أضواء على الفكر التقريبي في الحوزة العلمية في النجف الأشرف 1946- 1980 + PDF

يأتي هذا البحث في إطار محاولة متواضعة من اجل تسليط بعض الأضواء على أبرز الجهود التي اضطلع بها علماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف ما بين عامي ۱۹46 – ۱۹۸۰ ، تلك الحقبة التي شهدت بعض الخطوات البارزة والمهمة في إطار التقريب بين المذاهب الإسلامية خدمة للدين الإسلامي الحنيف وصونا لعزة المسلمين . بقلم: الدكتور رحيم عبد الحسين عباس

الاجتهاد: إن فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية من المكونات الأساسية لأي مشروع إصلاحي ينشد التجديد الحضاري والتمسك بالمصالح العليا والقيم والمقاصد العامة للشريعة والأمة الإسلامية ، على ان لايفهم من التقريب او الوحدة الإسلامية هو جمع المسلمين تحت مذهب واحد بل غاية الأمر هو تحديد الاصول الاسلامية المتفق عليها من جميع المذاهب، بغية التقريب بينها واحترام كل فريق رأي الفريق الاخر في المسائل الفرعية، على أن يكون هذا الرأي مشفوعا بالدليل العلمي .

وعليه فليس المقصود من التقريب أن يتحول السني الى شيعي أو بالعكس، لكن معنی التقريب هو إزالة التشنج الناتج عن الخلافات التاريخية و العقائدية والفقهية اولاً ، وعرض المسائل العلمية الخلافية على بساط البحث العلمي الموضوعي النزيه ثانياً ، والبحث عن المفاهيم والتصورات والأحكام والقواعد والأصول الفقهية والأحاديث المشتركة، لكي تكون قاعدة لالتقاء المسلمين على ارضية واحدة ثالثاً والسعي الجاد لتوحيد الموقف السياسي من القضايا الإسلامية الأساسية مثل القضية الفلسطينية رابعاً.

وقد وجدنا أن لعلماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف اثر بارز في زرع وتنمية بذرة الفكر التقريبي بين المذاهب الاسلامية وبخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، تلك المرحلة التي شهدت بعض التغيرات والخطوات العملية المهمة في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية.

لقد كان لعلماء النجف ولا يزال دور كبير في ترسيخ مفاهيم الوحدة الإسلامية. فهم الذين أفتوا بالجهاد لمواجهة العدوان الإيطالي على ليبيا عام ۱۹۱۱، وكذلك إعلانهم الجهاد ضد الغزو البريطاني للعراق عام ۱۹۱4 ، على الرغم من الاختلاف المذهبي بينهم وبين الدولة العثمانية المعروفة بمواقفها في اضطهاد العرب وبخاصة الشيعة لأسباب قومية ومذهبية، فضلا عن الدور الرئيس لعلماء النجف في ثورة العشرين.

ناهيك عن إعلانهم الجهاد إبان ثورة نيسان – مایس 1941، على الرغم من الموقف السلبي لرشيد عالي الكيلاني ، رئيس حكومة الثورة، من الانتفاضات العشائرية التي شهدتها مناطق الفرات الأوسط بين عامي ۱۹۳۵ – 1936 عندما كان وزيرا للداخلية في وزارة ياسين الهاشمي الثانية (۱۷ آذار ۱۹۳۵ – ۲۹ تشرين الأول ۱۹۳6) إذ أعلن رشيد عالي الكيلاني خلالها مرسوم الأحكام العرفية، الذي خول بموجبه قائد القوات الذي نيطت به مهمة قمع الانتفاضات العشائرية ، صلاحية تنفيذ حكم الإعدام بحق من تثبت إدانته من دون موافقة الملك.

وبهذا اثبت علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف أن الإسلام والوطن فوق الانتماءات المذهبية الضيقة، ولا يزالون يحملون هذا النفس حتى اليوم. ولما كان الموضوع على هذا المستوى من الأهمية، لذا يأتي هذا البحث في إطار محاولة متواضعة من اجل تسليط بعض الأضواء على أبرز الجهود التي اضطلع بها علماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف ما بين عامي ۱۹46 – ۱۹۸۰، تلك الحقبة التي شهدت بعض الخطوات البارزة والمهمة في إطار التقريب بين المذاهب الإسلامية خدمة للدين الإسلامي الحنيف وصونا لعزة المسلمين .

 

الدكتور رحيم عبد الحسين عباس / قسم التاريخ /كلية التربية / جامعة كربلاء.

فهرس المحتويات

المقدمة

مفهوم التقريب

جهود أعلام الحوزة في دعم الفكر التقريبي

الخاتمة

الهوامش

قائمة المصادر

تحميل المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky