الاجتهاد: صدر حديثا من الحوزة العلمية في النجف الأشرف كتاب تحت عنوان (إشكالية الأحكام والأنساب في عملية التلقيح الصناعي) لأستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية في النجف الأشرف آية الله السيد أبو الحسن حميد المقدس الغريفي “حفظه الله” بطبعته الأولى وهو من منشورات مكتب أنصار الحجة الإسلامي.
ومن الجدير بالذكر ان موضوع التلقيح الصناعي قد شغل الساحة العلمية في الآونة الأخيرة لاسيما بعض صوره التي أصبحت مثار لغط وجدل فيما يتعلق باستعمال حيامن رجل أجنبي أو بُييضات امرأة أجنبية في عمليات التخصيب المباشر أو غير المباشر ( خارج الرحم) ومن ثم إدخال البيضة المخصبة داخل الرحم.
وقد تصدى سماحة السيد المقدس الغريفي لتنقيح موضوع التلقيح الصناعي بصوره المختلفة وبيان أحكامها من خلال كتابه الذي يُعَد بحثا فقهيا استدلاليا، تعرض فيه لدراسة الأدلة من الكتاب والسنة فضلا عن عرض آراء الفقهاء ومناقشتها باسلوب علمي يعتمد الموضوعية في الطرح ويبتعد عن العصبية والانفعال.
ويمثل هذا البحث ثمرة من بحوث سماحة السيد كونه أحد اساتذة البحث الخارج في الحوزة العلمية في النجف الأشرف وله مؤلفات كثيرة في مختلف المعارف الاسلامية من الفقه والأصول والكلام والرجال وغيرها.
علماً ان عدد صفحات الكتاب ١٨٤ صفحة من القطع الوزيري – الكبير -.
ويُمكن للمثقفين والباحثين وطلبة الحوزة الكرام اقتناء نسخهم من مكتبات المعرض الدائم التابعة للعتبات المقدسة – العلوية – الحسينية – العباسية – الكاظمية، وكذا في النجف الأشرف – مكتبة الطور – سوق الحويش، والمكتبة العصرية للقاموسي في شارع المتنبي – بغداد.
سيرة المؤلف:
هو آية الله الفقيه الحاج السيد أبو الحسن حميد المقدس الغريفي ولد في بغداد عام 1385 هــ من أبوين علويين غريفيين ، فوالده الشهيد السعيد آية الله السيد كمال الدين الغريفي شيخ بغداد بن العلامة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد جواد عالم بغداد ومعتمد المراجع العليا في النجف الأشرف ، وجده لأمه العلامة النسابة السيد علي نجل العلامة النسابة السيد رضا الصائغ الغريفي بن آية الله السيد علي استاذ العلماء في الحوزة العلمية في النجف الأشرف حينذاك .
أخذ العلوم والمقدمات على والده من علم وتقوى وطهارة وعفة ، وبان عليه في مرحلة الصبا النبوغ ورجاحة العقل فكان سديد الرأي وقوي الملاحظة ، أكمل دراسته الأكاديمية في بغداد وتخرج من كلية الشريعة / جامعة بغداد وحينذاك كتب بحوث ودراسات تدل على غزارة علمه وكان والده يعتمد عليه في كثير من الأمور منها ارسال الحقوق الشرعية إلى المرجع السيد الخوئي وكان متواصلاً بمراجعة الفقهاء وبالأخص السيد الخوئي قدس سره وبقية المراجع رحم الله الماضين وحفظ الباقين .
بدأ بدراسته الحوزوية على يد أبيه في العقود الأولى من حياته ثم انتقل إلى النجف الأشرف حيث مركز العلم ومنبع الفقه ، أخذ دروس السطوح على يد فضيلة العلامة الشيخ محمد رضا العامري وفضيلة العلامة الشيخ حسين الظالمي والآيات الشيخ صادق الناصري والشيخ هادي القرشي والشيخ باقر القرشي والسيد محمد حسين محمد صادق الحكيم والسيد علي السبزواري .
كما حضر الأبحاث العالية في الفقه والأصول للمراجع العظام منهم : آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله) وآية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) وآية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) وآية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله) وآية الله العظمى الشيخ محمد اسحاق الفياض (دام ظله) .
تدرج السيد المقدس في تدريس العلوم والمعارف منذ دخوله للحوزة ، فبدأ بتدريسه للمقدمات الشرعية منها : شرائع الإسلام للمحقق الحلي والمنطق للشيخ المظفر وشرح الألفية لابن مالك ، ثم السطوح منها : اللمعة الدمشقية وأصول الفقه للشيخ المظفر والحلقات الأصولية للسيد الشهيد الصدر ، ثم درس السطوح العليا ، أمثال : المكاسب والفرائد للشيخ الأنصاري والكفاية للآخوند الخراساني ، وغيرها الكثير يطول الحديث عنها .
وهو اليوم أحد أساتذة البحث الخارج فقهاً وأصولاً ورجالاً ، وقد تتلمذ على يديه كثير من طلبة الحوزة العلمية.
له نشاطات فكرية وإنسانية ومؤلفات منها : حاكمية الفقيه وحدود ولايته على الأمة ، حكم النواصب في الفقه الإسلامي ، صلاة الجمعة ، نقض الحكم الولائي ، جدلية الصحابة بين النص والعقل والسيرة ، جذور الإساءة للإسلام وللرسول الاعظم ، دعاء الفرج وشبهات المضلين ، ممثلية الله في أرضه ، مباني الفقه الحداثي ، منهجية العمل الإسلامي ، حكومة الفقهاء ودستور الأمة ، الفدرالية من منظور فقهي ، التحولات الإجتماعية في العراق ، المرجعية الدينية والمرجعية السياسية ، سلوك الطريق إلى معرفة الصديق ، الحاكمية بين الفقيه والشورى والشعب ، كما له اصدار مجلة أنصار الحجة (عجل الله فرجه) كما له محاضرات وخطب كثيرة واصدار العديد من البيانات في مختلف المناسبات ، كما وله نشاطات اسلامية وسياسية في حكم البعث المقبور وبعده فعندما كان في دراسته يلتقي بنخب الشباب ويرشدهم إلى الطرق السليمة في المعارضة والمواجهة للنظام البائد.
له اجازات علمية وروائية كثيرة في الفقاهة والاجتهاد من المراجع العظام وكبار العلماء واثنوا عليه بأحسن الثناء .
له من الأولاد ثلاثة وهم من الرجال المهذبين ومن طلبة الحوزة العلمية وهم السيد حسن والسيد زين العابدين والسيد محمد باقر .
هذا الكتاب اشتريته من معرض عشرة الفجر يوم أمس واطلعت عليه بشكل سريع فوجدته قد استوعب المطلب بشكل كامل ولم يترك شاردة او واردة الا ذكرها وبين دليلها ثم ذكر المناقشات عليها