في ندوة “الاجتهاد بین الواقع والمتوقع” التي أقيمت في جامعة الشهيد بهشتي بطهران يوم الثلاثاء 26 أبريل/نيسان: آیة الله محقق داماد: إنتهت النبوة.. وبقي التشريع مستمراً.. والاجتهاد مكملٌ للنبوة / الرسول محمد (ص) أول من استخدم الاجتهاد / باحث إيراني في الفقه الإسلامي الدكتور الشیخ داوود فيرحي يطالب بإحياء الاجتهاد.
موقع الاجتهاد: شهدت كلية الحقوق في جامعة الشهيد بهشتي بطهران يوم الثلاثاء 26 أبريل/نيسان ندوة علمية حملت عنوان “الإجتهاد بین الواقع والمتوقع” تحدث خلالها كل من الدكتور آية الله محقق داماد أستاذ الحقوق في جامعة “شهيد بهشتي”، والدکتور الشیخ داوود فيرحي عضو الهيئة التدريسية في جامعة طهران والشیخ أبوالقاسم علي دوست عضو الهيئة التدريسية في مؤسسة الثقافة والفكر الإسلامي.
وخلال الجلسة أكد آية الله محقق داماد أنّ الاجتهاد في البداية لم يستخدم زمن الخلیفة الأول كما هو شائع، ولكن الرسول الأكرم محمد (ص) هو من استخدمه أول مرّة، وذلك حين أسلم أهل اليمن وقام النبي (ص) بإرسال معاذ بن جبل قاضياً إلی اليمن ويسأله النبي (ص) كيف سيقضي بين المتخاصمين فأجابه معاذ بأنه سوف يستند في أحكامه إلى القرآن الكريم وسنّة الرسول (ص) فسأله الرسول الأعظم (ص) إذا لم يجد فيهما حكم يناسب القضية فأجابه معاذ بأنه سوف يجتهد في إيجاد حل لمثل هذه القضايا فأُعجب الرسول (ص) بجواب معاذ ووافقه الرأي.
ورفض الدکتور محقق داماد أن يقوم بالإجتهاد أشخاص من عديمي الخبرة، مطالباً بضرورة أن تُرد المسائل الخطيرة إلى أصحاب الخبرة من أجل أن يحكموا عليها، ومن هنا تأتي كلمة “استنباط” كما يقول، وهي من نبط وتعني استخراج المياه من الآبار العميقة، ومن الأفضل استخدام كلمة اجتهاد عوض عن استنباط لأن الاجتهاد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالقرآن الكريم، وتشير كلمة الاجتهاد إلى علمٍ مستقى من تحكيم الرأي الأصوب بنظر القاضي.
وتابع آیة الله محقق داماد: “عندما نقول بأنّ دين الإسلام هو دين الخاتمة فإننا بذلك نعني بأن الرسول (ص) قد انتهی، ولكن الإسلام والتشريع الإسلامي لم ولن ينتهي إلى يوم القيامة، وإنه لن يأتي بعد الرسول الأكرم (ص) أيّ رسول آخر، ولكن التشريع الإسلامي سوف يبقى ويستمر بالتطور لكي يوافق جميع العصور وجميع الشعوب”.
حجة الإسلام الشیخ أبو القاسم علي دوست
بدوره أثنى حجة الإسلام الشیخ أبو القاسم علي دوست وهو الأستاذ المحاضر في مؤسسة الفكر والثقافة الإسلامية في مدینة قم المقدسة،على ما قاله الدکتور محقق داماد وأكد عليه، ليتحدث بعدها عن ماهية و أسباب انتشار الاجتهاد في العالم الإسلامي، منوّهاً بأنّ الاجتهاد هو كشف حكم وليس وضع قانون لجميع المسائل والقضايا.
وأشار الشیخ علي دوست إلى أنّ القرآن الكريم أكدّ في مرّات عديدة بأن التوحيد قد شُرِحَ ووضِّح بشكلٍ كبير، وأن فطرة الإنسان وعقله تؤكد بأنّه لا يوجد أي انسان يستطيع أن يضع قانون شامل، ولكن الله هو من يضع القوانين لكي يقوم الإنسان بدوره بتطبيقها.
وأكد علي دوست على أنّه إذا سألنا في الفلسفة الفقهية ما هي أهم مسألة فيها؛ فإن الاجتهاد هو من أهم المواضيع المطروحة، كما أنّ انتشار الاجتهاد هو من أهم مسائل هذا الموضوع، ومن هنا فإنه وبدون أن نُحدد أبعاد الشريعة فإننا لا نستطيع أن نتحدث عن أبعاد وانتشار وتنمیة الاجتهاد.
وختم الشیخ علي دوست حديثه بأنّه وفي بعض المواضيع يجب أن يدخل الاجتهاد بعنوان مصداق معين، ولكن في العموم أنّ أغلب المصادیق العامة تعتبر جزءً هاماً من الاجتهاد.
بدوره تحدث الدكتور الشیخ داوود فيرحي عضو الهيئة التدريسية في جامعة طهران حول الاجتهاد وماهيته في الوقت الحاضر وما هي المسائل التي يتمحور حولها في هذا الوقت، مشيراً إلى أنّ محاولة تغييب أو إبطال العمل بالاجتهاد في مجتمع ديني سيكون تحقيقه من أصعب الأمور خاصةً أنّ المجتمع الإسلامي لا يمكن بأن يستمر أو يتطور دون أن يكون هناك اجتهاد.
ونوّه الدکتور فيرحي إلى أنّ انتشار الشريعة ليس بالأمر البالغ الأهمية، لكن كل الأمة الاسلامية وجميع المسلمين في كل أصقاع الأرض يجتمعون على رأي واحد وهو أنّ الإسلام والدين الإسلامي هو خاتم الديانات والرسول الأكرم محمد (ص) هو خاتم النبيین.
وختم الأستاذ فيرحي حديثه بأنّ موضوع الاجتهاد هو موضوع قد أُخرج للعالم وأثبت مكانته الخاصة لكل العالم، مشيراً إلى أنّه وفي الوقت الحالي ليس هناك أي إضافات جديدة للاجتهاد، وأنّ الأمة الإيرانية ومنذ أكثر من مئة عام رأت بأنّ الاجتهاد وقيام دولة حديثة من أهم ما يمكن القيام به، وكان الاجتهاد هو العمود الفقري لها، واليوم وكما يقول الدکتور فيرحي فالحاجة كبيرة لإعادة بحث الاجتهاد، خصوصاً مع إنتشار أمور جديدة لم تكن معروفة من قبل كالمعاملات البنكية.