الاجتهاد: نقد استنباط الذكاء الصناعي بملاك المباني الأصولية الكبروية، سلسلة النظريات الإبداعية للاستنباط العلمي، تأليف: آية الله الشيخ محمد محمد طاهر آل شبير الخاقاني.
صدر حديثا عن دار النشر باقيات في قم المقدسة كتاب “نقد استنباط الذكاء الصناعي بملاك المباني الأصولية الكبروية”، سلسلة النظريات الإبداعية للاستنباط العلمي، تأليف: آية الله الشيخ محمد محمد طاهر آل شبير الخاقاني في مجلدين.
إن التعريف بالاستنباط الإلكتروني الذي هو عبارة عن محاكاة الذكاء الصناعي والحكاية عن العقل الإلكتروني للعقل البشري من جهة المعارف والاستدلال والاستنباط وليس من جهة أصل الخلقة والوجود، فإنّ العقل البشري كما عرف في الحكمة والفلسفة بأنه جوهر مجرد نوراني من عالم نفس الأمر، بخلاف العقل الإلكتروني فهو موجود مادي خاضع للقوانين التي يبرمجها صانعه والتي يؤثر في وجودها مبرمجه.
ويحتوي الاستنباط الإلكتروني على قوانين عامة مختزنة لا يمكن أن تضارع القوانين التي يُبدعها العقل ويُخرجها إلى الواقع ويؤسسها.
وهذا في الحقيقة يحتاج إلى ناظرية العقل البشري عليه بما فيه من الإبداع والابتكار وخلق الصور العلمية الكلية والجزئية الخيالية والوهمية والتي تكون خاضعة لما جبل عليه العقل الإنساني من التفكر والاستدلال.
ولذا يراد من نقدها إبداء الامتياز والتمايز والممايزة بين هذه القواعد التي يؤلفها العقل البشري وتكون خاصة به، بخلاف المختزن الإلكتروني فإنّ النقد فيه هو ذكر ما يراد منه تحققه أو تحقيق ما أعطي له من القواعد والمعطيات المبرمجة ويكون الحاكم عليه غيره.
ويمكن ملاحظة عدة مفارقات وفوارق بين العقل البشري والإلكتروني:
۱ – أن العقل البشري يصدر قواعد كلية عامة بحسب المفاهيم والماهيات التي لها مصداق وأفراد في الخارج من خلال ما أوجده من المخزون الفكري الموجود على نحو البداهة فيه والذي يستفاد منه الاستدلال والاستنباط والعمليات الفكرية المهمة من الانتزاع والاستنتاج والإخراج والانطباق بلحاظ الناظرية للتطبيق والملزومات والتلازم بين الذات والذاتيات.
أما العقل الإلكتروني فإنه قواعد يتعهد بوجودها فاعلاً ما يعطي الأوليات من النظريات والقواعد حتى يمكن استخراجها حسب المعطيات الموجودة سابقاً.
٢ – أن العقل البشري يمكن أن يؤخذ إما على نحو الطريقة أو على نحو الموضوعية، فيكون على النحو الأول مجعولاً آلياً، وعلى النحو الثاني مجعولاً استقلالياً، بخلاف المخزون الإلكتروني فإنه لا يؤخذ إلا على نحو الطريقة المحضّة دون الموضوعية، أي مجعول آلي لا استقلالية فيه.
۳- أن النقد للمخزون الإلكتروني تارة يؤخذ على نحو الرفض والإنكار، وأخرى على نحو القبول، وثالثة على نحو المفارقة والتمايز، بخلاف العقل البشري فإنه يؤخذ على نحو تطبيق الكبريات على الصغريات من دون لحاظ الرفض والإنكار أو القبول لأن عملية التطبيق والانطباق أمر قهري يستتبع حصول الكبريات كما تحصل النتائج عند وجود المقدمات وهو أمر قهري النتائج من دون لحاظ القبول أو الرفض فيها.
٤ – أن العقل البشري يعطي قيمة للمعارف وإرجاع بعضها إلى بعض عن طريق الناظرية أو الملازمات والانتقال بين المفاهيم وإعطاء قيمة ذاتية للمعلومات التي يتوصل إليها العقل البشري من حيث الإفادة والاستفادة، بخلاف المخزون الإلكتروني فإنّ ما يحمله من قيمة معرفية بقدر محاكاته للمعارف وحكايته عن النظريات والقوانين، وينتج من هذا أن المخزون الإلكتروني متأخر رتبة عن العقل البشري ولا يمكن أن يكون في مرتبته، وذلك للترتب الطولي بينهما وإلا يلزم التداخل والخلط بين المعارف والعلوم.
إن ما يمتاز به هذا الكتاب القيم بأطروحاته وأفكاره هو تأسيس لمنهج جدید في الحقيقة ليس هو بديلاً عن العقل البشري ولا متمماً لوجوده، بل إن صح التعبير أن نقول أن الاستنباط الإلكتروني ظلي لإبداعات العقل البشري وتطبيق له الوارد عن طريق الحكاية والمحاكاة، وبالتالي فإن المخزون الإلكتروني ثمرة من ثمراته في مقام الإبداع والإيجاد بطريق واسطة العقل البشري، ويكون المخزون الإلكتروني في مورد الحاجة والطلب لوجود العقل البشري كتعبير ضروري عن نتائج الأفكار وما تمخض عنها من الانتزاعات والاستنتاجات التي تعطي قيمة ذاتية للعلوم والمعارف من خلال الرجوع إلى المصدر الأساس وهو العقل البشري.
وعليه يتضح أن هذا الكتاب هو متخصص بعملية الاستنباط العلمي الأصولي، والذي يمتاز بكونه خاضعاً لقوانين ونظريات وقواعد كلية عامة يراد منها أن تكون منتجة بنتيجة فقهية أو حكم شرعي يستند إليه الفقيه في استنباطه وتطبيق كلياته وكبرياته على صغرياته.
ومن هنا تظهر الفائدة والثمرة من وجود هذه النظريات التي أسس مؤلفها أن تكون مرجعاً علمياً في مقام الاستنباط على نحو الضابطة الكلية في حركة الاستنباط.
نقد_استنباط_الذكاء_الاصطناعي_ج1_الشيخ_الخاقاني
نقد_استنباط_الذكاء_الاصطناعي_ج2_الشيخ_الخاقاني