اقام المركز الوثائقي للدفاع عن المقدسات الاسلامية بالتعاون مع بيت الحكمة و كلية التربية ابن رشد، ندوه علمية يوم الأربعاء 11/10/2017 تحت عنون (الهجوم الوهابي على مدينة كربلاء المقدسة ) ترأس الندوة الدكتور حيدر عبد الزهرة، استضاف فيها مجموعة من الباحثين ورجال الدين والمهتمين بهذا المجال.
خاص الاجتهاد: ابتدأ الندوة بتلاوة ايً من الذكر الحكيم ثم قراءة سورة الفاتحه على شهداء العراق وشهداء الحشد الشعبي المقدس
ومن ثم كلمة لعميد كلية التربية {ابن رشد }الاستاذ الدكتور {علاوي سادر جازع } وكلمة الشيخ الدكتور {خالد الملا }رئيس جماعة علماء العراق، ومن ثم، سماحة الشيخ الدكتور {يوسف الناصري} رئيس المركز الوثائقي للدفاع عن المقدسات الاسلامية والامين العام لشورى العلماء ومعاون الامين العام لحركة النجباء المقاومة الاسلامية لشؤون الاديان والتقريب وبعدها محاضرة القاها الاستاذ الدكتور ( محمد رضا الهاشمي ) مدير المركز الوثائقي للدفاع عن المقدسات الاسلامية.
وفي ختام هذه الندوه تم افتتاح معرض للصور عن هذه الحادثه الاليمة ثم تكريم الباحث من قبل عميد كلية التربية كما وكرم العميد سماحة الشيخ الدكتور{ يوسف الناصري} رئيس المركز الوثائقي للدفاع عن المقدسات الإسلامية ومعاون الامين العام لحركة النجباء المقاومة الاسلامية لشؤون الاديان والتقريب والامين العام لشورى العلماء.
وفي بحثه الذي قدم الشيخ الدكتور يوسف الناصري (رئيس المركز الوثائقي للدفاع عن المقدسات إسلامية) بهذا الموضوع، تطرق إلى ما تعرضت إليه كربلاء المقدسة نهاية القرن الثامن عشر من هجمة إرهابية بعد نشوء الفكر الوهابي والذي أنتج مجموعة من الأفكار الخطيرة في العالم منها الوهابية في الوطن العربي فيما وصف من خلال بحثه بأن الحركة الوهابية هي عبارة عن حزب لا ينتمي لأي مذهب من المذاهب الإسلامية الأربعة
واشار إلى الاجتماع التاريخي لعشائر العراق بعد ثورة العشرين وقال: أجدادنا، آباءنا، الشيخ كاشف الغطاء، قادة الثورة العشرين، اجتمعوا في كربلاء، وكان أكبر اجتماع في تاريخ عشائر العراق لم يصل له مثيل. إجتمعوا أنذاك، بعد ثورة العشرين، اكثر من مأتين وخمسين الف من العشائر في كربلاء وبأطراف هذا الصحن الشريف، هنا في هذه البقعة المشرفة، وتداولوا موضوع مكافحة الهجومات الوهابية. يعني مثلا؛ سور النجف العظيم الذي بني آنذاك، بني بسبب الهجومات الوهابية. وسور كربلاء الذي بني، بني بسبب الهجومات الوهابية.
وبعد ذلك قدم الدكتور محمد رضا الهاشمي بحثه حيث قال إن الفكر الوهابي هو فكر انحرافي بشكل كبير يستند إلى تحريف الآيات وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكان لوسائل الإعلام من القنوات والإذاعات المحلية والدولية دوراً في تغطية هذا النشاط.
مهاجمة الوهابيون لكربلاء واستباحتها :
جاء هجوم ألوهابيه على كربلاء سنة 1802م في وقتٍ كانت فيهِ بغداد تعاني من تفشي وباء الطاعون وكان واليها مريضاً يعاني من مرض المفاصل ، حيث يذكر (لونكريك) في كتابه أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث ، في استعراضه للهجوم الوهابي بأن والي العراق المملوكي (سليمان باشا )كان في الخالص مبتعداً عن الطاعون الذي انتشر في بغداد عندما وصله خبر تحرك القوات الوهابية نحو العراق للغزو الربيعي المعتاد فأصدر أوامره الى نائبه (الكهية) علي باشا بالتحرك نحو كربلاء لصد الغارات الوهابية وبينما كان القائد العثماني يجمع جيشه في الدورة قرب بغداد ، هاجم الوهابيون كربلاء ،
وكانت في هذه الفترة عبارة عن قصبة صغيرة مؤلفة من ثلاثة إطراف يعرف الأول ـ محلة آل فائز ، والثاني آل زحيك ، والثالث آل عيسى ، وكان معظم سكانها في زيارة للنجف فسارع من كان فيها لإغلاق أبواب السور حيث كانت مسورة بسور بسيط من اللبن وسعف النخيل وجذوعه والطين ،
لكن المهاجمين تمكنوا من فتحه عنوة فكانت الفاجعة الكبرى والتي دلت على منتهى القسوة والهمجية والطمع واستخدمت اسم الدين فيها ، حيث داهمت كربلاء أعداد كبيرة قدرتها بعض المصادر بأربع عشر ألف إلى ستة عشر إلف فارس وراجل وذكرت مصادر أخرى أنهم بحدود خمسة وعشرون ألف من الفرسان وقد امتطوا الحياد العربية الأصيلة ، وكانوا قبل ذلك قد بعثوا جماعة منهم إلى ضواحي كربلاء وقد ارتدوا زي الزوار وجرى بينهم وبين عمر أغا والي كربلاء اتفاقا .
وفي يوم 22 من شهر نيسان من سنة 1802 الموافق 18 من شهر ذي الحجة من سنة 1216 هجرية هاجمت هذه المجموعات المسلحة الوهابية مدينة كربلاء وقد دخلوا المدينة على حين غرة ٌ لكون هذا اليوم يصادف عيد الغدير وكان معظم السكان في مدينة النجف الأشراف لأحياء هذه المناسبة ، وعند دخول المهاجمين الوهابيون المدينة تعالت أصواتهم ( اقتلوا المشركين ) .
وبدؤا يقتلون كل من يلقونه في طريقهم من الشيوخ والنساء والأطفال ، وشق الوهابيون طريقهم إلى الأضرحة المقدسة وأخذوا يخربونها فهدموا القبة التي تقع فوق ضريح الأمام الحسين عليه السلام ، واقتلعت القضبان المعدنية والسياج ثم المرايا الجسيمة وهدوا أجزاء من القبر الشريف ونهبت النفائس والحاجات الثمينة من هدايا الباشاوات والأمراء وملوك الفرس ، ونهبوا المجوهرات الثمينة وحرقوا الكتب والمصاحف وكذلك سلبت الزخارف بعد ان قُلعت من الجدران وقلع الذهب من السقوف كما أخذت الشمعدانات والسجاد الفاخر وقلعت الأبواب المرصعة وقد سحبت جميعها ونقلت للخارج ، وزيادة على هذا فقد قتل قرابة خمسين شخصاً بالقرب من ضريح الحسين عليه السلام وخمسمائة أيضاً خارج الضريح في الصحن ، ودقوا القهوة في الرواق الحسيني الشريف ،
اما البلدة نفسها فقد عاث الغزاة المستوحشون فيها فساداً وتخريباً ، وقتلوا من دون رحمة جميع من صادفوه في طريقهم كما سرقوا كل دار ولم يرحموا شيخاً ولا طفلا ولم يحترموا النساء ولا الرجال واختلف المؤرخون بتقدير الضحايا التي فاقت الخمسة آلاف نسمه وقدرها بعضهم بثمانية آلاف ، ووصف ياسين العمري في كتابه «غرائب الأثر في حوادث ربع القرن الثالث عشر» ما حل في المدينة من تخريب بقوله : ” لم يبق من بيوتها الا داراً واحدة كانت محصنة بالبناء الشامخ وأجتمع فيها نحو خمسين رجلاً وجعلوا يضربون بالبنادق وقتلوا من الوهابيين عدداً كبيراً “،
بعدها ترك الوهابيون كربلاء وحملوا غنائمهم النفيسة بعدما أزهقوا أرواح الآلاف الأبرياء من المسلمين ، وتوجهوا نحو النجف الاشرف لهدم ضريح الإمام علي عليه السلام ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك لمناعة سورها الخارجي واستبسال رجالها في الدفاع عنها فرجعوا الى الدرعية وقيل أيضا إن أبن سعود جمع الغنائم وعزل أخماسها وقسم باقيها بين جيشه غنيمة للراجل سهم وللفارس سهمان ثم ارتحل قافلاً إلى وطنه.. الخ ( جزء من مقالة بعنوان: الغزوات الوهابية على الأضرحة المقدسة في كربلاء والنجف خلال القرن التاسع عشر الميلادي. لكريم محمد حاتم الساعدي – موقع النور)
على هامش الندوة (الهجوم الوهابي على مدينة كربلاء المقدسة ) اقامت العتبة العباسية في بيت الحكمة معرضا فنيا يبين ما تعرضت له المراقد المقدسة من دمار وتخريب خلال الفترات السابقة