الفلسفة مهمة.. لكنّ الفقه يُدير المجتمع.. معادلة شهادة الحوزة خطأ كبير

وحول موضوع دراسة الأصول الفقه التي تستمر لـ 15 عام، قال سماحته: “هذه ليست أخباراً جيدة على الإطلاق، سمعت أن أصول آية الله الخوئي تستمر لـ 5 سنوات، هل هناك عالم وفقيه أكثر أهمية من آية الله الخوئي؟ ما هي أصول الفقه التي يُدرسها هذا الفقيه؟ لذلك، ينبغي النظر في أصول الفقه بشكل أكثر تطورًا، بالطبع، هذه القضية ليست فقط في الفقه، هي أيضًا موجودة في مجال العمل”.

خاص الاجتهاد: زارت مجموعة من مُدراء وأساتذة وطلاب المعهد العالي للفقه والعلوم الإسلامية يوم الإثنين الماضي الرابع من شهر آذار/ مارس سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، وجرى هذا الاجتماع في مكتب القائد الأعلى في العاصمة الإيرانية طهران.

وبحسب مراسل الاجتهاد فقد أكّد قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد علي الخامنئي في لقاء مع مدراء وطلاب المعهد العالي للفقه والعلوم الإسلامية بخصوص مدّة الدراسة في المعهد والتي تستمر 15 عامًا: “هذه ليست أخباراً جيدة على الإطلاق، سمعت أن أصول آية الله الخوئي تستمر لـ 5 سنوات، هل هناك عالم وفقيه أكثر أهمية من آية الله الخوئي؟ ما هي أصول الفقه التي يُدرسها هذا الفقيه؟ لذلك، ينبغي النظر في أصول الفقه بشكل أكثر تطورًا، بالطبع، هذه القضية ليست فقط في الفقه، هي أيضًا موجودة في مجال العمل”.

في بداية هذا اللقاء قدّم رئيس المعهد خطط وأهداف المعهد، كما قدّم لمحة موجزة عن أنشطة المعهد منذ البداية وحتى اليوم، كما تحدث أحد الباحثين في المعهد نيابة عن باقي الطلبة.

وحضر هذا الاجتماع أيضًا زوجات الطلاب والباحثين، حيث أعرب آية الله الخامنئي عن ملاحظاته ونقاطه الهامة للمحاضرين وأساتذة المعهد ومدرائه، مؤكدًا أن المعهد سيبقى جزءًا مستمرًا في حياتهم.

من الضروري أن يقضي الطلاب بعض الوقت بجوار عائلاتهم

وبحسب مراسل الاجتهاد؛ فقد أكد سماحة السيد آية الله الخامنئي وتعليقًا على ما أوردته إدارة المعهد من أنّ بعض الباحثين يبقون في المعهد منذ السادسة صباحًا وحتى التاسعة مساءً يقومون بالدراسة والبحث. على معارضته لهذا التوجّه يقول سماحته: “أنا أعارض ذلك، جميع قضايا الأسرة ليست قضايا عقلانية بحتة، هناك بعض القضايا عاطفية وواقعيّة، من الضروري أن يكون لدى الرجل بعض الوقت لقضائه بجوار عائلته، بالطبع، أنا نفسي ولفترة من الوقت عشتُ بهذا الشكل، عندما كنت أغادر المنزل في الصباح، كان الأطفال نائمين، وعندما أعود يكونون نائمين أيضًا، في ذلك الوقت لم يكن أمامنا حل آخر، لكن اليوم أنتم تعيشون باستقرار، ولا تعانون من الظروف التي كنّا نعيشها في ذلك الوقت.

الفقه أخذ على عاتقه إدارة المجتمع ويجب أن يتعامل على هذا الأساس

حول ضرورة الفلسفة ودورها في استخلاص الأحكام: أنا لا أعارض قراءة الفلسفة، بل إنّي أعتبرها جيدة وضرورية أيضًا، لكن فلسفتنا وكونها نظرية ولم تتحول إلى حكمة عمليّة فإنها لم تظهر في المجتمع بالشكل الأمثل، رغم أن الغربيين فعلوا ذلك وحولوا فلسفتهم إلى حكمة عملية، لكن هذا العمل لم يتحوّل إلى واقع، مثلًا فلسفة الحكمة المتعالية التي أسسها صدر الدين الشيرازي (الفلسفة الصدرية) فإنها تمتلك القدرة على التحول إلى حكمة عملية، وتحتاج إلى تفعيلها عمليًّا؛ لذلك؛ فإنّ الفقه اليوم وعمليًّا يقوم بإدارة المجتمع، لذلك يجب التعامل مع الفلسفة.

ضرورة تطوير أصول الفقه

وحول موضوع دراسة الأصول الفقه التي تستمر لـ 15 عام، قال سماحته: “هذه ليست أخباراً جيدة على الإطلاق، سمعت أن أصول آية الله الخوئي تستمر لـ 5 سنوات، هل هناك عالم وفقيه أكثر أهمية من آية الله الخوئي؟ ما هي أصول الفقه التي يُدرسها هذا الفقيه؟ لذلك، ينبغي النظر في أصول الفقه بشكل أكثر تطورًا، بالطبع، هذه القضية ليست فقط في الفقه، هي أيضًا موجودة في مجال العمل”.

لا يجب أبدًا أن يبتعد الطلاب عن تفسير القرآن

وبناءً على حديث الطلبة حول دراسة التفسير والحديث، قال سماحته: “أنا لا أعرف منهاجكم الدراسي، لكن لا تُبعدوا أنفسكم أبدًا عن تفسير القرآن، تفسير “مجمع البيان” تفسير جيد لمؤلفه الطبرسي، بالإضافة إلى أنّ بعض الآيات تحدث المُلا ذاته عنها.

خطأ كبير مقارنة شهادة الحوزات العلمية بشهادات الجامعة

يقول سماحته: “قلت قبلًا لمدارء الحوزات العلمية أنّ الشخص الذي يدرس يحتاج إلى شهادة؛ على سبيل المثال فإنّ شخصًا قضى ثلاث سنوات في خارج للدراسة يجب أن يُعرف من هو، الخطأ الكبير هو مقارنة شهادة الحوزات العلمية بشهادات الجامعة، أيضًا؛ كان هناك نقاش حول معادلة الشهادات، وعلى سبيل المثال، إذا كنت تدرس بما يعادل درجة الماجستير، وهذا خطأ كبير، فأسلوب العمل في الحوزات العلمية يختلق مع أسلوب العمل في الجامعة، أنت بحاجة إلى شهادة، في الماضي كانوا يعطون شهادة في الاجتهاد، فالشخص الذي يدرس بالحوزة يحصل على شهادة بالاجتهاد.

في الدروس التي تتمحور حول الطالب، لا ينبغي تهميش الأستاذ

حول منهجية بعض المؤسسات إذ يتحمور الدرس على أن يتم تقديمه من قبل الطلاب أنفسهم وبإشراف الأساتذة، يقول سماحته: “في الدروس التي تتمحور حول الطالب، لا ينبغي تهميش الأستاذ”.

بدون التوسل بصلاة الليل والتضرع لا يمكن الوصول إلى أي مكانة، أحيانا يسمع الناس كلمات من أًناس آخرين لكن كلامهم لا يصل إلى القلوب، الدعاء والتضرع سبب انفتاح القلوب ورفع الروح الإيمانية، خصوصا صلاة الليل وإذا لم توفقوا بها؛ يمكن قضائها.

الأستاذ والمرجع من غير الثوريين لا ينفعون هذا البلد

هذا الجزء ربما يُعتبر الأكثر أهمية الأكثر أهمية في حديث الإمام القائد، يقول سماحته: “لا ينبغي لأي من قضايا المدرسة أن تقوض سمعة كونها ثورية، فالطالب والملا والسيد والمرجع من غير الثوريين لا ينفعون هذا البلد وهذه الثورة، الكثير من الناس في بلدان أخرى يشعرون بخيبة الأمل من المدراس الخاطئة في الغرب، وليس لديهم أي ملجأ أو مأمن، يقفون فقط وينظرون إلى الجمهورية الإسلامية.

وأخيرًا ختم سماحة القائد حديثه بأنّ العمل البطيء الجيد أفضل من العمل السريع والضعيف، مُشددًا على ضرورة اتباع الطلاب للأساتذة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky