محرم الحرام

التوصيات الهامة للخطباء والمبلغين لشهر محرم الحرام لعام 1438هـ

الاجتهاد: أصدرت مؤسسة الإمام علي عليه السلام في لندن ومركز الارتباط بالمرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني، توصيات عامة وهامة للخطباء والمبلغين لشهر محرم الحرام لعام 1438هـ.

 وذكر البيان أنه “يطل علينا شهر محرم الحرام ونستذكر من خلاله حركة قادها المصلحون في مجال تطوير المجتمعات وبعث ارادة الامم واصلاح الاوضاع، الا وهي الحركة الحسينية” .

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
((ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب))

يطل علينا شهر محرم الحرام ونستذكر من خلاله اعظم حركة قادها المصلحون في مجال تطوير المجتمعات وبعث ارادة الامم واصلاح الاوضاع، الا وهي الحركة الحسينية المباركة، واستذكار هذه الحركة المباركة يلقي على عواتقنا نحن اتباع الامام الحسين بن علي (ع) مسؤولية كبرى وهي مسؤولية الحفاظ على ااسمترار هذه الحركة وترسيخ اثارها وابعادها في النفوس والقلوب، ولا يخلو انسان حسيني من نوع من مسؤولية سواء كان عالما دينيا او مثقفا او متخصصا في مجال من مجالات العلوم المادية والانسانية المختلفة،

فكل منا يتحمل مسؤولية الحفاظ على هذه الثورة الحسينية المباركة من خلال اصلاح نفسه واهله واسرته ومن خلال قيامه بتوعية المجتمع الذي حوله بأهمية هذه الحركة وعظمة هذا المشروع الحسيني العظيم، ولكن الخطباء يتحملون المسؤولية الكبرى بلحاظ انهم يجسدون الوجه الاعلامي لحركة عاشوراء ولمشروع سيد الشهداء (ع) ، ولذلك نحتاج ان نتوقف قليلا لنتساءل: هل ان المنبر الحسيني يقوم بتجسيد وتفعيل هذه المسؤولية بما ينسجم مع مقتضيات الزمان ومستجدات العصر بحيث يحقق الاثار الحسينية الشريفة في النفوس والقلوب؟

وانطلاقا من هذه النقطة نستذكر بعض الارشادات والنصائح لكل من يعلو منبر سيد الشهداء (ع) :

1- تنوع الاطروحات، فان المجتمع يحتاج الى موضوعات روحية وتربوية وتاريخية وهذا يقتضي ان يكون الخطيب متوفرا على مجموعة من الموضوعات المتنوعة في الحقول المتعددة تغطي بعض حاجة المسترشدين من المستمعين وغيرهم.

2- ان يكون الخطيب مواكبا لثقافة زمانه، وهذا يعني استقراء الشبهات العقائدية المثارة بكل سنة بحسبها واستقراء السلوكيات المتغيرة في كل مجتمع وفي كل فترة تمر على المؤمنين، فان مواكبة ما يستجد من فكر او سلوك او ثقافة تجعل الالتفاف حول منبر الحسين (ع) حيا جديدا ذا تاثير وفاعلية كبيرة.

3- تحري الدقة في ذكر الايات القرانية او نقل الروايات الشريفة من الكتب المعتبرة او حكاية القصص التاريخية الثابتة حيث ان عدم التدقيق في مصادر الروايات او القصص المطروحة يفقد الثقة بمكانة المنبر الحسيني في اذهان المستمعين.

4- ان يترفع المنبر عن الاسعانة بالاحلام وبالقصص الخيالية التي تسيء الى سمعة المنبر الحسيني وتظهره انه وسيلة اعلامية هزيلة لا تنسجم ولا تتناسب مع المستوى الذهني والثقافي للمستمعين.

5- جودة الاعداد، بأن يعنى الخطيب عناية تامة بما يطرحه من موضوعات من حيث ترتيب الموضوع وتبويبه وعرضه ببيان سلس واضح واختيار العبارات والاساليب الجذابة لنفوس المستمعين والمتابعين، فان بذل الجهد الكبير من الخطيب هي اعداد الموضوعات وترتيبها وعرضها بالبيان الجذاب سيسهم في تفاعل المستمعين مع المنبر الحسيني.

6- ان تراث اهل البيت (ع) كله عظيم جميل ولكن مهارة الخطيب وابداعه يبرز باختيار النصوص والاحاديث التي تشكل جاذبية لجميع الشعوب على اختلاف اديانهم ومشاربهم الفكرية والاجتماعية انتهاجا لما ورد عنهم (ع) (لو عرف الناس محاسن كلامنا اذا لتبعونا)، ومحاسن كلامهم هو تراثهم الذي يتحدث عن القيم الانسانية التي تنجذب اليها كل الشعوب بمختلف توجهاتها الثقافية والدينية.

7طرح المشاكل الاجتماعية الشائعة مشفوعة بالحلول الناجعة، فليس من المستحسن ان يقتصر الخطيب على عرض المشكلة كمشكلة التفكك الاسري او مشكلة الفجوة بين الجيل الشبابي والجيل الاكبر او مشكلة الطلاق او غيرها، فان ذلك مما يثير الجدل دون مساهمة من المنبر في دور تغييري فاعل، لذلك من المأمول من رواد المنبر الحسيني استشارة ذوي الاختصاص من اهل الخبرة الاجتماعية وحملة الثقافة في علم النفس وعلم الاجتماع في تحيديد الحلول الناجعة للمشاكل الاجتماعية المختلفة ليكون عرض المشكلة مشفوعة بالحل عرضا تغييريا تطويريا ينقل المنبر من حالة الجمود الى حالة التفاعل الى حالة الريادة والقيادة في اصلاح المجتمعات وتهذيبها.

8- ان يتسامى المنبر الحسيني عن الخوض في الخلافات الشيعية سواء في مجال الفكر او مجال الشعائر فان الخوض في هذه الخلافات يوجب انحياز المنبر لفئة دون اخرى او اثارة فوضى اجتماعية او تأجيج الانقسام بين المؤمنين، بينما المنبر راية لوحدة الكلمة ورمز للنور الحسيني الذي يجمع قلوب محبي سيد الشهداء (ع) هي مسار واحد وتعاون فاعل.

9- الاهتمام بالمسائل الفقهية الابتلائية في مجال العبادات والمعاملات من خلال عرضها باسلوب شيق واضح يشعر المستمع بمعايشة المنبر الحسيني لواقعه وقضاياه المختلفة.

10 الارتباط النفسي والروحي بالامام المهدي المنتظر (عج) في عصر الغيبة والتركيز على اهمية المرجعية والحوزة العلمية والقاعدة العلمائية التي هي سر قوة المذهب الامامي ورمز عظمته وشموخ كيانه وبنيانه.

11يجدر بنا ونحن نستذكر في أيام شهر محرم الحرام نهضة سيد الشهداء وأهل بيته (ع) وأصحابه (ع) ، أن نستذكر معهم ممن إقتدوا بهم في هذا الزمان من إخواننا المقاتلين في جبهات القتال الذين إسترخصوا الدماء في الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات ، فأثبتوا أنهم بحق أنصار الإمام الحسين عليه السلام، أولئك الرجال ، الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى ومنهم من ينتظر ، فينبغي أن نذكرهم وندعوا لهم بالحفظ والثبات والنصر ونتذكر شهدائهم ونستغفر لهم ونترحم عليهم ونزور عنهم ونتفقد جرحاهم وعوائل الشهداء ونرعاهم حسب الإمكان.

إن حقوقهم علينا واجبة عظيمة، ولا أظن أنه بإمكاننا مهما عملنا أن نفي لهم بها. فجزاهم الله عن الإسلام وعن نبيه وعن أهل بيت نبيه عليهم السلام أحسن الجزاء.

نسال الله تبارك وتعالى للجميع التوفيق لخدمة طريق سيد الشهداء (ع) وان يجعلنا جميعا وجاء بالحسين (ع) في الدنيا والاخرة.

والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطيبين الطاهرين.

المصدر: مؤسسة الامام علي(ع) في لندن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky