صافي الكلبايكاني

غنيمة السفر؛ تفاصيل لقاء المحقق أحمد علي الحلي بالمرحع الديني آية الله الشيخ صافي الكلبايكاني

كان بعد تقديم أوّل كتاب لآية الله الشيخ صافي الكلبايكاني من مطبوعات العتبة العباسيّة المقدّسة يريد أن يقوم للكتاب ولكن ضعفه يمنعه، وطلب الاستعانة لذلك ولم يستطع، واكتفى بتقبيل الكتاب الذي قدم له، وصرّح بأنه لا بدّ أن يقوم لكلّ كتاب ويقبّله، وكان يتأمل فيما يقدّم له، ويقرأ عنوانه ويتصفحه، وكان من كثرة تواضعه يطلب أن يقبل أيدينا قائلا: “إنها أحيت آثار الإماميّة”.

الاجتهاد: زار الأستاذ المحقق أحمد علي مجيد الحلي المحقق في مركز تراث الحلّة التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة والوفد المرافق له، المرجع الديني آية الله الشيخ لطف الله صافي الكلبايكاني في مكتبه بقم المقدسة.

ويروي الأستاذ تفاصيل الزيارة: التقينا اليوم المرجع الدينيّ آية الله الشيخ لطف الله صافي – دام ظله- وهو شيخ كبير بلغ المائة وأكثر، وتواضعه لا يصفه قلم ولا لسان، واستقباله وابتسامته تملأ وجهه مع نور يتلألأ للناظر إليه، فهو في سمته يملأ القلب مودّة وبهجة، وأبى أن يستقبلنا إلّا عن قيام مع صعوبة هذا الأمر عليه، فرفضنا قيامه، وألحّ على ذلك مع الاستعانة بغيره،

وكان بعد تقديم أوّل كتاب له من مطبوعات العتبة العباسيّة المقدّسة يريد أن يقوم للكتاب ولكن ضعفه يمنعه، وطلب الاستعانة لذلك ولم يستطع، واكتفى بتقبيل الكتاب الذي قدم له، وصرّح بأنه لا بدّ أن يقوم لكلّ كتاب ويقبّله، وكان يتأمل فيما يقدّم له، ويقرأ عنوانه ويتصفحه، وكان من كثرة تواضعه يطلب أن يقبل أيدينا قائلا: “إنها أحيت آثار الإماميّة”.

وكان بين الحين والآخر يعبّر لنا عن فرحته بلقائنا، وقال لنا: إن لم تكونوا أحييتم هذه الآثار فمن يحييها؟

والشيخ صافي من العلماء الذین قد شمّروا ساعد الجد وصرفوا عمرهم الشریف فی إحياء ذكر الإمام المهدي – عجل الله تعالی فرجه الشریف – و في لقائنا هذا عندما وصلنا إلى ذكر کتابه (منتخب الاثر فی الامام الثانی عشر) وهو أجمع وافضل کتاب كتب في هذا الموضوع ذكر فضيلة الشيخ محسن الشاهرودي قصیدة رائية للشاعر السوری أحمد رشید مندو التي كتبها بعد مطالعة الکتاب و مطلعها:

حمداً لمن تدبیره فی کل شی قد ظهر

وبدأ الشيخ الشاهرودي بقراءتها و لمّا کان يصل إلی اسم الإمام الحجة – عليه الصلاة و السلام – کانت عینا الشيخ الصافي تفيضان من الدمع ويهمُّ بالقيام.

وما أذكره عن تواضعه إنه عرض علينا كتابه في الردّ على كتاب (الشهيد جاويد) ـ أي الشهيد الخالد ـ الذي يقول فيه مؤلفه إن الإمام الحسين – عليه السلام – لم يعلم بشهادته، وكان الشيخ الصافي قد سمّاه (الشهيد العالم)، وطلب منّا اسما لهذا الكتاب أجمل مما عنونه هو، وقد تُرجم الكتاب من الأصل الفارسي للعربي وسينشر في العتبة الحسينيّة المقدّسة.

وقد شكرناه ودعا لنا بجمعنا وطلب منا الدعاء في العتبات العالية في العراق.

وفي نهاية اللقاء شکرناه و دعا لنا بجمعنا، و طلب منّا الدعاء في العتبات العالیة في العراق قائلاً: “لا جعله الله آخر العهد منّی لزیارتکم” و تمنّی أن نعود إلیه بعد مدّه و نسرّه بإحیاء تراث آخر من علماء الشیعة.

١٨ المحرم ١٤٤٠هـ
أحمد علي الحلي النجفي.

المصدر: صفحة الأستاذ أحمد علي مجيد الحلي على التلجرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky