المدخلية

المدخلية…. قصة جديدة / عز الدين البغدادي

الاجتهاد: اليوم شاع في الاخبار ووسائل التواصل وثيقة متداولة من مستشارية الأمن القومي تدعو الى تعزيز البرامج المجتمعية لمواجهة “الحركة المدخلية” بعد تصنيفها كحركة “عالية الخطورة” على السلم المجتمعي.
فما هي المدخلية؟ وما اهدافها؟ من أسسها؟ ومن هم أهم ممثليها في العراق؟

والمدخلية هي مدرسة داخل المدرسة السلفية، ظهرت أولا على يد الشيخ محمد بن أمان الجامي وهو سلفي من أصل أثيوبي (توفي سنة 1996) كان مدرسا في الجامعة الإسلامية في قسم العقيدة ، قامت دعوته على طاعة الحاكم طاعة مطلقة. ورغم أن هذه الفكرة موجودة أساسا في الفكر السياسي السني إلا أنها عندهم تم التأصيل لها واعتبارها اهم فكرة في منظومتها الفكرية والتي تميزها عن غيرها.

بعد غزو الكويت استدعت السعودية دعما من قوات امريكية واوربية تواجدت على أراضيها، وهو ما أحدث هزة في الوسط العلمائي هناك بسبب ما هو ثابت ومرتكز عندهم من عدم جواز السماح لغير المسلم بالتواجد في جزيرة العرب عملا بما روي من قول النبي (ص): “اخرجوا المشركين من جزيرة العرب” و”لا يجتمع في جزيرة الع رب دينان” وهو ما دعا الحكومة السعودية الى اعتقال الكثير من رجال الدين المعارضين.

ولنفس السبب، فقد برزت الحاجة لتبني فكرة الجامية التي صار منظرها الثاني الشيخ اليماني ربيع بن هادي المدخلي والتي صارت المدرسة تنسب إليه وتسمى المدخلية. وقد زادت الحاجة اليها في السعودية بعد التغييرات الأخيرة، بسبب ابتعاد السلطة عن الخطاب السلفي التقليدي.

في العراق هناك اتجاه هام للمدخلية وقد ظهر بشكل واضح بعد الاحتلال في ناحية العلم في محافظة صلاح الدين ويتزعمه شخصية سلفية معروفة هو أبو منار العلمي، وقد سبق لي أن التقيت به قبل سنوات في أربيل.

وقد دخل في جدال وصدام بعد الاحتلال، حيث ذهب الى جواز العمل في دوائر الدولة والجيش والشرطة، وكتب في ذلك رسالة سماها ” دحر المثلب على جواز تولية المسلم على المسلم من كافر متغلب” وفي عام 2013، أفتى كبير “الجماعة السلفية الجامية” أبو منار العلمي بحرمة التظاهر ضد رئيس الحكومة (الأسبق) نوري المالكي، بصفته “وليا للأمر”.

وقد دخلوا بصدامات عنيفة مع القاعدة، وكان موقفهم مؤيدا للحكومة رغم أن موقفهم من الشيعة لم يكن يختلف مع سائر السلفية. ويمكن القول بأنهم يمثلون قطبا معاكسا للجهادية ضمن المدرسة السلفية، وخلافهم في مسألة الخروج على السلطان أو الطاعة وما عدا ذلك فلا توجد فروق هامة.

ويبدو أن هذا الاتجاه انتشر في السنوات الأخيرة لا سيما في منطقة أبو غريب، لا سيما بعد ضرب السلفية الجهادية. ومن المفيد ان نذكر هنا أنه في شمال العراق يتم في اربيل دعم التصوف، بينما في السليمانية تدعم هذه الحركة لكونها تمثل نوعا من الواجهة الدينية التي تحمي السلطة.

لا اعتقد أن الداخلية أو الامن الوطني تملك فعلا تصورا علميا عن الموضوع. وبأي حال لا يمكن تجاهل النزاع الداخلي بين جهات دينية سنية داخل العراق دفعت لاتخاذ قرار كهذا. عموما لا أريد أن أجزم، لكن لا أظن انهم يمثلون فعلا خطرا على المجتمع كما قيل بالمعنى الموجود عند القاعدة وداعش، إلا انهم سلفية وانتشارهم بشكل واسع ربما يكون ضار مستقبلا، لأن السلفية أصبحت بحد ذاتها مشكلة وأصحابها لا يملكون القدرة على تجديدها او اصلاحها.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

Clicky