منذ 8 أيام تشهد منطقة الكشمير في القارة الهندية اشتباكات عنيفة بین أهالي منطقة كشمير وقوات المحلية حيث كانت حصيلتها 45 قتيلا و3000 جريح من المسلمین، وبعد هذه الأيام العصيبة بادرت الشرطة بوقف الإعلام وقامت بجمع عشرات الآلاف من الصحف والجرايد، كما وأغلقت المطبعات التي تتصدى لهذه المهمة.
موقع الاجتهاد: تعتبر أزمة «كشمير» من أقدم النزاعات المستمرة حتى اليوم، وما زالت حتى اليوم من دون حل يرضي كل الأطراف، وهي أيضاً، وللصدفة، من مخلّفات الاستعمار البريطاني للهند.
وما يميز حروب هذه الازمة هو اندلاعها فوق سقف العالم، وأحياناً على ارتفاع 5000م فوق سطح البحر، فهي بذلك من أكثر الحروب الحامية «برودة»، كون بعض المعارك فيها وقع في جبال الهملايا المكللة بالثلوج والجليد.
على مر السنين، قمعت الحكومة الهندية الاحتجاجات في كشمير بقبضة من حديد، والاستخدام التعسفي للقانون السلامة العامة (PSA) لحجز الشباب وأصبح هو القاعدة.
بعد اندلاع موجة من الغضب عقب مقتل “برهان واني””22 عامًا”- زعيم الشباب الانفصاليين بالإقليم الذي قُتل في عملية مداهمية بقرية نائية جنوب كشمير على يد الأمن الهندية يوم الجمعة 8 يوليو 2016 ، شرع اهالي المنطقة باستهداف سيطرات الشرطة احتجاجاً على مقتله، وبادروا بإحراق سيارتها، فضلاً عن رشقها بالحجارة.
ومن جانب آخر منعت الدولة نشر تقارير دقيقة عن الاشتباكات، وذلك من خلال التحكم والسيطرة على الصفحات الاجتماعية والعالم الافتراضي، الأمر الذي تسبب صعوبات للأهالي في هذا الصدد.
وهاجمت فرق من الشرطة مكاتب الصحف في منطقة كشمير المتوترة، واستولت على الصحف؛ للحد من الأخبار الدامية التي تنشر فيها، هذا واستمر حظر التجوال لليوم الثامن على التوالي.
وتم قطع برامج تلفاز من قبل السلطات؛ مخافة انتشار اخبار مقتل المحتجين، وذلك فضلاً عن قطع شبكة الانترنت والاتصالات الهاتفية، وهي إجراءات قمعية لم تشهدها هذه المنطقة في السنوات الأخيرة.
وفرضت السلطات الهندية،حظر التجول “إلى أجل غير مسمى”، فى معظم مدن وقرى إقليم “جامو وكشمير”، المتنازع عليه مع باكستان، شمال الهند، بعد يوم من مقتل قيادي في منظمة “حزب المجاهدين” المناهضة للحكم الهندي في الإقليم.
وبحسب التقديرات، فإن ما يقرب من 44 ألف شخص قتلوا في أعمال عنف متعلقة بالحركة المسلحة في كشمير.
وقررت السلطات الهندية، تعليق مناسك الحجيج السنوي إلى ضريح “أمارناث” الهندوسي بكشمير، الذي يزوره نحو نصف مليون شخص سنويا، خشية تحول المظاهرات إلى أعمال عنف.
وأعربت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباكستان ومنظمة الأمم المتحدة والعالم الإسلامي عن قلقها ازاء ما يعانيه أهالي كشمير من العنف، ومن جانب آخر طالبت منظمة مرصد حقوق الإنسان ومنظمة عفو الدولية للحد من مجارز التي ترتكب بحق المسلمين في هذه المنطقة.
إقليم كشمير المعروف باسم جامو وكشمير
يقع إقليم كشمير المعروف باسم جامو وكشمير (Jammu and Kashmir) في القسم الشمالي من شبه القارة الهندية، تحده الصين من الشمال، وشرقاً منطقة التيبت (Tibet)، وجنوباً تحده ولاية البنجاب الهندية، أما غرباً فتحده الباكستان، وبذلك يحتل موقعاً استراتيجياً مهماً على حدود هذه الدول النووية الثلاث، وقرب سقف العالم.
مساحة الإقليم
تبلغ مساحة الإقليم حوالى 222.236كلم2 موزعة اليوم كما يأتي:
تحتل الهند حوالى 48٪ من مساحتها الإجمالية أي 106.567كلم2، وتسيطر الباكستان على حوالى 35٪ من المساحة أي نحو 78.114 كلم2، أما الصين فتسيطر على 17٪ من المساحة أو ما يقدر بحوالى 37.555 كلم2.
السكان
السكان: يبلغ عدد سكان الإقليم ما يقارب 13 مليون نسمة موزعة كما يأتي: 10 ملايين في القسم التابع للسيطرة الهندية، 3 ملايين في القسم التابع للباكستان، أما المناطق الخاضعة للسيطرة الصينية فهي جبال جليدية عالية قاحلة وجرداء، وغير قابلة للسكن. وهم موزعون دينياً كما يأتي:
مسلمون: 10 ملايين.
هندوس: 2.5 مليون.
سيخ: 250 ألفاً.
بوذيين: 150 ألفاً + غيرهم 100 ألف.
لمحة تاريخية
احتلت بريطانيا العظمى شبه القارة الهندية منذ مطلع القرن التاسع عشر، واستمر هذا الاحتلال حتى العام 1947 عندما نالت الهند استقلالها بعد ثورة غاندي ورفاقه. على أثر الانسحاب البريطاني من شبه القارة الهندية (14 آب 1947) ولدت دولتان: الهند والباكستان.
كانت شبه القارة الهندية تتألف من حوالى 570 ولاية (إمارة) تخضع لسلطة البريطانيين المتمثلة بنائب الملك حاكم الهند، وعند الانسحاب البريطاني خيّرت هذه الامارات بين الانضمام الى الهند العلمانية أو الباكستان المسلمة. وبالفعل فقد تمّ ذلك من قبل كل الامارات ما عدا «جامو وكشمير».
بروز المشكلة
كانت «جامو وكشمير» تشكل إقليماً يخضع لحكم «مهراجا» هندوسي هو «هاري سنغ» (Hari Singh)، بينما غالبية سكان الإقليم (حوالى 80٪) هم من المسلمين.
حاول هاري سنغ أن يستأثر بحكم الإقليم ويستقل به، وتردد في إعلان انضمامه الى أي من الدولتين الجديدتين، كما هو مطلوب منه.
إزاء هذا الواقع قام أهالي الإقليم من المسلمين بتمرد على سلطة الحاكم الهندوسي وطلبوا الدعم من الباكستان والانضمام اليها، تدخلت القوات الباكستانية وبعض القبائل الموالية لها (البشتون) بدعم هذه الحركات ودخلت قسماً كبيراً من أرض الإقليم.
عند هذا الحد طلب المهراجا «سنغ» المساعدة من الهند التي استغلت هذا الطلب وأجبرت المهراجا على توقيع وثيقة بطلب الانضمام اليها (Instrument of Accession)، قبلت من قبل اللورد مونتباتن (Lord Mountbaten)، حاكم الهند العام، وكان ذلك في 27 تشرين الأول 1947. وفي اليوم نفسه تدخلت القوات الهندية المنقولة جواً وعملت على وقف تقدّم القبائل المدعومة من قبل باكستان.
كانت الهند تعتبر أن حاكم الإقليم قد وقع وثيقة الانضمام اليها وأصبح الإقليم بذلك جزءاً من دولة الهند، بينما كانت الباكستان ترى أن المهراجا قد خالف اتفاقاً وقّعه معها سابقاً للمحافظة على الوضع الراهن ريثما يتم الاتفاق على وضع الإقليم، خصوصاً أن هذا الإقليم يضم أكثر من 80٪ من السكان المسلمين، واعتبرت أنه لا يحق للمهراجا الهارب الى الهند أن يوقّع وثيقة الانضمام، كما انها اعتبرت أن التوقيع ذاته قد تمّ تحت الضغط والإكراه، وبالتالي تسقط قيمته ومفاعيله القانونية.
النزاعات المسلحة حول الإقليم
• الحرب الأولى (1947-1948 ».
• الحرب الثانية (1965)
الحرب الثالثة (1971)
المصدر : وكالات