حسن الصفار

الشيخ الصفار ينتقد الخطباء والرواديد المروجين لمناعة الأماكن الدينية من الأوبئة

الاجتهاد: قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن بعض المتدينين يراهن على التدخل الغيبي لتطوير حياتهم، وفيما اعتبر هذا التفكير سببا للتخلف ومعززا للكسل في المجتمعات الدينية، وأكد إن السنن الإلهية حاكمة على جميع البشر ولا يستثنى منها أحد، منتقدا الخطباء والرواديد المروجين لمناعة الأماكن الدينية من الأوبئة.

انتقد الشيخ حسن الصفار النزعة الغيبية عند بعض المتدينين الذين ينتظرون من الله سبحانه وتعالى أن يعالج مشاكلهم دون سعي ولا بذل جهد في مساعدة أنفسهم.

جاء ذلك خلال المحاضرة العاشورائية الرابعة لشهر المحرم 1443هـ، مساء الخميس بمجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف.

وقال الشيخ الصفار إن هناك ثقافة تدفع الناس باتجاه اللجوء للغيب والطلب من الله أن يعالج جميع مشاكلهم بلا جهد ولا سعي في هذا السبيل وإنما على طريقة ”خلها على الله“.

وأضاف القول أن بعض المتدينين يراهن على التدخل الغيبي لتطوير حياتهم وتحسينها وحل المشكلات التي يواجهونها ”لكن القرآن الكريم يرفض هذا المنطق“.

وتابع بأن هذا التفكير هو الذي يصنع التخلف ويعزز الخمول والكسل في المجتمعات الدينية.

واستدرك بأن جميع الأمور بيد الله سبحانه وتعالى ”ولكن ليس بمعنى أن يتكاسل الإنسان ويجلس بانتظار أن يحلّ الغيب جميع مشاكله ويطور حياته“.

وأضاف متسائلاً: حين جاء نبينا محمد “ص” هل في حركته وسيرته وتأسيس كيانه الاجتماعي استفاد فقط من وحي السماء والتعاليم الغيبية؟ أم استفاد من الخبرات البشرية حوله؟ الله تعالى أمره أن يستفيد من عقول من حوله “و شاورهم في الأمر”. صحيح أن التشريعات الدينية الأساسية تأتي من قبل الله تعالى، ولكن البرامج التفصيلية كان يشاور الناس فيها كالحرب والاقتصاد و.. .

ودعا الوسط الديني إلى أن يقرن الإيمان بالغيب بتعقل الأوامر والقوانين والسنن الإلهية التي دعانا الله سبحانه وتعالى إلى التأمل فيها.

وأوضح الشيخ الصفار بأن الله سبحانه جعل للكون سننا وقوانين وأنظمة ثابتة واضحة لا ارتجال فيها ولا تخضع لمزاج أحد.

وأضاف بأن هذه السنن الإلهية يخضع لها جميع البشر ولا يستثنى منها أحد، المؤمن والكافر، والصالح والطالح، كما ورد في الآية الكريمة ”وأن ليس للإنسان إلا ما سعى“.

وحول مسألة الدعاء وتأثيره أشار إلى الحاجة إلى الفهم الصحيح لهذه المسألة ”فالدعاء طلب من الله، يزرع الأمل، ويواكب السعي والعمل، وليس بديلًا عنه“.

وأسف إلى النزعة الانتقائية لدى بعض الخطاب الديني الذي يركز على بعض النصوص الدينية ويغفل أخرى.

ومضى يقول بأن الدعاء والتوسل وأخذ الخيرة بالقرآن دون عمل لا تكفي لدفع البلاء والأوبئة كما ورد عن النبي صلوات الله عليه ”مَثَلُ الَّذي يَدعو بِغَيرِ عَمَلٍ كَمَثَلِ الَّذي يَرمي بِغَيرِ وَتَرٍ“. إذن الدعاء لازم أن يرافقه عمل والسعي إلى العلاج.

وقال بأن الدين يربي الإنسان المؤمن على إدارة حياته بالتوسل بالوسائل الطبيعية.

وأوضج بأن النبي صلوات الله عليه كان يحث أصحابه المرضى على التشافي عند الأطباء والتداوي بالأدوية ”ولم يكن يقرأ في آنيتهم أو يمسح على رؤسهم“.

وتابع بأن هذا ما حدث مع الإمام علي “عليه السلام” حين أحضر الأطباء لمعالجته من ضربة بن ملجم التي أدت لإستشهاده.

وفي السياق انتقد الذين يروجون إلى مناعة الأماكن الدينية من أن تصلها الأوبئة والأمراض.

واعتبر ذلك كلاما تضليليا ومخالفا للسنن الطبيعية للخالق سبحانه، فالنبي صلوات الله عليه نفسه تعرض للسم والإمام الحسن استشهد متأثرا بالسم.

وتابع بأن الإمام الحسين كذلك لم يكن في ثورته بمنأى عن جريان السنن الإلهية حين خذلته الأمة ولم تتوفر لديه الوسائل الطبيعية لتحقيق النصر على أعداءه مما قاد لفاجعة كربلاء.

 

مشاهدة المحاضرة:

https://www.youtube.com/watch?v=QSvPhgxynbc

للاستماع:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1486

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky