إن تداعيات تصرفات حَملَة المشروع الوهابي منذ تأسيسه وبدء حراك هؤلاء حوالي عام 1745م، أفروت أجواء مشحونة بالحروب وحملات الغزو بأشكال وأساليب ماراثونية متلاحقة، لم تتح فرصة لالتقاط الأنفاس وتقييم الوضع والخروج من حالات الكر والفر والصراعات التي أمسك بعضها بذيل بعض حتى أوصلت الجميع إلى حالة من التخبط، انشغلوا بها عن همومهم ومشاكلهم الحقيقية وتطلعاتهم وطموحاتهم وأحلامهم .
الاجتهاد: يبدو المشروع الوهابي متأزماً وغير منضبط في أغلب مراحل وآليات حراكه ومساعيه لاحتواء الشارع الإسلامي ، والسيطرة عليه والتحدث باسمه . ورغم تغير لهجة الخطاب العالمي وإعادة انتاجه وصياغة الكثير من مفرداته بفعل حركة النشر والاعلام والتلاقح الثقافي والترجمة وغيرها، فإنه ظل لدى الوهابیین محاصراً بلغة النبز التحقیریة الذی اتسم به في کل المراحل، فقد حسمت قناعاتهم إلى الأبد وحفرت خنادق القطيعة مع الآخرين عبر وسائل متشنجة ، لا تتيح أية مساحة للحوار أو التواصل.
وظل الآخر؛ المنبوذ المذهبي (وهو كل من لا يحمل توصرات وآراء الوهابيين، وكل من لا يؤمن بها إيماناً محسوماً دون جدل أو نقاش) في مربع العدو، الذي صنف على أنه مشرك أو كافر؛ واستتبع ذلك إباحة دمه وماله وعرضه إن أمكن ذلك.
إن تداعيات تصرفات حَملَة هذا المشروع منذ تأسيسه وبدء حراك هؤلاء حوالي عام 1745م، أفروت أجواء مشحونة بالحروب وحملات الغزو بأشكال وأساليب ماراثونية متلاحقة، لم تتح فرصة لالتقاط الأنفاس وتقييم الوضع والخروج من حالات الكر والفر والصراعات التي أمسك بعضها بذيل بعض حتى أوصلت الجميع إلى حالة من التخبط، انشغلوا بها عن همومهم ومشاكلهم الحقيقية وتطلعاتهم وطموحاتهم وأحلامهم .
وإذ أن هذا – بنظر بعض الباحثين – لم يأت بشكل اعتباطي وإنما خطط له في دوائر القرار العالمية التي استغلت انحطاط أوضاع العالم الإسلامي؛ وبدء انحسار نفوذ آخر امبراطورية وراثية تحكمه، فإن هذا البعض، وله مبرراته وحججه المقنعة في أغلب الأحيان، رأى في الوهابية التي أصبحت الآن مرجعية فكرية لأغلب حركات التطرف الإسلامية التي تشغل بال العالم ونقلقه، رأس الحربة الذي استخدم ويستخدم الآن بفعالية للقضاء على اي أمل بتوحيد المسلمين، وتلاحمهم وانتشالهم من أوضاعهم المزرية.
وأصبح من المهم للجميع معرفة هذه الحركة التي رفعت شعارات الاصلاح والتوحيد الصافي النقي لكنها أوقعت المسلمين في مطبات ومستنقعات إضافيه شلّت حركتهم وجعلتهم في مؤخرة الركب العالمي؛ رغم امتلاكهم الثروة ومقومات النهوض .
ان الاطلاع علیها و علی طبیعة و آلیات حراکها تتيح فهم سبب انتهاجها طريق التكفير، الاسرع لتحقيق أهدافها، بدلاً من الحوار الذي وضعته في خانة المحظور ات.
فالتکفیر هو المفتاح السحري الذي یتیح لها تحقیق تلك الأهداف، وإلا فبماذا ستبرر كل أنواع العنف السابقة والحالية لو لم يعرضوا الطرف الآخر (الخصم) على أنه كافر أو مشرك ! وأية ذريعة يتوسلون بها لتحقيق بقية مفردات شروعهم لو لم يجدوا سبباً جاهزاً ومفصلاً على مقاس هذا المشروع، يتيح لهم امساك المسلمين بالجرم المشهود، وهو التواصل مع رموزهم الكبيرة كالنبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم وأهل بيته وبعض الصحابة والعلماء وزيارة أضرحتهم ومساجدهم والتعبد فيها، واستحضار مواقفهم المشرفة واستذكارهم كقدوة دائمة ومثلٍ أعلى لهم… !
لقد كان ذلك بنظر الوهابيين الذريعة الجاهزة – استناداً لبعض الأحاديث الملفقة والواهية والتي لا تنسجم مع التصور الإسلامي العام – لاتهام المسلمين بالشرك والكفر.
ورغم قيام عشرات الباحثين والدارسين بتفنيد ما ورد في تلك الأحاديث الموضوعة والمزورة، إلا أنهم حسموا أمرهم و تمسکوا بها و جندوا عشرات الدعاة والفقهاء المنتمین لمدرستهم لترویجها و عرضها کمسلمات لا تقبل الجدل.
فالتكفير لدیهم لیس أمراً کمالیاً، یقومون أو لا يقومون به، وإنما هو حاجة ملحّة وأمر أساسي في أدبياتهم وإلا لما وجدوا أي مبرر لانشقاقهم عن مجموع المسلمين، وتنفيذ الاجندات الخفية التي أرادوا بها إضعافهم وزعزعة أوضاعهم.
ولعل كشف هذه الاجندات واللجوء إلى المواجهة الايديولوجية وتبصير المسلمين بحقيقة المشروع الوهابي هو السبيل الأوفق لحسم المعركة معهم واسكات أصواتهم، ذات النبرة الصاخبة وحسر نفوذهم وتأثيرهم على الشرائح الأقل علماً ووعياً.
وربما تكون هذه الدراسة ومثيلاتها مساهمة مفيدة في مشروع المواجهة خصوصاً وإن تسارع الأحداث بهذا الشكل المأساوي المريع يتطلب من الجميع المساهمة بهذا المشروع؛ ولو بالقراءة والاطلاع لاكتساب الوعي وتحصين الأخرين من مخاطرهم المحدقة.
يحتوي الكتاب على مقدمة و سبعة فصول
الفصل الأول : الآثار والعمائر : شواخص مادية وثائق تتحدث عن التاريخ
الفصل الثاني : مشروع سياسي وذرائع دينية
الفصل الثالث : الأساس ( الفقهي) ( الروائي) الذي اعتمده الوهابيون لتدمير العمائر والآثار الإسلامية
الفصل الرابع: نماذج من تدمير الوهابية للعمائر والآثار الإسلامية
الفصل الخامس: تنفيد الذرائع الدينية لنسف الآثار الإسلامية ، أحاديث مزورة وفهم خاطئ
الفصل السادس: تنفيد الذرائع المزيفة لنسف الآثار الإسلامية ، تعطيل العقول و تزوير الحقائق وموالاة الانحراف
الفصل السابع: تدمير المعالم الإسلامية خطوة نجو تدمير العالم الإسلامي ( قرنا الشيطان) ماوراء اللعبة الوهابية
فهرس الكتاب
هوية الكتاب
اسم الكتاب: المشروع الوهابي لطمس الآثار والعمائر الإسلامية
المؤلف: محمد نعمة السماوي
الطبعة : الأولى 1436هـ / 2015
دار النشر: دار الكتب التأريخية ناشرون
أضغط لتحميل الكتاب
الحجم.11.2 مغ