العلوم الإسلامية في مسار التطبيق

العلوم الإسلامية في مسار التطبيق: ماذا قال الأساتذة؟

خاص الاجتهاد: تبادل الأساتذة المشاركون في ندوة تطوير وتمكين العلوم الإسلامية الآراء حول مواضيع مثل آليات تطبيق العلوم الإسلامية، والتحديات والمتطلبات المرتبطة بها، والدراسات المستقبلية في الفقه، ونقد المناهج التقليدية في القانون والعقوبات، ودور العلوم الإسلامية في الحكم والتنمية، وعلاقتها بالعلوم الأخرى.

وأكد المشاركون، خلال مناقشة جوانب مختلفة من هذا الموضوع، على ضرورة اعتماد رؤية شاملة، وتقسيم العمل العلمي، والتفاعل مع المجتمع، ومراعاة التطورات العالمية.

وبحسب “الاجتهاد“، عُقدت الندوتان الرابعة والخامسة لتطوير وتمكين العلوم الإسلامية بمشاركة نخبة من المتخصصين في العلوم الإسلامية على مدار يومين في مدينة مشهد. وناقش أعضاء الندوة والضيوف في اليوم الأول موضوع “آليات التطبيق في العلوم الإسلامية” وتبادلوا الآراء حوله في ثلاث جلسات، ويقدم هذا التقرير الأول منها.

وفي محاضرته بعنوان “متطلبات التطبيق ومعوقاته”، تناول الأستاذ هادي صادقي دراسة التحديات والمعوقات التي تواجه تطبيق العلوم الإسلامية، وقال: من أبرز المعوقات في موضوع التطبيق هو التركيز المفرط على المسائل النظرية وإهمال الجوانب العملية والتنفيذية لها.

وانتقد عضو الهيئة التدريسية بجامعة القرآن والحديث في قم، مع التركيز على مجال القانون والعقوبات، المنهج القائم على الحبس في النظام القانوني الإيراني، وقال: نحن في مجال العقوبات بحاجة ماسة إلى البحوث الأساسية والتطبيقية. يجب أن تتضمن هذه البحوث جانبًا نظريًا وأن يتم تقييم نتائجها العملية.

وأشار إلى النظريات الحديثة في علم العقوبات، واعتبر عقوبات الحبس غير رادعة بشكل كاف، واقترح إجراء بحوث أساسية في مجال العقوبات البديلة والأكثر فعالية.

وأكد صادقي في الختام على أنه للوصول إلى نظام قانوني إسلامي فعال، يجب علينا الاهتمام بالبحوث الأساسية والتطبيقية في هذا المجال أكثر من أي شيء آخر.

تناول الأستاذ رضا أكبري في محاضرته بعنوان “المناهج والعمليات والمهارات والتقنيات في تطبيق العلوم الإسلامية” جوانب مختلفة من هذا الموضوع، مشيرًا إلى أهمية وجود رؤية شاملة في تطبيق العلوم الإسلامية، وقال: “في موضوع تطبيق العلوم الإسلامية، من الضروري وجود رؤية شاملة (vision). ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن الأنشطة يجب أن تُنفذ بشكل جزئي وتدريجي للوصول إلى النتيجة المرجوة.

ثم شرح عضو الهيئة التدريسية بجامعة الإمام الصادق (ع) المناهج والعمليات والمهارات والتقنيات اللازمة لتطبيق العلوم الإسلامية، وطرح نقاطًا مهمة في كل من هذه المجالات.

وأكد على أهمية التواصل مع المجتمع والنخب، وضرورة تقسيم العمل العلمي وتحديد الموضوع، وضرورة الديناميكية في النظر إلى التراث العلمي، والتفاعل مع العلوم الأخرى، وتأهيل الكوادر البشرية، وقدرة الالهيات التطبيقية، والاهتمام بالتطورات العالمية، وفهم نظريات الفعل الاجتماعي في المجتمع.

وفي ختام حديثه، أكد أكبري على ضرورة النظرة الشاملة لموضوع تطبيق العلوم الإسلامية والتفاعل مع العلوم الأخرى، وأعرب عن: للوصول إلى أهدافنا في مجال تطبيق العلوم الإسلامية، يجب أن تكون لدينا نظرة شاملة لهذا الموضوع وأن نتفاعل مع العلوم الأخرى أيضًا.

وقد لاقت هذه المحاضرة استحسان الحضور وأثارت نقاشات متعددة حولها.

تناول الأستاذ رضا إسلامي في محاضرته بعنوان “الفقه الافتراضي في ضوء الدراسات المستقبلية” ضرورة الاهتمام باستشراف المستقبل في العلوم الإسلامية، وأشار إلى أهمية الفقه الافتراضي في ضوء استشراف المستقبل، وقال: “من النقاط المهمة والمغفلة في مجال الفقه، الاهتمام بالفقه الافتراضي في ضوء الدراسات المستقبلية. لتطبيق العلوم الإسلامية، كان يجب التفكير والتخطيط منذ سنوات حول الوضع الحالي وكذلك للخمسين عامًا القادمة.

كما أشار عضو الهيئة التدريسية بالمعهد العالی للعلوم والثقافة الإسلامية إلى اختلاف كيفية تطبيق العلوم المختلفة، والعنصر المغفل في التطبيق، والفقه الافتراضي ومزاياه، والاهتمام بالأولويات، وثمرات الاهتمام بالأولويات، وأمثلة على التزاحمات في العلوم الإسلاميّة وبين العلوم المختلفة.

وأكد أستاذ الحوزة العلمية في قم في الختام على أن الاهتمام بالدراسات المستقبلية والأولويات هو من ضروريات تطبيق العلوم الإسلاميّة.

تطرق الأستاذ السيد علي عماد في محاضرته بعنوان “أبعاد وأنواع أساليب التطبيق في العلوم الإسلاميّة” إلى مسألة تطبيق العلوم الإسلاميّة، واعتبر أن الهدف من طرح هذا الموضوع هو الإجابة على المسائل التي تواجه الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين في المجتمع الإسلامي.

واقترح أستاذ الحوزة العلمية في قم، في هذه الندوة، من خلال تقديم منهجية جديدة في تحديد الاحتياجات وتحديد المسائل، تقسيم المسائل إلى فئتين: التطبيق بالمعنى الأخص والتطبيق بالمعنى الأعم.

كما أكد السيد عماد على ضرورة الاهتمام بعوامل الكفاءة والفعالية في حل المسائل، وقال: “يجب علينا، عند تحديد الحدود لحل المسألة، وللتطبيق، ولكي لا نواجه مشاكل لاحقًا، أن نضع في الاعتبار قدر الإمكان في المنهجية، والتطبيق، والإجابة التطبيقية على المسألة، تلك العوامل والمؤشرات التي تؤدي أيضًا إلى الكفاءة والفعالية.

وفي ختام حديثه، أشار إلى التمييز بين التطبيق وتقييم الكفاءة والفعالية، واقترح تحديد الحدود بين هذين المفهومين.

أشار الأستاذ سعيد رضا عاملي في كلمته بعنوان “هموم مجلس تحول العلوم الإنسانية في موضوع العلوم الإسلاميّة ومجال التنمية والتقدم” إلى هموم مجلس تحول العلوم الإنسانية في مجال العلوم الإسلاميّة، وقال: “مجلس تحول العلوم الإنسانية، بنظرة أوسع إلى مجموعة العلوم الإنسانية، يتابع أربعة هموم في مجال أسلمة العلوم الإنسانية، وتوطين العلوم الإنسانية، وتطبيق وفعالية العلوم الإنسانية، وكذلك تحديث والتحرك على حدود المعرفة.

وتناول أستاذ جامعة طهران بشكل خاص موضوع تمكين العلوم الإسلاميّة في الاستجابة لاحتياجات المجتمع، وقال: موضوع نقاشنا اليوم هو تمكين العلوم الإسلاميّة للاستجابة للاحتياجات الأساسية للمجتمع، بالإضافة إلى التنبؤ بالوضع ودراسة مسار تطور العلوم الإسلاميّة- وربما الأديان بشكل عام – من منظور تحليلي للاتجاهات، وذلك في إطار علاقتها بالتنمية والتقدم.

كما تناول تعريف التنمية وتمكين العلوم الإسلاميّة، وأعرب عن: يبدو أن أبسط تعبير لهذا القول هو السؤال الرئيسي التالي: ما هو الدور المؤثر الذي تلعبه العلوم الإسلامية في الحكم الإسلامي في المجتمع؟ وما هو الدور المؤثر والتطبيقي الذي تلعبه في التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؟

وفي ختام كلمته، أشار عاملي إلى المسار المعاكس للغرب في فصل الدين عن المؤسسات الاجتماعية وانتقده.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

Clicky