الاجتهاد: في حفل تأبين الشيخ ابراهيم الميلاد
الشيخ الصفار: المجتمع اليوم يحتاج إلى فقهاء مجتهدين يقودون النهضة في مجتمعاتهم. / اليوم لدينا عدد كبير من العلماء والخطباء في كل قرية ومدينة، مؤكدا أن البشائر بوجود فقهاء ومجتهدين قد بدأت فلدينا عدد من الفضلاء قد وصلوا او اقتربوا من درجة الفقاهة والاجتهاد.
قال الشيخ حسن الصفار أن المجتمع يتطلع لوجود عدد من الفقهاء والمجتهدين في المنطقة، بعد أن أصبح لدينا عدد من العلماء والخطباء والفضلاء والمفكرين.
وأوضح أن عدد العلماء في المنطقة في نهاية السبعينات كانوا يعدون بالأصابع، ولم تكن تقام الا صلاة جماعة واحدة في سيهات وأخرى في سنابس وثلاث في حاضرة القطيف.
وتابع: اليوم لدينا عدد كبير من العلماء والخطباء في كل قرية ومدينة، مؤكدا أن البشائر بوجود فقهاء ومجتهدين قد بدأت فلدينا عدد من الفضلاء قد وصلوا او اقتربوا من درجة الفقاهة والاجتهاد.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في الحفل الذي أقيم لتأبين سماحة الشيخ إبراهيم الميلاد ”رحمه الله“ في حسينية الفارس في القطيف يوم الجمعة.
وقال سماحته عندما نتطلع لوجود فقهاء مجتهدين في البلاد فإن بشائره بدأت بوجود عدد من الفضلاء الذين بلغوا الرتب العلمية، وحضروا البحوث العالية.
وأشار إلى أنه متفائل بأن يأتي يوم وفي بلادنا عدد من الفقهاء المجتهدين الحاصلين على ملكة الاستنباط، مؤكدا أن الاجتهاد ليس بعبعا، وليس بمستحيل، ولا صعبٍ على من أراده وسعى له.
وقال: لقد توفرت الوسائل لتحصيل العلم في مستوياته العليا والفرص أصبحت كبيرة، كالحوزات العلمية، وبحوث الخارج، والكتب العلمية، وكل ذلك متاح بشكل مباشر أو عبر التقنيات الحديثة.
وأضاف: الأجواء مشجعة ومساعدة، وفقط يحتاج طالب العلم إلى همة وعزم.
وأبان سماحته أن المجتمع المحلي في السابق كان يحتاج إلى عالم دين قد وصل إلى مستوى معين من الدراسة والتحصيل العلمي لسد حاجة مجتمعه.
وبين أن المجتمع اليوم يحتاج إلى فقهاء مجتهدين يقودون النهضة في مجتمعاتهم.
وأشاد بمن واصل دراسته العلمية، داعيا كل طلبة العلوم الدينية الى مواصلة المسيرة العلمية وتحصيل العلم والمعرفة، من أجل خدمة مجتمعهم، وليكونوا على قدر تحديات العصر.
ودعا الشيخ الصفار لقراءة فترة بداية الثمانينات بعناية، وألا تختصر في بعض جوانب أحداثها، ويتخذ منها موقفا غير موضوعي، وذلك ”لأهميتها في تاريخ المنطقة والمجتمع“.
وأوضح أن المجتمع المحلي عاش في بداية الثمانينات روحًا جديدةً من الحماس والإقبال على الدين في أوساط أبناء المجتمع.
وتابع: هذه الروح دعت النخبة الواعية أن تفكر باستثمارها لدفع أكبر عدد من أبناء المجتمع لطلب العلم، فخرج الشباب بالمئات من مختلف المناطق.
ورفض سماحته القراءة السلبية لتلك الفترة، مؤكدا أن ما نراه اليوم في مناطقنا من علماء ومفكرين وخطباء ومثقفين ومؤسسات دينية كان ثمرة لتلك المرحلة، التي شاركت فيها كل التوجهات الاجتماعية، وساهمت في هذا الإنجاز الكبير.
وأشاد الشيخ الصفار بتميز الراحل الشيخ إبراهيم الميلاد ”رحمه الله“ في سمو أخلاقه، وعلو همته، واستمراره في مواصلة طلب العلم، وانفتاحه على ساحة المعرفة.
وقال: كان رحمه الله يبشر بقيم الدين ويجسدها في تعامله وسيرته، مؤكدا أنها سمات عرفها كل من عاشره وعرفه عن قرب.
وتابع: كان رحمه الله يمتاز بالجدية والاستمرارية في طلب العلم، والاهتمام الثقافي، والأخلاق الرسالية. مستشهدا بكتاباته العلمية والتوعوية.
الحفل الذي حضره عدد من العلماء وأهالي الفقيد ومحبيه قد قدمه باسم البحراني وبدأ بآيات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ محمد المخامل، وقصيدة للشاعر أحمد الخميس، وختم التأبين بمجلس حسيني بمشاركة الرادود الحسيني منتظر آل صويلح.
يشار إلى أن سماحة الشيخ إبراهيم الميلاد توفي صباح اليوم الخميس التاسع عشر من محرم في مدينة القطيف بعد مسيرة حافلة في السلك الديني طالبا وأستاذا وخطيباً ومرشدا.
وقد التحق بالحوزة العلمية في سن مبكر وتابع دراساته الدينية حتى وصل إلى مراحل متقدمة، ومارس الخطابة وإرشاد الحجاج على مدى أكثر من ثلاثين عاما.
جهينة الإخبارية