الحازميون

الحازميون .. التيار الأكثر تطرفًا من داعش

ظهر تيار ” الحازميون ” داخل داعش، منتصف عام 2014، نتيجة للصراع بين قياداته وقيادات تنظيم داعش، الذين رفضوا تكفير عدد من قيادات تنظيم القاعدة مثل أيمن الظواهري، ما دفع قيادات ” الحازميون ” لتكفير قيادات داعش، الأمر الذي أدى في النهاية لاعتقال عناصر التيار الجديد مثل أبو عمر الكويتي وإعدام التونسي أبوجعفر الخطاب وآخرين.

الاجتهاد: فى منتصف عام ٢٠١٤، بدأ التيار الحازمى يظهر يومًا تلو الآخر، بزيادة وتيرة تكفير الكل من المخالفين، ومن لم يكفر الكافر من قيادات تنظيم «داعش» نفسه، الذين دعوهم لتكفير شيوخهم السابقين فى تنظيم «القاعدة» وغيرهم من الجماعات المتطرفة، وتكفير من يقبل بالقوانين الوضعية، مثل أيمن الظواهرى وعطية الله الليبى وغيرهما من شيوخ «القاعدة» وكذلك حسن البنا وتنظيم الإخوان.

وتعد عقيدة التكفير بالتسلسل ظاهرة لديهم، فالذى لم يكفر الكافر فهو كافر ويقصدون بالكافر من كفروه بحسب رؤيتهم المتطرفة، ويضاف إلى ذلك تصريح إحدى المجموعات التابعة لهذا التيار بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان كافرًا مشركًا قبل البعثة، وأنه أمضى أكثر من ثلثى عمره فى الشرك.
تمكن هذا التيار، الذى تمتد جذوره فى تنظيم «داعش»، من الوصول لمراكز شرعية عليا مما مكنه من إصدار بيانات يشرع فيه «التكفير بالسلسلة»، كما نجح فى منتصف عام ٢٠١٦، فى عزل رئيس الهيئة الشرعية المسئولة عن الفتوى فى التنظيم، بحسب ما أعلنته حسابات لعناصر التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعزل كل من البحرينى تركى البنعلى، أمير الهيئة الشرعية لداعش تمت تصفيته فيما بعد، واتهامه بـ«الردة»، وإبعاده عن موقعه كأمير للهيئة، بعد استتابته، وأبوبكر القحطانى القيادى بالتنظيم وعضو الهيئة الشرعية الذى تم إبعاده مع البنعلى عن التنظيم.

ويرى المراقبون أن التيار الحازمى سيبتلع «داعش» فكرا وخطابا بالتزامن مع احتضار التنظيم على الأرض وخسارة الأراضى التى استولى عليها، وإقصاء كل شرعيى «داعش» الأولين، واختفاء بعضهم تماما أو مقتله، أعطى فرصة أكبر لهذا التيار الأكثر وحشية وتطرفا، كما تبين من المقالات المنشورة على الصحيفة الخاصة بالتنظيم، وإصداراتهم الخاصة، أن الحازميين نجحوا فى اختراق إعلام داعش، بما يشير إلى أنه تيار ذو تأثير واضح وله وجود فاعل، وهو ما اعتبره المراقبون أنه قد يخلف «داعش» فيما بعد.

وقالت حملة «السكينة» الصادرة عن وزارة الشئون الإسلامية السعودية، فى تقرير صادر عنها، «هؤلاء الغلاة – إشارة إلى الحازميين – من شدة جهلهم يناقشون مسائل دقيقة فى الفقه والعقيدة ويتركون تعلم أصول الدين والعبادة، فليس غريبا أن تجد من بينهم من لا يحسن قراءة الفاتحة ولا كيفية الوضوء، ولا إتقان الركوع والسجود، ومع ذلك يناقش ويجادل فى أدق مسائل التكفير والإرجاء، وهذا يرجع إلى الهوى وليس إلى ضوابط أو أصول، وظهر مثل ذلك فى التاريخ لدى طوائف وفرق، لكن داعش جمعت كل قبيح».

تعددت أسماء الشيوخ والمنظرين الأكثر تطرفًا داخل «داعش» لكن تيار الحازمية انتسب لأحمد بن عمر الحازمى المحبوس حاليًا، حيث ذاع صيته وتأثيره فى بلاد المغرب العربي، وتميزه فى اللغة العربية والنحو البلاغة وتأثره بالفكر المدخلى فى التكفير والتصفية أخذًا عن شيوخه محمد الخضر الشنقيطى وأحد رموز المدخلية محمد على آدم الإثيوبي.

بحسب خطب وتسجيلات على مواقع الإنترنت، تبين أنه مؤمن بعدة قضايا أبرزها «عدم العذر بالجهل»، وصرح مرة بمخالفته ابن تيمية وابن عبدالوهاب فى قولهم بالعذر بالجهل، وإيمانه بتكفير المعين والمخالف دون إعذار، وأيضًا تكفير من لم يكفره، ويهتم اهتماما خاصا بالتمييز فى التوحيد وشرح كتبه، وكل منهجه قائم على أن الأصل فى الناس الكفر بحسب ما نقل عنه من بعض المقربين منه، وقيل إنه لا يصلى خلف أئمة فى المساجد، ويعتقد أن كل من أتى كفرًا فهو كافر، ويتجاهل كل تراث أصول الفقه والاعتقاد ومدوناتهما.

وعلى درب الحازمى ظهر «أبو جعفر الحطاب»، المعروف عنه أنه عضو باللجنة الشرعية السابق فى جماعة «أنصار الشريعة»، بتونس حتى ٧ يونيو سنة ٢٠١٣، وفى هذا الوقت نشر الحطاب فى تونس بعدم جواز التعامل مع المحاكم، وأقسام الشرطة، وعلى تكفير عناصرها وعدم قبول العذر بالجهل فى هذه المسائل، وكان ذلك ردا على الأردنى إياد قنيبى بخصوص فتوى «لأنصار الشريعة» ثم انضم لدولة «داعش» وهاجر إليها، وصار من كبار شرعييها، حتى إعدامه فى ٧ مارس سنة ٢٠١٦.
وتحت عنوان «الكواشف الجلية» نشر الحطاب رسالة صوتية تحدث فيها عن أن العذر بالجهل عقيدة «الأشاعرة» و«الجهمية»، لا سيما العديد من الخطب والدروس التى تؤكد عقيدته فى مسألة تكفير المعين، وعدم العذر بالجهل، وله أيضًا العديد من الردود انتقد فيها شيوخ «القاعدة» و«داعش».

على نهج الحزامى والحطاب برز اسم أبومصعب التونسى كواحد من أهم منظرى التيار الأكثر تطرفًا فى التنظيم الداعشي، والذى تم إعدامه مع الحطاب فى مارس ٢٠١٦، وكان عضوًا فى أنصار الشريعة فى تونس، ثم صار أحد قضاة «داعش» فى منطقة الشرقية بسوريا، والذى صرح بتكفير الظواهري، لعدم تكفيره عوام الشيعة، فإما أن تكفر معهم أو تكون كافرا مرة واحدة.

 وغالبية تيار “الحازميون” من البحرين وليبيا وتونس ومصر، وهم وأشد تطرفا وغلوا، لدرجة أن بعضهم كفر أبوبكر البغدادي، لأنه لم يكفر أيمن الظواهري، وأن عقيدة التكفير بالتسلسل ظاهرة لديهم فالذي لم يكفر الكافر فهو كافر.

وصدر تعميم لتنظيم “داعش” عن أفكار الفرقة “الحازمية”، واعتبرها المنهج الرسمي، يشير إلى عدة دلالات هامة في تحركات التنظيم خلال هذه المرحلة التي يشعر فيها بالهزيمة والتراجع، أولها، إعلان سيطرة هذه الفرقة على التنظيم بشكل عام، وإحكام قبضتها عليه، وثانيها، تنصيب من يخلف البغدادي، من هذه الفئة في زعامة التنظيم عقب الشائعات التي تقول بمقتل البغدادي.

وفي ظل الهزائم الحالية لتنظيم داعش في سوريا والعراق، اضطرت اللجنة المفوضية التابعة لتنظيم “داعش”، لتعميم منشور داخلي على عناصرها، اعتمدت فيه أفكار ومبادئ تيار “الحازمية”.

المصدر: البوابة نيوز + الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky