المدرسة التفكيكية

قراءة في المدرسة التفكيكية / فضيلة الشيخ مرتضى علي الباشا

الاجتهاد: المدرسة التفكيكية مصطلح نحته الأستاذ الشيخ محمد رضا حكيمي للتعبير عن منهج معرفي بدأ تبلور في الحوزة العلمية في خراسان ” مشهد ” في القرن الرابع عشر الهجري,

و أسهم في إرساء أسسه وإشادة هيكله طائفة من الأعلام, في طليعتهم السيد موسى زرآبادي القزويني (1294 – 1353 هـ) والميرزا مهدي الأصفهاني (1303 – 1365 هـ) والشيخ مجتبى القزويني (1318 – 1386 هـ) والشيخ محمد رضا حكيمي (1354 هـ) الذي حاول أن يصوغ المعالم الأساسية لهذه المدرسة, و يحشد أفكارها و مفاهيمها في بيان نظري …. ) .

هكذا قدّم الأستاذ عبد الجبار الرفاعي لكتاب (المدرسة التفكيكية) ضمن سلسلة كتب (قضايا إسلامية معاصرة) , والمؤلف لهذه المقالات المجموعة هو الشيخ محمد رضا حكيمي ذاته, وبهذا يكتسب الكتاب أهمية كبيرة. إذ الكاتب هو أبرز أعضاء هذه المدرسة في العصر الراهن.

لذا ارتأيت أن نبحر مع الكتاب لنتلمس أهداف هذه المدرسة و أسسها و أبرز معالمها كما جاء في هذا الكتاب .

و لا يكاد يخفى على القارئ أن هذه المدرسة التفكيكية تختلف عن المدرسة التفكيكية الغربية و لا تمت إليها بصلة . التفكيك في اللغة هو الفرز والفصل , و مدرسة التفكيك تؤكد على ضرورة التفكيك بين مسالك معرفية ثلاثة وهي ( المسلك القرآني – المسلك العرفاني – المسلك الفلسفي ) .

و يؤكد الكاتب على ضرورة عدم إسقاط القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة على ما توصل إليه الإنسان ذاته من معرفة عرفانية أو فلسفية , إذ كثيراً ما يحاول العرفاء أو الفلاسفة تأويل الآيات لموافقة آرائهم العرفانية والفلسفية أو تحميل الآيات فوق ما تحتمل و ذلك من حيث يشعرون أو لا يشعرون .

فكثير من العلماء يفهم القرآن من خلال ما توصل إليه من آراء في مجالات آخر , و لا ينظر إلى الآيات الكريمة نظرة متحررة من آرائه ليفهمه كما هو , بل يفهم القرآن بآراء أرسطو أو ابن العربي أو غيرهما . و كذا الحال مع الأحاديث الشريفة .

فالمعارف تنقسم قسمين رئيسين :

القسم الأول : المعارف الخالصة النقية :

أ – المعارف القرآنية الخالصة .

ب – المعارف الفلسفية الخالصة , على اختلاف المدارس الفلسفية .

ج – المعارف العرفانية الخالصة , على اختلاف المدارس العرفانية .

القسم الثاني : المعارف الممتزجة الهجينة :

أ – المزج بين القرآن و الفلسفة .

ب – المزج بين القرآن و العرفان .

ج – المزج بين القرآن و الكلام .

د – المزج بين الفلسفة و العرفان .

وغير ذلك من أشكال المزج و التهجين .

و الكاتب لا ينفي أهمية علم الفلسفة الإسلامية و علم العرفان الإسلامي و بقية العلوم الإسلامية الإنسانية , و لكنه يرى وجوب أن لا تدخل هذه العلوم في فهم القرآن و الحديث مما يؤدي إلى فكر هجين إلتقاطي إنتقائي و عدم فهم القرآن كما يريد القرآن و كما يقول , فلتبقى تلك العلوم مستقلة , و ليبقى القرآن الكريم و الحديث مستقلاً , و لنؤسس أسس تفكير ومنهجية تفكير مستقاة من القرآن ذاته و في ضوء إرشاد الرسول و الإمام .

ثم يذكر المؤلف غريزة حب الإطلاع و دورها في تطور العلم و المعرفة , مما أدى إلى ظهور الفرق و المذاهب و النحل و الاتجاهات الفكرية . فكان نتيجة البحث الإنساني أموراً إيجابية و أخرى سلبية .

و يحاول الكاتب بيان الجانب السلبي من خلال النتائج المختلفة و الرؤى المتعددة التي طرحها العلماء و التي قد تصل إلى حد التناقض و التضاد . وذلك لأنهم لم يسلكوا طريقاً آمنا في البحث بل تعددت طرق المعرفة لديهم . و بعبارة واضحة فالجانب الإيجابي هو نفس الحركة و النشاط و الفاعلية .

و أما الجانب السلبي فهو ظهور النحل و التيارات التي تؤدي بدورها إلى الاختلاف و الفرقة و ما ينتج عن ذلك من آثار سيئة . و لو أن الإنسان تتلمذ في مدرسة الأنبياء و الرسل و الأوصياء و هو ما زال صفحة بيضاء لم يتلوث قلبه و عقله بالقيل و القال , و لو لامس نور الوحي القلب و هو صاف من الكدورات و الاختلافات الفكرية لسطع فيه النور السرمدي .

نعم , الاختلاف حقيقة لا تنكر , و لكن عندما يكون العلم من عند غير الله , و عندما يكون طريق العقل بمنأى عن الأنبياء و الأوصياء – عليهم السلام – , و عندما يكون الكشف و السلوك لا يتفق مع منحى القرآن و توجيهات المعصوم بدقة , و عندما يكون الكشف مشوباً بحب و بغض مما يؤثر على صحة المكاشفات و دقتها , فإن الاختلاف يزداد أكثر فأكثر .

فدور الأنبياء و الأوصياء هو هداية البشرية ( ليثيروا لهم دفائن العقول ) {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} سورة الجمعة – 2 , إلا أن بعض البشر قد غالى في ” العقل البشري ” أو ” المنطق اليوناني ” أو ” الكشف العرفاني ” فاعتمدوا على هذه الأمور بالكامل و قدموه على معين النبوة و الإمامة . فظهرت المدارس الفكرية المختلفة .

و في ظل هذا السياق ظهرت ثلاثة إتجاهات معرفية و عقيدية رئيسية :

1- مدرسة الوحي ( الدين – القرآن ) .

2- مدرسة العقل ( الفلسفة – البرهان ) .

3- مدرسة الكشف ( الرياضة – العرفان ) .

و تعتقد المدرسة الأولى بأن الحقائق العلمية و المعرفية لا تكون صحيحة إلا إذا كانت مستقاة عن طريق الوحي الإلهي , فالله تعالى هو خالق الحقائق و المحيط بها و هو الذي يعلمها {عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} سورة العلق – 5 , و يجب أن لا تمتزج هذه الحقائق بأفكار و تصورات أخرى و لا يطالها ” الالتقاط أو التهجين ” أو التحريف أو التأويل . فالتأويل – ما عدا موارد نادرة – نوع من التحريف المعنوي للحقائق القرآنية .

و لكن هذا لا ينافي تعقل الحقائق الصادرة من الوحي . أما المدرسة الثانية فتعتقد بأن العقل هو طريق الوصول إلى المعرفة بما يتوافر عليه من إمكانيات و أدوات و آليات , فيما تعتقد المدرسة الثالثة بأن طرق الوصول إلى الحقائق و تحصيل المعرفة هو الكشف لما لديه هو أيضاً من إمكانيات و أدوات و آليات .

ثم يرى الكاتب من الضروري التنويه إلى أن بعض أصحاب المدرسة الثانية أو الثالثة من يسعى إلى التوفيق بين معطيات مدرسته و معطيات مدرسة الوحي فتراه يؤول و يبرر جهد الإمكان لإثبات التطابق بينهما من دون أن يعترف بوجود أي تعارض أو تضاد بين الاتجاهين , كما أنه لا يستشعر الفرق الماهوي بين العلم الصادر من مدرسته و العلم الصادر من مدرسة الوحي , و ذلك يعود لأنسه و تعلقه بتلك المصطلحات و المفاهيم , أو لإيمانه بتلك العلوم و المصطلحات و أساتذتها .

و يوضح الكاتب موقف ” المدرسة التفكيكية ” من الفلسفة الإسلامية إذ تعتبرها من أغنى التيارات الفكرية على طول التاريخ , فهي تحتوي التراث الفلسفي القديم مضافاً إلى ما أفادته من الفكر التوحيدي .

ثم يركز الكاتب على أن الفلسفة و العرفان لهما جذور و خلفيات قبل الإسلام , ثم انتقلت بفعل الترجمة , ثم يرجع الكاتب إلى مسألة الإمامة و الخلافة , و اختلاف المنهج بين أمير المؤمنين و بين معاوية , بين الإمام الرضا و بين المأمون , و يركز الكاتب على أن ترجمة تلك الكتب و إيجاد الملل و النحل إنما كان بهدف إشغال الناس عن أهل البيت – عليهم السلام – الذين هم معدن العلم الحقيقي الصافي .

ثم يرجع الكاتب إلى بيان موقف مدرسته من دراسة الفلسفة , فهذه المدرسة لا تمانع من دراسة الفلسفة و لكن بروح النقد و التحرر , لا بروح التقليد و الانهبار بها أو بأساتذتها تحت عناوين مختلفة منها السعي لفهم كلام أساطين هذه العلوم .

ثم استشهد ببعض الكلمات على أن الفلسفة الإسلامية قد استمدت بعض مبانيها أو مسائلها و شارك فيها الفلسفات اليونانية و الإيرانية و الهندية , ثم ذكر بعض الفلاسفة في أسطر كابن سينا و صدر المتألهين الشيرازي , و قد استشهد باعتراف صدر المتألهين بأن فلسفته تستقي الكثير من العرفان و المكاشفات و سائر المذاهب الفلسفية على تنوعها , و ذلك في محاولة للتأكيد على أن أصول هذه الأفكار ليس مأخوذا من القرآن بل من المذاهب و النحل التي سبقت الإسلام أو تلته , و في محاولة للتأكيد على أسلوب التهجين أو المزج بين العلوم الذي اتبعه بعض العلماء , إلا أنه لم يتجاهل الاعتراف بمكانة صدر المتألهين و مقامه العلمي و دوره الكبير في تشييد الفلسفة .

و بعد كل ذلك يرجع و يؤكد على ضرورة فصل كل علم على حدة , و لتدرس الفلسفة حسب أصولها و طرقها , و ليدرس العرفان حسب أصوله و طرقه , و ليدرس القرآن حسب أصوله و طرقه . و الواجب الذي تحملته المدرسة التفكيكية على عاتقها هو تحذير المسلمين من خلط هذا العلوم و محاولة تأويل القرآن و الحديث ليطابق الآراء الفلسفية و العرفانية المسبقة التحضير في حواضنها الفكرية .

و أما الفصل الثاني من الكتاب فقد احتوى على مسرد طويل لمسائل تاريخية و تحقيقية و علمية يعتبر الكاتب البحث فيها ضرورة علمية و دينية , و يستلزم تركه الجهل بالحقائق و وضع الجهل موضع العلم .

و حيث أن هذا المسرد طويل جداً – علماً أن هذا الفهرست أخذ سبعين صفحة من الكتاب – لذا نكتفي بذكر بعض ما جاء فيه :

1. المدرسة البوذية و الكونفوشيوسية .2. أحبار اليهود و الفلسفة . 3. نفوذ الثقافية اليوناينة في الديانة المسيحية . 4. وفاة الرسول و اغتصاب الخلافة . 5. علاقة بني أمية ببلاط روما الشرقية . 6. تغلغل الإسرائيليات . 7. المعتزلة و المرجئة و مسائل خلافية كالجبر و التفويض . 8. البيعة القهرية و إضفاء طابع الشرعية لها . 9. عاشوراء إحياء للإسلام . 10. الخطب الفاطمية . 11. نهج البلاغة . 12. فرض الحصار على الإمام الصادق – عليه السلام – . 13. مساندة الفقه السياسي . 14. الترجمة . 15. زج المباحث اللغوية و الصرفية و النحوية و القراءات في دروس و تفاسير القرآن من أجل إبعاد الأفكار و النفوس عن الاهتمام الحقيقي بالقرآن , و ترك الرجوع إلى مفسريه الحقيقيين . 16. الثقافة الأصيلة و الثقافة الدخيلة . 17. مناظرات الأئمة – عليهم السلام – . 18. التعريف بشخصيات فلسفية و عرفانية و تسليط الضوء على بعض كتبهم و نتاجاتهم . 19. التشرع و التصوف , ( و مسائل كإسقاط التكليف عن السالك في مرتبة الحال ) . 20. الأشاعرة . 21. حركة التأويل . 22. أوجه التوافق و الاختلاف بين العالم و الإنسان و المجتمع لدى الفلسفة و لدى العرفان و لدى القرآن . 23. رأي العالم الكبير الجامع للمعقول و المنقول العلامة الحلي في التوحيد العرفاني و تناقضه التام مع التوحيد الذي يذهب إليه أهل البيت – عليهم السلام – . 24. هل التعقل القرآني هو استخدام منطق التعقل لدى اليونانيين ؟ . 25. حاجة العقل للمعصوم . 26. الأحاديث . 27. الفقه و الأصول . 28. الرياضة البوذية . 29. الأسرار اليونانية . 30. الكلام – الفلسفة – التصوف و العرفان , و الموارد و الأسس غير الإسلامية لكل منها و المكاسب السياسية من ورائها . 31. نظرة على الشعر العرفاني و تأثيره .

و أما الفصل الثالث فهو بعنوان ( منهج البحث و آفاقه ) فقد بدأه بحسرة على عدم تمكنه لعدة أسباب من تحويل المسرد السابق إلى موسوعة تحقيقية مكتوبة , و دعا المحققين إلى تبني هذا المشروع , فليتعاون المحققون الباحثون عن الحقيقة مهمة إخراج هذا المشروع الضخم .

و قد نوّه الكاتب إلى أنه لم يذكر وجهة نظر صريحة في المسرد , ثم عطف الحديث إلى خراسان و أنها حاملة لواء الاستقلال العقلي و الاجتهاد المعرفي ثم ذكر عشرة مطالب لفهم المدرسة التفكيكية أكثر :

المطلب الأول : التأسف لبعض الدعايات القائلة بأن الإسلام لا يحمل فلسفة أو عرفان بل ورث ذلك , ثم ألقى باللوم على الفارابي و ابن سينا و أضرابهما الذين اهتموا بالفلسفة اليونانية و أهملوا استلهام الفلسفة من القرآن , ثم أبدى استعداد مدرسته للقيام بهذه المهمة و تكوين فلسفة مستقلة عن باقي الفلسفات , فلسفة قرآنية .

المطلب الثاني : إبراز أهمية تدوين تاريخ العلوم و تاريخ مسائلها ليقف الدارس و القارئ على أصل المسألة و منبعها و تطورها , مما يساهم في فهم العلم , و يساهم في عدم الشعور بالرهبة و الخضوع و الاستسلام أمام هذه الأفكار .

المطلب الثالث : مصطلح المدرسة التفكيكية أبدعه الكاتب , و تم رواجه بعدئذ .

و هي ترمي لتفكيك المذاهب الثلاثة الفلسفة و العرفان والقرآن عن بعضها , و عدم إدخال التأويل أو المزج أو الإضافة إلى القرآن .

المطلب الرابع : يقصد بمذهب الفلاسفة جميع التوجهات و المدارس الفلسفية , و كذا بمذهب العرفان , فالعرفان طرق و مدارس , و يقصد بالقرآن جميع التوجهات و المدارس القرآنية .

المطلب الخامس : لا يفهم مما تقدم عدم وجود دور للعقل في مذهب القرآن و مذهب العرفان , بل دور العقل في العرفان يقوم بدور تحديد مقدمات و مبادئ الكشف و طريقته , و كذا العقل في مذهب القرآن هو الحجة الباطنة و عليه تقع مهمة الإيمان بالوحي في بداية الأمر , ثم يقر بعجزه عن كشف الحقائق بمفرده , فيستضيء بالعقل في مشواره لنيل الحقائق .

فمدرسة الوحي و القرآن تهتم بالعقل و لكن ليس كل عقل و تعقل بل التعقل الواقعي بالعقل النوري الذي يتحقق عن طريق التشريع التام عقيدة و عملاً .

المطلب السادس : المدرسة التفكيكية لا تنفي وجود نقاط التقاء بين المذاهب الثلاثة , و لكنها تركز على أن العناصر الماهوية لكل مذهب و مدرسة يختلف عن الأخرى , و مبدأ نشأتها مختلف , و لا يوجد اتحاد بين معطيات كل مدرسة و معطيات الأخرى إلا بتأويل , فمصدر إحداها الوحي , و مصدر الأخرى الفكر الإنساني , و مصدر الثالثة الكشف على اختلاف مدارسه و طرقه .

المطلب السابع : لا بد من الاعتراف أن الهدف الذي ينشده النبي الحق و الفيلسوف الإلهي و العارف الرباني هو واحد و هي السعادة الأبدية , و إنما الخلاف في وجهات النظر و كيفية رؤية الحقائق و المسائل .

المطلب الثامن : لا تهدف المدرسة إلى شن حروب بين أتباع كل مدرسة و مذهب بل تهدف على بيان الفوارق بينهما و تنبيه الأمة إلى ذلك و بيان الحقائق القرآنية الصافية الخالصة .

المطلب التاسع : ما ذكرت المدرسة التفكيكية من عدم إمكان تطابق العلوم الثلاثة أمر اعترف بها حتى أنصار الفلسفة و العرفان , و قد استشهد الكاتب بكلام للعلامة الطباطبائي – عليه الرحمة – في تفسير الميزان ج 5 ص 274.

المطلب العاشر : يتوقف بلوغ الكمال المطلق على العلم التام بحقيقة الإنسان الوجودية و العمل بالأمور الداخلية و الخارجية الموصلة إلى الغاية الأساسية و هي الله تعالى و هذا العلم لا يمكن أن نجده إلا عند المعصوم – عليه السلام – .

ثم يختم الكاتب كتابه بأن أصول مدرسته يمتد إلى زمن أصحاب الرسول – صلى الله عليه و آله – و أصحاب الإئمة حيث كانوا يستقون المعارف من القرآن و من المعصوم لا من الشرق ولا من الغرب و لا يعتمدون في فهم القرآن على غير القرآن و المعصوم .

هذا تمام ما أردت عرضه من هذا الكتاب و أتمنى أن يكون وافياً بعرض مجمل ما جاء فيه من رؤى و أفكار .

و أرى أن الكتاب يعاني من ضعف في جهات , نذكر منها:

الجهة الأولى : مع اعتراف الكاتب بأن علم الكلام و الفلسفة و العرفان مدارس مختلفة و بينها تفاوت كبير إلا أنه يريد محاسبة المتكلمين بآراء جميع المدارس و العلماء المنسبين لهذا العلم , و كذا الحال مع الفلسفة و العرفان , و لذا تراه يدخل في البحث المدرسة البوذية أيضاً !!!! و هذا ليس من الإنصاف .

فالحق أن تحاكم المتكلم أو الفيلسوف أو العارف بالآراء التي يحملها هو و يدافع عنها , و لا أقل من أن تكون هذه الآراء قريبة منه , لا أن تحاكم الفلاسفة الشيعة بآراء المعتزلة أو الأشاعرة أو ما أشبه .

الجهة الثانية : تعرّض الكاتب للهدف من المدرسة و لكنه لم يتعرض للخطوط التفصيلية و التطبيقات العملية , مما جعل الفكرة غير ناضجة و لا واضحة المعالم لدى القارئ .

الجهة الثالثة : يظهر من المؤلف اعترافه بالعرفان و لكنه يرى معارضة العرفان في كثير من النقاط مع القرآن و السنة , و لكن هذا أشبه بالتناقض , إذ المراد من العرفان هو معرفة الله تعالى , و كيف تكون معرفة حقيقية لله تعالى و هي تخالف القرآن و السنة , و هل هذا إلا جهل لا معرفة . و الله العالم .

 

تحميل الكتاب

المدرسة التفكيكية – العلامة محمد رضا حكيمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky