الصهيونية، إسرائيل، والعرب

الصهيونية، إسرائيل، والعرب.. مئة عام من الصراع / الدكتور حسن البراري + تحميل pdf

الاجتهاد: يبحث كتاب الصهيونية، إسرائيل، والعرب.. مئة عام من الصراع في الظروف التي أدت إلى بروز الحركة الصهيونية، وتشكل الحركة الوطنية الفلسطينية، ويلقي الضوء على ندوب السلام وجراح الحروب ودور القوى العظمى في تأجيج الصراع أو أدارته، كما يناقش سيرورة الاستعصاء واستمرار الاحتلال التي ستطرح أسئلة كثيرة لا يمكن لهوية يهودية منغلقة على ذاتها الإجابة عنها.

ويتناول الكتاب الصراع الصهيوني العربي على مدار مئة سنة، ومحاولات التسوية السلمية مع الاحتلال الاسرائيلي، وفشل خيار التشبث بعملية السلام في تغيير الواقع قيد أنملة، إذ بقي هذا الخيار على مدار تلك السنوات محض تعلق كلما شارف على نهايته يأتي من ينعشه قليلاً، فلا هو يسقط ويتلاشى، ولا هو يبقى فينهي هذا النزاع السرمدي.

قد لا يجد القارئ الخاص، المتطلّب، الدارس، إضافةً جديدةً ونوعيةً في كتاب أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، الأستاذ الدكتور حسن البراري، في موضوعته، إلا أنه يجد تتابعا موثّقا متقنا في إحاطته بوقائع مئة عام من الصراع العربي الإسرائيلي.

ولا يدّعي المؤلف صفةً لكتابه ليست فيه، بل يوضح أن الكتاب جاء “مساهمةً متواضعةً” في تغطية الجوانب المختلفة للصراع، بمنهج علمي.

ويوحي أيضا بأنه كتابٌ يصلُح لأن يكون مقرّرا يُدرّس في الجامعات العربية لطلبة البكالوريوس. ولعل نأي الكتاب عن السجالية والإشكالات الخلافية، إلى حدٍّ ما، مما يجعل الكتاب مناسبا للهدف المتوخّى منه.

وللحق، يبسُط البراري، وهو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حاليا (عمل في الجامعة الأردنية وجامعتي نبراسكا وييل)، المنعطفات المركزية في مسار التطوّرات التي تلاحقت منذ ما قبل قيام إسرائيل وصولا إلى انسداد آفاق عملية التسوية معها.

وجاء طيّبا، في الأثناء، الربط العلمي، والموضوعي، بين قضية فلسطين وسياقها العربي العام. وقد حافظ الكتاب في وقفاته، التفصيلية أحيانا والموجزة أحيانا أخرى، على رؤيةٍ أساسيةٍ ناظمةٍ له، وهي الوعي بخطورة المشروع الصهيوني، الاستيطاني الإحلالي التوسّعي، إنْ في استهدافه الأرض الفلسطينية، ومحاولته محو الهوية الوطنية الفلسطينية، وكذلك في دأبه على إضعاف أسباب القوة لدى غير بلدٍ عربي، الأردن ومصر وسورية والعراق ولبنان و…

يأتي كتاب “الصهيونية، إسرائيل، والعرب.. مئة عام من الصراع” الذي صار ممنوعا في الأردن على بسالة الجيش الأردني في إخراجه اليهود من القدس القديمة في مواجهات حرب 1948، وعلى رفض الملك الحسين الغدر بالفلسطينيين وتوسيعه حدود مملكته على حسابهم، في لقاء سرّي غير ودّي مع وزير الخارجية الإسرائيلية، موشيه دايان، في 1977 في لندن، وقبل ذلك على رفض الملك الراحل خطّة إيغال آلون وتهديدا مبطّنا من الأخير في لقاءٍ جمعهما في لندن في 1968.

ويوثّق الكتاب مصادره، ومن ذلك استناده إلى المؤرّخ الإسرائيلي، آفي شلايم، بشأن اتفاقٍ غير مكتوبٍ بين الملك عبدالله الأول وممثلة الوكالة اليهودية، غولدا مائير، قبيل صدور قرار تقسيم فلسطين في 1947.

وأيا كان الأمر، في وُسع مؤرّخين وباحثين مختصّين أن يوضحوا ويشرحوا، لا أن تُترك قضايا مثل هذه لأخيلة موظفين في دائرةٍ حكومية، يقلّبونها بسوء فهم أو بافتراض سوء طويةٍ لدى حسن البراري، فيأخذون قرارا بمهاتفة “الأهلية للنشر والتوزيع”، وإخطارِها بمنع بيع (وتداول) كتابٍ طالعه صاحب هذه السطور، وعاين فيه جهدا ظاهرا، وصدقيةً علميةً ووطنيةً أيضا. 

 

تعريف الباحث والناشط السياسي الاردني الدكتور معن علي المقابلة للكتاب:

يطرح الدكتور حسن البراري في هذا الكتاب الذي يأتي ما بين علمي التاريخ والعلوم السياسية مسيرة الصراع العربي الصهيوني على مدار المئة عام المنصرمة، جاء كتاب الصهيونية، إسرائيل، والعرب.. مئة عام من الصراع بـ ( 367 صفحة تبدأ من صفحة العنوان الى اخر صفحة قائمة المراجع)، والصادر عن الأهلية للنشر والتوزيع في عمان في طبعته الأولى لهذه السنة 2021م بحيث اشتمل على مقدمة وعشرة فصول، تعتقد في الوهلة الاولى ان كل فصل منفصل عن الاخر، بحيث يقدم الباحث لكل فصل بمقدمة تبين خط سيره ثم ينهيه بخاتمة تلخص اهم افكار هذا الفصل، وبالرغم من ذلك فانه ينقلك بكل سلاسة ومتعة للفصل الذي يليه في ترابط وسرد تاريخي، وتحليل علمي دقيق.

الكاتب لا يبتدع جديداً في الجانب التاريخي لهذا الصراع فالأحداث التاريخية تزخر بها الكتب التي وثقت وأرخت للصراع العربي الاسرائيلي، الا ان اهم ما يميز نهج البراري توظيفه لهذه الاحداث، وطرحه الواقعي لهذا الصراع بعيداً عن الافكار المثالية وغير الواقعية التي اتسمت بها كثير من المؤلفات الاخرى عن هذا الصراع على قلتها وجديتها،

كما ان هذه الواقعية وعدم الافراط بالمثالية حسب ما يسرده الباحث اضاع من خلالها العرب والفلسطينيون فرص عديدة للاحتفاظ بجزء من فلسطين، كما يرى الباحث ان هذه المثالية وعدم الواقعية لدى العرب اعطت للحركة الصهيونية حرية الحركة في قضم فلسطين قطعة قطعة، وما ان ادرك العرب وعلى رأسهم الفلسطينيون هذا الامر، كان الامر قد فات وخسر العرب فلسطين وجميع عناصر قوتهم.

اراد الباحث من تأليف هذا الكتاب ان يقدم للمكتبة العربية و المكتبة الجامعية ولطلاب المرحلة الجامعية الأولى بالتحديد، هذه الفئة التي تعاني من امية مرعبة حول الصراع العربي الاسرائيلي، اراد ان يقدم لهم دراسة علمية وموضوعية عن هذا الصراع نتيجة غياب مؤلفات عنه مدعمة بالوثائق والمصار الموثوقة،

فبالرغم ان المكتبة العربية تزخر بمؤلفات عن القضية الفلسطينية، الا ان كتاب البراري جاء شاملاً لهذا الصراع من نشأة الحركة الصهيونية هذه الحركة الاستيطانية الإحلالية الى ما أخذ يعرف بصفقة القرن التي طرحها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترمب، كما ويقدم الباحث سرداً موثقاً عن عمليات السلام التي تمت بين الدول العربية- مصر والاردن والسلطة الفلسطينية – وكيف كان لخروج مصر بتوقيع منفرد من الكيان الصهيوني فيما عرف بمعاهدة كامب ديفيد من هذا الصراع اثر كارثي على القضية الفلسطينية والمنطقة برمتها، بحيث اطلق يد الكيان الصهيوني في المنطقة عندما غزا لبنان وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها واجبار لبنان على توقيع معاهدة معه تم الغائها باغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل.

لا نستطيع في هذا المقال ان نلم بتفاصيل الكتاب المكون من عشرة فصول الا انه كتاب يستحق من النشأ الجديد من طلاب الجامعات العربية قراءته بتمعن فبمجرد ان تنهي الصفحة الاخيرة منه تصبح على دراية كاملة بتفاصيل هذا الصراع، واعتقد ان منع هذا الكتاب في الاردن من هيئة الاعلام مع العلم انه لم يعد هناك وسيلة لمنع اي كتاب او مادة علمية من الوصول للناس عبر هذا الفضاء الإلكتروني، الهدف المخفي منه هو منع الاساتذة الجامعيين اعتماده كأحد مراجعهم للقضية الفلسطينية بشكل خاص والصراع العربي الاسرائيلي بشكل عام، والذي سيزيل هذا الجهل المطبق عن هذا الصراع لدى الطلاب الجامعيين،

وانا شخصياً مصدوم من هذا المنع مع ان الكتاب يقدم صورة مشرفة لبطولات الجيش الاردني في الدفاع عن الضفة الغربية والقدس، كما ويوضح الكثير من المعلومات عن الملك حسين ومواقفه التي تصدى فيها لضغوطات القادة الصهاينة لتقديم تنازلات، وقد جاء المنع بالرغم أنه كان معروضا في جناح “الأهلية للنشر والتوزيع” ناشرة الكتاب في معرض عمّان الدولي للكتاب في سبتمبر/ أيلول الماضي، وبيعت منه نسخٌ عديدة، وانا شخصياً حصلت على نسخة منه هدية من الكاتب من دار النشر في عمان.

اخيراً وليس آخراً، احض الاساتذة الجامعيين ان يجعلوا هذا الكتاب احد المراجع التي يعتمد عليها طلابهم في فهم هذا الصراع، فالكتاب يقدم مادة علمية سهلة ومدعمة بالوثائق، كما وارى ان يعيد متخذ قرار منع الكتاب في الاردن النظر في هذا المنع، فالكتاب ينصف الاردن في كثير من المواقف تجاه القضية الفلسطينية.

 

 

تحميل الكتاب

الصهيونيّة،-إسرائيل،-والعرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky