المؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (ع) في مشهد

خاص الاجتهاد: سيُعقد المؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (ع) في قاعة القدس في حرم الإمام الرضا (ع) يومي 24 و 25 مايو 2024.

وسيتم بث رسالة مصورة للإمام الخامنئي،كما وسيتحدث الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، وسادن العتبة الرضوية المقدسة، حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أحمد مروي، كما سيتم قراءة رسائل من مراجع الدين مثل آيات الله مكارم الشيرازي والسبحاني وجوادي الآملي.

وقال حجة الإسلام والمسلمین السید رضا عاملي في مؤتمر صحفی “للمؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (ع)” الذي عقد اليوم الثلاثاء 18 مايو 2024 في مكتبة و متحف ملك الوطني في طهران: إن”المؤتمر العالمي للإمام الرضا (ع) له تاريخ عريق يمتد لأربعين عامًا”

وأضاف: “بدأ المؤتمر العالمي الأول للإمام الرضا (ع) عام 1983، وتم عقد أربعة مؤتمرات حتى عام 1993 على مستوى عالٍ للغاية بحضور علماء ومفكرين ومراجع عظام. وكان قائد الثورة الإسلامية من المتحدثين الرئيسيين في هذا المؤتمرات، وإن كتاب “إنسان بعمر 250 سنة” هو نوع من انعكاس خطاباته في المؤتمرات الأربعة.

وأضاف قائلاً: بعد انقطاع دام لأكثر من 30 عامًا عن عقد المؤتمر العالمي للإمام الرضا (ع)، عزم سادن العتبة الرضوية المقدسة في عام 1401 هـ على إحياء المؤتمر كعلم هوية ورأس مال ثقافي للعتبة الرضويّة، بهدف منحه امتدادًا وطنيًا وعالميًا. ولحسن الحظ، خلال العام ونصف العام الماضيين، تمكّنا من عقد 50 ندوة تحضيرية، 17 منها خارج إيران و 33 داخل إيران.

وأضاف سكرتير المؤتمر العالمي للإمام الرضا (ع): شارك في الندوات التمهيدية خارج إيران 30 دولة، وعُقدت 5 ندوات في دول أمريكا اللاتينية وباكستان والعراق وتركيا مع التركيز على إنجلترا في أوروبا. تناولت هذه الندوات التحضيرية، التي لم تقل أهمية عن المؤتمر الرئيسي، نطاقًا واسعًا من المشاركين، من علماء المهتمين بالدراسات الشيعية والإيرانية وعشاق دراسة ثقافة أهل البيت في مختلف المجالات، من العلوم الدينية إلى أولئك الذين تخصصاتهم في الرياضيات والحاسب الآلي وعلم الإنسان وعلم الاجتماع والعلوم السياسية مع تركيزها على الموضوع الرئيسي للمؤتمر الخامس.

وقال حجة الإسلام والمسلمين عاملي: العنوان الذي تم اختياره للمؤتمر الخامس والسادس الذي سيعقد كل عامين بعد ذلك هو “وجهات نظر ونهج حضاري للإمام الرضا (ع) تجاه مختلف القضايا”. سعينا إلى معالجة القضايا والتحديات الموجودة على مستوى العالم. موضوع المؤتمر هو “العدالة للجميع ولا ظلم لأحد” فالعدالة والتمييز هما أهم موضوعين في عالمنا المعاصر، وهما الموضوع الرئيسي للمؤتمر الخامس للإمام الرضا (ع).

وأشار إلى تحولات غزة، مؤكدًا: “تتعرض غزة لجريمة إبادة جماعية عميقة. إنّ غزة تشهد جريمةً كبرى أدّت إلى تشريد مليون إنسان، ومجاعة 500 ألف شخص، ومقتل أكثر من 50 ألف إنسان بريء، أكثر من 16 ألفًا منهم أطفال. لقد وقعت النساء والأطفال والرجال الفلسطينيون ضحية لهذه الإبادة الجماعية وجريمة الحرب.

وقال سكرتير مؤتمر الإمام الرضا (ع)، مشيراً إلى الحروب المدمرة في فيتنام والفلبين واستعباد الأوروبيين والأمريكيين لملايين الأفارقة: “كل هذه إبادة جماعية. العالم بحاجة إلى تثقيف حول موضوع الإبادة الجماعية. الظلم منتشر، وأبرز مثال عليه هو قطاع غزة.

وأشار حجة الإسلام والمسلمين عاملي إلى أهمية الرسائل الحكيمة التي وجهها سماحة الإمام الخامنئي إلى شباب أوروبا وأمريكا وقال: سعى سماحة السيد الإمام جهدًا كبيرًا في هاتين الرسالتين للوعي والبصيرة، بينما كان البعض يتساءل عمن سيهتم بهذه الرسائل. ونرى اليوم ثمار هذا الوعي من خلال الازدياد المتنامي في الصحوة و اليقظة.

وحول شعار المؤتمر، أعلن سكرتير مؤتمر الإمام الرضا العالمي أن المؤتمر تعقد تحت شعار “العدالة للجميع، ولا ظلم لأحد”، وذلك في قاعة قدس في حرم الإمام الرضا (ع)، خلال يومي 24 و 25 من شهر أرديبهشت (مايو). ويتضمن المؤتمر 20 جلسة نقاشية تُعقد بشكل متزامن.

وأضاف حجة الإسلام والمسلمین عاملي: سيتم بث رسالة مصورة من سماحة الإمام الخامنئي خلال حفل افتتاح المؤتمر. وسيلقي رئيس الجمهورية؛ حجة الإسلام والمسلمین رئیسي و سادن العتبة الرضوية المقدسة؛ حجة الإسلام والمسلمین مروي كلمتين في حفل الافتتاح.

كما سيتم قراءة رسائل من آيات الله العظام مكارم الشيرازي، والسبحاني، وجوادي الآملي خلال المؤتمر.

وأشار حجة الإسلام والمسلمین عاملي إلى أهم خصائص مؤتمر الإمام الرضا العالمي الخامس، وهو الطابع الدولي للمؤتمر وأضاف: يُعدّ المؤتمر حدثاً عالمياً يجمع مشاركين من مختلف أنحاء العالم.

ومن الخصائص الأخرى للمؤتمر تركيزه بشكل أساسي على أهم احتياجات العالم اليوم، وهي العدالة، وأهم تحدياته، وهي التمييز.

وقال عاملي: يُعدّ مؤتمر الإمام الرضا العالمي مؤتمراً عميقاً يُتيح تبادل الأفكار والمعرفة بين المشاركين، مما يُثري النقاش ويُساهم في الوصول إلى نتائج ذات قيمة.

اقامة المؤتمر الدولي للإمام الرضا (ع) دون استخدام الورق!

أكدّ حجّة الإسلام والمسلمين عاملي أنّ المؤتمر الدولي للإمام الرضا (ع) مؤتمرٌ خالٍ من الورق والقرطاس، وسعينا جاهدين لعدم طباعة أيّ ورقة، وسيتمّ انتاجات المؤتمر إلكترونيًّا، حيث سيحصلُ المشاركون عليها من خلال “كيو آر كود”.

قال حجّة الإسلام والمسلمین عاملي: إنّ معدّل التفاوت الاجتماعي أو عدم المساواة الاجتماعية قد ازداد من 28% إلى 85% بين عامَي 1820 و 2020. فقبل قرنين، عندما كانت الإمكانات والعقلانية الاجتماعية والعلم والمعرفة أقلّ وضوحًا، كان موضوع التفاوت الاجتماعي 28٪، بينما وصلت هذه النسبة اليوم إلى 85٪.

وأكدّ أنّ المؤتمر الدولي للإمام الرضا (ع) يسعى جاهدًا لدراسة موضوع العدالة والظلم من منظور الإمام الرضا (ع) من خلال منهج معرفي واجتماعي، مع الاهتمام بنظام القوة من وجهة نظر العلوم السياسية، ومنظور العلاقات الدولية.
كما أكدّ سكرتير المؤتمر الدولي للإمام الرضا (ع) أنّنا يمكننا الاستفادة كثيرًا من الطاقة المعنوية الإمامة، وقال: الإمام الرضا (ع) رؤوف وحكيم ورحيم، ويشعر بِرَأْفَتِهِ ثلاثون مليون زائر يأتون لزيارته كل عام. لدينا 25 مليون زائر إيراني وخمسة ملايين زائر أجنبي كل عام. لقد أدركوا رَأْفَتَهُ، ونحتاج إلى فهم وحِكْمَةِ وعقلانيةِ الإمام إلى جانب رَأْفَتِهِ

وأوضح عاملي في جزء آخر من كلامه أنّ منظمة الصحة العالمية تعتبر خمسة مجالات هي المجالات الرئيسية لاحتياجات الإنسان، أولها مجال الغذاء. يعاني نصف سكان العالم اليوم من انعدام الأمن الغذائي. الجوع قضية عالمية مهمة، واليوم في غزة 500 ألف شخص معرضون لهذه الظروف الخطيرة والكارثية.

وأضاف حجة الإسلام والمسلمين عاملي: الماء الصالح للشرب هو حاجة أساسية أخرى. لا تتوفر المياه الصالحة للشرب لعدد كبير من سكان العالم. المسألة الأخرى هي مسألة الإسكان. يعيش مليار شخص من سكان العالم في أحياء فقيرة، وتشير التوقعات إلى أن هذا العدد سيرتفع إلى ثلاثة مليارات شخص في السنوات القادمة. مشكلة الإسكان ليست ناتجة عن عدم توزيع الموارد المالية فقط، بل عن الظلم وعدم المساواة.

أكدّ أنّ جميع الأطفال بحاجة إلى التعليم، ووفقًا لإحصائيات عام 2023، لا يتلقى ما يقرب من 244 مليون طفل وشاب تعليمًا. وتابع قائلاً: إساءة استخدام الأطفال هو أحد أشكال التمييز والظلم الذي يحدث على مستوى العالم. أوروبا هي أعلى منطقة في العالم من حيث معدلات الاعتداء الجنسي على الأطفال وسوء معاملتهم. ثلاثة من كل خمسة أطفال يتعرضون للاعتداء الجنسي هم أوروبيون. كما أن الولايات المتحدة لديها أعلى معدلات الاعتداء على الأطفال في العالم.

ترجمة أول كتاب عن الإمام الرضا (ع) في صربيا

أكدت الدكتورة زهرة نصرت خوارزمي، الأمينة العامة لقسم العلاقات الدولية لمؤتمر الإمام الرضا (ع) العالمي، علی أن المؤتمر تلقى 200 ورقة علمية من مختلف أنحاء العالم، و أضاف:

على المستوى الدولي، كان جهدنا هو أن يبدأ الخطاب الرضوي عبر العيش والحديث في الأدب الرضوي.

مع التأكيد على أن المشاركين في القسم الدولي ليسوا بالضرورة مسلمين أو شيعة، أضاف: “مشاركو مؤتمر الإمام الرضا (ع) ينتمون إلى أعراق ودول وطبقات مختلفة. في البداية، تم توفير 116 كتابًا بـ 24 لغة وصول مفتوح للباحثين، وتم عقد العديد من الجلسات، وتمكن أساتذة الجامعات الكبرى في مجالات الدراسات الإسلامية ودراسات الشيعة المشاركين في هذا المؤتمر من التواصل مع الأدب الرضوي.

وأوضحت المتحدثة أن المشاركين في المؤتمر الدولي للإمام الرضا (ع) ينتمون إلى مختلف الأعراق والدول والطبقات الاجتماعية، مؤكداً أنهم ليسوا بالضرورة مسلمين أو شيعة.

وأكدت الدكتورة خوارزمي على أن اللجنة المنظمة لمؤتمر الإمام الرضا العالمي حرصت على أن يجسد المؤتمر التعددية الجغرافية والثقافية، حيث شارك فيه باحثون ومفكرون من مختلف أنحاء العالم، من بوركينا فاسو إلى البرازيل، ومن طوكيو إلى ميشيغان، ممثلين لمختلف الأعراق والأديان.

وأشارت المتحدثة باسم القسم الدولي لمؤتمر الإمام الرضا العالمي (ع)، إلى عقد اجتماعات تحضيرية للمؤتمر في الفاتيكان والعراق ، وقالت:

في أحد الاجتماعات التحضيرية التي عقدت في الفاتيكان، كان لدينا مشاركون من مركز مريم للدراسات في بيروت، من اليونان، روما والفاتيكان. كما حضر ممثلون من الكويت والمغرب ومصر والعراق في الجلستين اللتين عقدتا في بغداد بالعراق.

سعينا جاهدين لجعل كل منتدى منتدى حوار لتوضيح الأبعاد المختلفة للعدالة من منظور الإمام الرضا (عليه السلام).

وأضافت: “بما أن الإمام الرضا (ع) كان أهل الاحتجاج والحوار مع المخالفين، كما وردت روايات متعددة عن مواجهته العلمية للمسيحيين والزرادشتيين، فإن أحد المشاركين في المهرجان هو قسيس إنجليزي قارن آيات الإنجيل في مجال العدالة بالأدب الرضوي. يُظهر هذا أن فهمنا للعدالة متقارب وأن هذه العدالة قاعدة جيدة للتفاعلات المستقبلية في العالم، وهو ما أصبح ضروريًا أكثر من أي وقت مضى.

وأوضحت خوارزمي أنه لا توجد كتب باللغة الصربية عن الإمام الرضا (ع) في صربيا، وتابع: “يتم الآن ترجمة كتاب “الإمام الرضا (ع): عالم آل محمد (ص)” إلى اللغة الصربية. ومن المثير للاهتمام أن صاحب دار النشر في ذلك البلد قد تطوع لنشر الكتاب في بلده بعد أن شاهد رحلات الأربعين وأصبح مهتمًا بالثقافة الشيعية.

وفي ختام كلمتها، قالت الأمينة العامة لمؤتمر الإمام الرضا العالمي (ع): “تشارك دولٌ من بينها العراق ولبنان وبوركينا فاسو ومالي والولايات المتحدة وإسبانيا وهولندا وإنجلترا وبلجيكا والمغرب وجورجيا وتايلاند والبوسنة والهرسك في المؤتمر الدولي للإمام الرضا (ع).”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky