وفقاً للاجتهاد، تزامنا مع ذكرى وفاة العالم الفقيه والأصولي الكبير وصاحب كتاب “المكاسب”؛ الشيخ مرتضى الأنصاري (1281-1214)، كشفت منظمة المكتبات والمتاحف ومركز وثائق آستان قدس رضوي في ثلاثاها العلمي الثقافي الثاني والسبعين الذي يبث عبر الإنترنت، النقاب عن مخطوطات هذا العالم الكبير من كتاب “المكاسب” و”الصلاة”، والتي لا توجد هذه المخطوطات في أي من مكتبات البلاد.
وفي هذه الندوة تحدث أستاذ البحث الخارج في حوزة خراسان العلمية حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد حسن رباني الببرجندي، وكذلك المحقق والمفهرس السيد محمد وفادار مرادي.
واستعرض الأستاذ رباني البيرجندي سيرة الشيخ الأنصاري”ره” وقال: يعود نسب الشيخ الأنصاري إلى جابر بن عبدالله الأنصاري، معتبراً تقريرات الشيخ الأعظم هي أولى التقريرات المتبقية بشكل مصطلح من دروس الحوزة وأضاف: “خلال المائتي عام الماضية ، كانت كتب الشيخ الأنصاري “ره”مرجعا هاماً لجميع العلماء والفقهاء الكرام.
وصرح أستاذ الجوزة العلمية أن الشيخ الأنصاري رحمه الله فقيه وصاحب مدرسة لم تحل محله مكتب فقيهة حتى الآن ، فهو بالإضافة إلى كونه مؤثرًا في عصره ، كان مؤلفا وقام بتدريب طلاب متميزين في حقلي الفقه والأصول.
كما أشار الأستاذ رباني البيرجندي إلى دور والدة الشيخ الأنصاري في تربيته وقال: عندما ارتقى الشيخ الانصاري لزعامة المرجعية، قيل لها: هنيئاً لكِ، فقد نال الشيخ مرتضى المرجعية العليا، قالت: لا عجب فقد كنت أتمنى له درجة أعلى من ذلك، لأنني ما أرضعته مرة إلا وأنا على وضوء، حتى في تلك الليالي والأيام الباردة كنت أقوم وأسبغ الوضوء ثم أرضعه وأنا على طُهر.
وفي جانب آخر من هذا الحفل ، ذكر الباحث في المخطوطات المحقق محمد وفادار مرادي، أن هناك العديد من المخطوطات في خزانة آستان قدس رضوي من علماء القرنين الثالث عشر والرابع عشر وأضاف: توجد أكثر من 246 مخطوطة من أعمال الشيخ مرتضى الأنصاري في هذا المركز والذي كتبت نسختي “الصلاة” و “مكاسب” بخط يد هذا العالم الكبير.
وصرح وفادار مرادي: إن النسخ التي توجد بخط يد الشيخ مرتضى الأنصاري في مكتبة آستان قدس رضوي لا تحتوي عمومًا على ترقيم وتاريخ للمؤلف ، لكن خط يده ساطع كالشمس وليس غريبًا على الباحثين
ووصف الباحث وفادار، مخطوطات العلماء مبيّضة بدل مسوّدة، موضحا حول المخطوطات التي أزيح الستار عنها: تحتوي هذه المخطوطات على هوامش وخربشات وتصحيح، في حين أن هذه هي إحدى سمات مخطوطة المؤلف، وفي الحقيقة، عدم الانتظام هو نظامها.
وأضاف: “من المخطوطات القيمة الموجودة بخط الشيخ مرتضى الأنصاري في الخزانة الرضوية برقم تسجيل 11130 هي كتاب الصلاة وفيه تناقش المؤلف وفي نطاق واسع مباحث الصلاة بالاستناد إلى الآيات والأحاديث وأقوال الفقهاء المشهورين .
وتابع وفادار مرادي: تبدأ النسخة الموجودة من مبحث “ميقات الفرائض” وتنتهي ب “صلاة المسافر”، وأضاف: هذه النسخة كتبت بخط نستعليق مختلف السطر على ورق حمّصي وفي 333 ورقة ، والتي وهبها السيد مرتضى سبط الشيخ لمكتبة آستان قدس عام 1347 هـ.
وحول مخطوطة كتاب “المكاسب” قال المحقق وفادار مرادي: إن كتاب المكاسب من النسخ الأساسية والمشهورة من الفقه الشيعي المسجل برقم 11129 في خزانة مخطوطات آستان قدس رضوي. وأضاف: “النسخة الحالية تتضمن” مبحث “الخيارات” من البداية إلى النهاية، وهي مكتوبة بخط نستعليق من 19 سطراً على 165 ورقة من ورق حمّصي ، وقد وقفه المرحوم “رحمت الله الشوشتري” عام. 1351 ش / أي 1973 م.
وقد ترك الشيخ آثارا جليلة لم يزل بعضها مدار الدراسة والبحث في الحوزات والجامعات الشيعية مثل المكاسب و فرائد الأصول، و هو يعطي لكلّ موضوع في كلّ تأليف صبغته الجديدة و قد طبع أكثرها، و نحن نشير إلى أسمائها على وجه الإجمال:
1. رسالة في الإرث، 2. رسالة في التقيّة، 3. رسالة في التيمّم، 4. رسالة في الخمس، 5. رسالة في قاعدة الضرر و الضرار، 6. رسالة في القضاء عن الميّت، 7. رسالة في المواسعة و المضايقة، 8. رسالة في التسامح في أدلّة السنن (طبعت أيضا في ضمن حاشية الأوثق على الرسائل) ، 9. رسالة في قاعدة من ملك شيئا ملك الإقرار به ، 10. رسالة في مناسك الحجّ، 11. تعليقة على استصحاب القوانين، 12. تعليقة على نجاة العباد، 13. تعليقة على بغية الطالب، 14. رسالة في علم الرجال، و هي تقرب في الحجم من خلاصة العلاّمة في ذلك العلم و توجد نسخة منها في مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام و قد فرغ منها الكاتب عام وفاة الشيخ (1281 هـ) ، 15. رسالة في الردّ على القائلين بقطعيّة الأخبار، و قد أشار إليه الشيخ في رسالة الظنّ من فرائده، 16. رسالة في القرعة، 17. تعليقات على «عوائد» أستاذه النراقي، 18. كتاب الطهارة،19. الفرائد: المشهور بالرسائل، هذا الكتاب مؤلّف من رسائل مختلفة، طبعت في مجلّد واحد تبحث عن أحكام القطع و الظنّ، و تحدّد مجرى أصل البراءة و الاشتغال، و تبحث عن الاستصحاب و عن أحكام التعادل و التراجيح، و قد صار هذا الكتاب منذ اشتهاره في الحوزات العلميّة، مدارا للدراسة و قد أكبّ على تدريسها و تحشيتها كثير من تلامذة الشيخ و تلامذة تلامذته و ربّما يربو عدد التعاليق على خمسة وستين تعليقة.
وتجدر الإشارة إلى أنه يحتفظ حالياً في منظمة المكتبات والمتاحف ومركز وثائق آستان قدس رضوي، 57 ألف مخطوطة ،و 52 ألف كتاب مطبوع بالطبع الحجري، و 13.500 مليون ورقة من الوثائق التاريخية وآلاف القطع المتحفية وأكثر من مليوني دورية.