خاص الاجتهاد: صدر حديثاً عن مركز عين للبحوث والدراسات المعاصرة في النجف الاشرف كتاب” تجذير المسألة الأصولية ” في (512 صفحة) تقريراً لأبحاث سماحة الشيخ الاستاذ باقر الايرواني“دام ظله” ويتضمن قواعد وفوائد ومباحث لم يتعرض إليها الاصوليون تفصيلاً نافعة في عملية الاستدلال الفقهي. بقلم السيد علي جميل الموزاني.
يقول المقرر في مقدمة الكتاب: أحمد الله حمداً كثيراً لما وفقني إليه وشرفني بحضور أبحاث الأعلام في النجف الأشرف ومما وفقت له حضوري في الدورة الأصولية الرابعة لسماحة شيخنا الأستاذ آية الله محمد باقر الايرواني دام ظله في المدرسة الغروية داخل الصحن العلوي المبارك، ويمتاز الشيخ الأستاذ بعذوبة البيان وسهولة الالفاظ في بيان أمهات المطالب الأصولية المعقدة التي يصعب على الطالب الوصول اليها واستخراجها من ملائها،
وقد امتازت أبحاث الشيخ الأستاذ الأصولية عن غيرها من الأبحاث بذكر عدة قواعد و فوائد و مطالب مهمة لم يتعرض اليها الاعلام في أبحاثهم الأصولية أو تعرضوا لها ضمناً أو استطراداً مما يصعب على الباحث أن يجد لها عناوين مستقلة ومفهرسة كما هو في ابحاث الشيخ الأستاذ
وقد أشار إلى ذلك سماحته قائلا (هناك بعض القواعد التي لم تسلط عليها الأضواء في علم الأصول بل ولا في علم أخر وإنما تأتي متناثرة ونحن نحاول الآن تسليط الأضواء عليها من قبيل:
أصالة عدم الزيادة عند الدوران بين الزيادة والنقيصة أو من قبيل أصالة الحسن في النقل أو من قبيل التفصيل قاطع للشركة أو مثل القاعدة النائينية أو مثل الأحكام تدور مدار العناوين أو مثل الدلالة الالتزامية لا تتبع الدلالة المطابقية في الحجية، ويوجد بعض أخر ليس من قبيل القواعد قد اصطلحنا عليه بالملاحق – أو الفوائد – من قبيل منطقة الفراغ فهل توجد منطقة فراغ في التشريع الإسلامي وما هي وكيف تكييفها فإن هذه ليست قاعدة بل هو بيان لمطلب خاص، أو من قبيل هل أن الزمان والمكان يؤثران في عملية الاستنباط أو لا؟، أو من قبيل أن اجتهادنا هل هو اجتهاد في حدود النص وليس خارج عنه؟)، وغيرها من القواعد والفوائد المهمة التي لا يستغني عنها كل متخصص وباحث في علمي الفقه والأصول.
فمن هنا ارتأيتُ أن نفرد ما ذكره دام ظله في هذه الدورة الأصولية من القواعد والفوائد واجعلها في كتاب مستقل لكي تسهل الفائدة منها وتكون في متناول الاخوة الفضلاء، وقد عرضتُ فكرة هذا الكتاب على شيخنا الاستاذ دام ظله فوافق على تأليفه وخوّلني بتنظيمه وترتيبه واذن لي بطباعته، وقد حاولتُ قدر استطاعتی ضبط واستيعاب كل ما جاء فيه من قواعد وفوائد وبيان النكات العلمية وما تضمنته من اشکالات واجوبة صناعية،
وقد وفقني الباري تبارك وتعالى لتحريره وتنظيمه واخراجه بهذه الهيأة، ومن أجل تتميم هذه الفائدة وما يتطلبه تحويل المادة الدرسية المسموعة إلى مادة مكتوبة قمتُ بعدة خطوات منهجية وفنية منها:
1- مطابقة ماهو مكتوب عندنا مع المحاضرات الصوتية وما هو منشور على موقع مدرسة الفقاهة وما قرره الاخوة الفضلاء المشرفون على تقرير درس الشيخ الاستاذ.
٢- القيام ببعض التعديلات الطفيفة على بعض المطالب وتغيير بعض المفردات، مع المحافظة على روح المطالب الاساسية.
٣- إلحاق الاستدراكات الحاصلة على بعض المطالب والقواعد مطالبها الرئيسة لإتمام الفائدة ورفع التشويش عن القارئ.
4- استخراج الأحاديث والشواهد التاريخية وما تبناه الاعلام مما ذكر في طيات البحث ولم يشر الشيخ الأستاذ الى مصادرها المحددة.
5- اضافة كلمة أو حذفي أخرى لأجل حصول الارتباط بين المطالب، من دون إخلال في المطلب نفسه.
6- اضافة الهوامش فيما يتعلق بتوضيح بعض المفاهيم او شرح بعض العناوين الواردة في المتن.
۷- إضافة هوامش تعريفية بالأعلام الأصوليين.
وقد رُتب كتاب تجذير المسألة الأصولية على ثلاثة أقسام:
القسم الاول:- وقد خُصص لبيان أمرين:
الامر الاول:- التمهيد وقد بحث فيه تعريف علم الاصول وحجيته والمقدار الذي يحتاجه الفقيه منه, وبين فيه الفارق بين القاعدة الاصولية والقاعدة الفقهية وغيرها من الابحاث والاثارات المهمة ليكون القارئ على علم بها قدر المستطاع وتعينه على فهم واستيعاب ما يُطرحه في هذا الكتاب, واعرض الكاتب عن ذكر الاشكالات الواردة على التعريف والاجابة عليها لكي لا يخرج موضوع الكتاب عن ما وضع له واشار الى ذلك في الهامش.
والامر الثاني: المدخل وقد خُصص لمباحث الحكم وتقسميه ومعرفة الفائدة منه في كيفية تعلق الأحكام بالأفراد وبيان جعل الأحكام أهو على نحو القضية الحقيقة أم القضية الخارجية وبيان مراحل الحكم وهل يوجد فيها تنافي أو لا وغيرها من الأبحاث التي ليست لها عناوين مستقلة أو لم تسلط عليها الأضواء في الكتب الأصولية.
والقسم الثاني: من الكتاب فقد خُصص الى ذكر القواعد الاصولية والتي بلغت ست عشرة قاعدة.
واما القسم الثالث: فقد خُصص الى ذكر الفوائد والتي بلغت ثمان فوائد قيمة ومهمة وبها يكون قد انتهى من موضوعات هذا الكتاب وما خُصص له.
وقد شَرَعَ الشيخ الاستاذ باقر الاير اني في بيان هذه المطالب يوم الأحد الخامس من شهر ربيع الأول لسنة ألف وأربعمائة وستة وثلاثين ووقع الفراغ منها في العاشر من شهر ذي القعدة من العام نفسه, نسأل من الله العلي القدير ان يوفقنا لمراضيه.
تحمیل کتاب تجذير المسألة الأصولية
فهرس الكتاب