الاجتهاد موقع فقهي
الاجتهاد: أكد المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي، مشدداً على أنه “ما زال منشغلاً بالعمل العلمي”، على ضرورة الجهد وإخلاص النية واستخدام الأدوات الحديثة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، في مسار التقدم العلمي والتبليغي.
وأفاد الاجتهاد أن سماحة آية الله مكارم الشيرازي، خلال لقائه بالطلاب والأساتذة والمديرين وكوادر المراكز التابعة لإشرافه، أشار إلى حديث عن الإمام الحسن العسكري (ع) قال فيه: “خَيرُ الأُمورِ اثنان: الإيمانُ بالله و البِرُّ بالإخوان”، مبيناً أن هذا الحديث يدل على أن الإيمان بالله والإحسان إلى الإخوة الدينيين هما الركنان الأساسيان في طريق الخير والعمل الصالح.
سر نجاح الطلاب من منظور المرجعية
وذكر سماحته أن سر نجاح الطلاب يكمن في عدة عوامل، مضيفاً: النظام والمثابرة، وإخلاص النية، واحترام كبار الدين، هي الأركان الأساسية في تقدم الطلاب. يجب على الإنسان ألا يكلَّ في مسيرة العلم، وأن يجعل نيته خالصة لله، وأن يحترم الأساتذة والعلماء.
وأوضح المرجع مكارم الشيرازي بالإشارة إلى تاريخ الحوزات العلمية (المدارس الدينية الشيعية) قائلاً: “الشيخ الطوسي لم يكفّ عن العمل رغم ضغوط الأعداء في بغداد، وهاجر إلى النجف ليؤسس حوزة أضاءت مشعل العلم والفقاهة (الفقه) لألف عام. هذه ثمرة المثابرة والإيمان.
وتابع المرجع قائلاً: ما زلت منشغلاً بالعمل العلمي. لقد تقدمنا في تصحيح مجموعة بحار الأنوار حتى المجلد السادس والتسعين. وأواصل دروسي الحوزوية ثلاثة أيام في الأسبوع.
تجربة تأليف “تفسير نمونه” (الأمثل)
وذكر المرجع الديني مكارم الشيرازي تجربة تأليف كتاب “تفسير نمونه”، مشيراً إلى أنه في فترة ما، شعروا بالحاجة إلى تفسير فارسي حديث. وبمساعدة الفضلاء الشباب، بدأ تأليف التفسير، وها هو اليوم يُترجم إلى لغات مختلفة، منها: العربية، والأردية، والتركية، والإنجليزية، والهاوسا. وبعد ذلك، تم تأليف شرح نهج البلاغة والصحيفة السجادية، ولاقى العملان ترحيباً واسعاً.
التأكيد على استخدام الحوزة للذكاء الاصطناعي والأدوات الحديثة
وفي إشارة إلى دور التقنيات الحديثة في تطور العلوم، أكد آية الله مكارم الشيرازي: يجب على الحوزة أن تستفيد من الأدوات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. فكما اعترض البعض سابقاً على مكبر الصوت والهاتف، يجب ألا نقف اليوم في وجه التقنيات الجديدة. بل يجب أن نكون أول المستفيدين من هذه الأدوات في سبيل نشر الدين.
ما زلت منشغلاً بالعمل العلمي
وأشار سماحته في جزء آخر من حديثه إلى أنه: ما زلت منشغلاً بالعمل العلمي. لقد تقدمنا في تصحيح مجموعة بحار الأنوار حتى المجلد السادس والتسعين. وأواصل دروسي الحوزوية ثلاثة أيام في الأسبوع.
توصية مهمة وعملية
وفي ختام كلمته، خاطب آية الله مكارم الشيرازي طلاب الحوزة وأساتذتها قائلاً: بعملكم وإخلاصكم واستخدامكم للأدوات الحديثة، املأوا الفراغات العلمية والثقافية. ولا تنسوا الدعاء، فله أثر. إنني أدعو دائماً في قنوت صلواتي لنجاح العلماء والطلاب، وأطلب منكم أن تدعوا لي.
حضور شخصيات حوزوية
حضر اللقاء كل من آية الله محمد مهدي شب زندهدار (أمين المجلس الأعلى للحوزة)، وآية الله علي رضا أعرافي (مدير الحوزات العلمية في البلاد)، وحجة الإسلام والمسلمين حميد ملكي (القائم بأعمال مدير حوزة قم العلمية)، وعدد آخر من الشخصيات العلمية.
