صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ضرورة مواجهة المنظمات التي تحاول استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية

ناقش خبراء من مختلف الدول الأوروبية خلال مؤتمر “ايديولوجا التطرف وأثرها في أوروبا ” التي عقدت في لندن ؛ كل ما تحتاجه الحكومات والمؤسسات الإعلامية لإيجاد طرق أكثر فعالية للحد من نشر الأفكار المتطرفة.

نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات في كينجز كوليدج بالتعاون مع المركز الدولي لدراسة التطرف و بمشاركة أكثر من /200/ شخص من ممثلي الحكومات والباحثين والسياسيين ورجال الأعمال ، مؤتمر “ايديولوجا التطرف وأثرها في أوروبا ” في لندن.

وخلال المؤتمر أكد الدكتور أحمد الهاملي رئيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات على ضرورة مواجهة المنظمات التي تحاول استغلال الإسلام ..محذرا من إساءة استخدام الدين في السعي وراء خدمة اجندات سياسية .

وأشار الهاملي – خلال مؤتمر “ايديولوجا التطرف وأثرها في أوروبا ” التي عقدت في لندن – الى أن اعمال المؤتمر تناقش كل ما تحتاجه الحكومات والمؤسسات الإعلامية لإيجاد طرق أكثر فعالية للحد من نشر الأفكار المتطرفة.

من جانبه قال السفير البرتو فرنانديز المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية إن هناك تقدما في المعركة العسكرية ضد تنظيم ” داعش ” ولكن تم إحراز تقدم أقل بكثير في توجيه العقول والقلوب بعيدا عن الأيديولوجيات المتطرفة.

وأكد خبراء من مختلف الدول الأوروبية مؤيدين لفرنانديز فاعلية التدابير الأمنية لمنع وقوع هجمات عنيفة فعلية ولكنها أقل في تغيير عقلية المتطرفين.

من جهته قال شيراز ماهر نائب مدير”ICSR” ومؤلف كتاب تحت عنوان “السلفية الجهادية: تاريخ فكرة” إن العديد من المتطرفين ليسوا على دراية بالدين أو المعتقدات التي يزعمون أنهم يتبنونها ..مشيرا إلى أن “داعش” استخدم هذا النهج لتشجيع أتباعه المحتملين الذين يحتاجون فقط إلى أن يكونوا على استعداد لتبني النهج المتطرف العنيف من دون الحاجة للفهم.

وناقشت الجلسة الأولى موضوع الحاجة إلى اهتمام أكبر لفهم ماذا يدفع الأفراد للاعتقاد في الأيدولوجيات المتطرفة وكيف تجبرهم على العمل ودعم التطرف و الانخراط في العنف.

وقال المشاركون ان “داعش” والجماعات المتطرفة الأخرى تدعو إلى إنشاء الخلافة من خلال أية وسيلة وهذا الفكر قائم على فهمهم الخاص الذي يظنون أنه من الإسلام.

واوضح ريتشارد باريت الرئيس السابق لفريق منظمة الأمم المتحدة لرصد تنظيم القاعدة – في ورقة عمل قدمها تحت عنوان ” كيف أصبح تهديد وتأثير داعش عالميا” – انه على الرغم من أننا نهتم بهذا الحدث بالنظر إلى ما يحدث في أوروبا ولكن عنف المتطرفين يجري على الصعيد العالمي.

وأشار الى سعي تنظيم “داعش” توسيع إطار عملياته عالميا في ظل التهديد الكبير الذي يشهده التنظيم في العراق وسوريا ..لافتا إلى ضرورة حذر الحكومات في الرد على التهديدات الحقيقية أو المتصورة.

واستعرض عدد من الخبراء الدوليين الاوضاع في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا والدنمارك ..مشيرين الى الطرق المختلفة التي اتخذتها هذه الحكومات لتعزيز التعاون في مجال التصدي للتطرف.

وقال الدكتور لورينزو فيدينو مدير برنامج التطرف في مركز جامعة جورج واشنطن للأمن الداخلي وأمن المعللومات ان الحكومة الإيطالية خصصت موارد كافية لمكافحة التطرف لكنها تركز على نهج صعب لمعاقبة المشتبه بهم حيث تخصص موارد أقل للأنشطة الوقائية والتي هي في نهاية المطاف أكثر أهمية.

ونبه الدكتور لورينزو فيدينو الى أن الممارسات الفعالة لمكافحة التطرف لا يمكن أن تكون نموذجا واحدا فلكل بلد ومجتمع اختلافات اجتماعية وثقافية تتطلب نهجا أكثر دقة.

وناقش الخبراء كيف يواجه العديد من الشباب في أوروبا التهميش في المجتمع والفرص الضئيلة في المستقبل مما يجعل قابليتهم للتطرف عالية للغاية.

فيما ناقشت الجلسة الختامية للمؤتمر دور الحكومات وقطاع الأعمال لدعم جهودها في مواجهة انتشارالإيديولوجيات المتطرفة عبر وسائل الاعلام.

وتناول بريان فيشمان مستشار سياسات في الفيسبوك وكريستيان هون المستشار الرئيسي ومنسق مكافحة الإرهاب في الإتحاد الأوروبي وتشارلي وينتر الخبير العالمي في جهود الدعاية الموجهة لـ”داعش” .. ما يجب القيام به في هذا المجال.

وأوضح وينتر أن “داعش” يضع جهدا كبيرا لخلق “الخلافة الافتراضية” ويعد نشر أفكار “داعش” من خلال الانترنت ووسائل الإعلام ذا أهمية أكبر من العنف الفعلي ..موضحا كيف تستخدم المنظمات المتطرفة الإنترنت ومصادر وسائل الإعلام لإثبات ما يسمى نجاحاتهم لإرساء سمعة ومكانة لهم كعلامة تجارية لتخويف الآخرين ليعتقدوا بأيدولوجيتهم.

من جانبه ناقش فيشمان كيفية اتخاذ الفيسبوك هذه الأمور على محمل الجد مع العمل على تطوير تقنيات أكثر تطورا للحيلولة دون انتشار الأفكار المتطرفة ..مشيرا إلى نجاح الفيسبوك فعلا في منع عدد كبير من الأفراد من نشر أفكارهم .

وأوضحت هون أن دمج منظور حكومي يسعى لمتابعة المنصات الإلكترونية التي توفرها الشركات يمكن أن يسهم في مراقبة أكثر تطورا للحد من أو منع بث الأفكار المتطرفة ..مشيرة إلى استعداد الحكومات للعمل مع وسائل الإعلام في هذا المجال الذي أدركت المشاكل الخاصة به في هذا المجال مثل المساعدة القانونية المتبادلة بين الدول لضمان ملاحقة فعالة لأعمال التطرف من خلال شبكات الانترنت ومواقع التواصل الإجتماعي.

وبين وينتر أن العديد من وسائل الإعلام غير مسؤولة عن الطرق التي تقدم بها النماذج والقصص المتطرفة والتي تسهم بشكل كبير في تلبية رغبة المتطرفين.

وقال فيشمان إن الفيسبوك هو المنظمة الرئيسية التي تكرس موارد كبيرة لمواجهة التطرف وهناك العديد من المنصات الإعلامية الاجتماعية عبر الإنترنت أصغر حجما لا تمتلك تلك الموارد ولكنها أيضا تستخدم على نطاق واسع.

ودعا المشاركون في المؤتمر الحكومات وعلماء الدين ووسائل الإعلام والباحثين للتعاون في مواجهة الأفكار المتطرفة ..مشيرين إلى أن التحدي الرئيسي سيكون في معالجة الأسباب الجذرية للأفكار والمفاهيم التي تؤدي إلى العنف والتصدي لأيديولوجيته من قبل المتطرفين حيث أن الحكومات والزعماء الدينيين ووسائل الإعلام والباحثين جميعا لديهم مسؤولية كبيرة للتعاون ودعم الجهود المبذولة من أجل زيادة الفهم السلمي للدين في مقابل الفهم العنيف الذي يقوده المتطرفون.

المصدر: وام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky