيف 2014.
وأضافت أن آية الله علي السيستاني “يتميز بدرجة عالية من التواضع والقوة علاوة على ذلك؛ فإنه لا يوجد للسيستاني أي نظير في العراق.
وذكرت أن الحكومات المتعاقبة على بغداد “تنحني إجلالا لخطابات الرجل قليل الكلام، الذي لطالما انتقد فساد وانحلال وعجز النظام العراقي.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيستاني لا يظهر كثيرا في وسائل الإعلام، ويرفض القيام بجميع اللقاءات الصحفية، ولا يخرج من مكتبه إلا في حالات نادرة، وفي المقابل تتولى أسرته مهمة مدّه بالأخبار حول ما يحصل في العالم، حيث إنه يحرص على متابعة هذه الأخبار عن كثب.
إن السيستاني حظي بمتابعة رجال الدين الشيعة، وتحديدا مراجع التقليد المتكونة من حوالي 50 عالما شرعيا؛ مهمتهم استنباط الأحكام الشرعية من القرآن.
وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة عن طالب الدكتوراه في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس، روبن بومونت، قوله إن (السيستاني وحده مجلس دستوري قائم بذاته).
وأضافت “لوموند” أنه على الرغم من أن الرجل يعتبر أن النظام في العراق “فاسد”، إلا أنه بحسب الباحثة صابرينا ميرفين “يعلم جيدا أن النجف لا يمكن أن تشكل لوحدها مركزا شيعيا، فهي بحاجة إلى جلّ العراق، وبالتالي فإن الحاجة إلى العراق تعني الحاجة إلى السنة.
وذكرت الصحيفة أنه في أعقاب السنوات الأولى من مرحلة ما بعد صدام، وعلى إثر محاولة بعض المتطرفين إشعال النار في أحد معالم المسيحيين عام 2006؛ لم يتردد السيستاني في توجيه نداء تحذير للعراقيين قال فيه:
(لا تقعوا في فخ الانتقام والحرب الأهلية).
وأوضحت أنه في صيف 2014، عندما استولى تنظيم الدولة على الموصل وبغداد؛ خرج السيستاني مرة أخرى داعيا العراقيين إلى حمل السلاح بهدف محاربة هذا التنظيم “ونتيجة لذلك وبفضل شعبيته وقدرته على حشد العديد من الأصوات؛
(استطاع السيستاني تكوين جيش في غضون 48 ساعة فقط).
وقالت الصحيفة إنه “نظرا لمكانته المرموقة في صفوف الشعب العراقي؛ خرجت مظاهرات شعبية للتنديد بالفساد السائد في حكومة العراقية وفي هذا السياق؛ لم يتوان رجل الدين عن مساندة المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد، الذين خرجوا للمطالبة بإصلاحات جذرية في صلب الدولة، وذلك من خلال خطاباته التي يلقيها المتحدثون الرسميون باسمه خلال صلاة الجمعة.