الاجتهاد: يقدّم كاتب هذا المقال تقريراً مفصّلاً عن الزيارة التي استغرقت أحد عشر يوماً لوفد من المجلس العلمي لمؤسّسة تراث الشيعة إلى العتبات المقدّسة في العراق في أوائل العام 1430 الهجري.
نقرأ إضمامةً من الخواطر عن بعض جوانب لقاءات الوفد مع المراجع العظام والشخصيّات العلمية الحوزويّة والجامعيّة. ويستعرض المقال بعد ذلك تفاصيل زيارة الوفد للحوزات العلمية في النجف الأشرف والمراكز العلمية الأُخرى فيها من المكتبات ومراكز التحقيق والبحث والمراكز المهتمّة بجمع النسخ الخطيّة وإحياء التراث الثقافي.
في ختام التقرير يقدّم الكاتب استعراضاً لمقترحاته حول كيفيّة التعاون والتنسيق المطلوب بين الحوزات والمراكز العلميّة التحقيقية في مدينتيْ قم والنجف الأشرف المقدّستين.
عند وصول القسم العلمي إلى النجف الأشرف وبعد التشرف بزيارة المولى أميرالمؤمنين بدأ الفريق بالعمل وكان أول شيء اتجهوا إليه.
زيارة المكتبة العامّة للعتبة العلوية المقدّسة.
يقول الكاتب: ذهبنا بعد الإفطار لزيارة المكتبة العلوية في المرقد المبارك التي أسّسها عضد الدولة الديلمي في القرن الرابع الهجري ومن مسمياتها مكتبة الروضة الحيدرية أو خزانة الغروي والعلوي. ولهذه المكتبة مكانة خاصة للمسلمين عموماً ولأتباع أهل البيت”عليهم السلام” خصوصاً.
وكثير من العلماء كانوا يقومون بإهداء كتبهم المخطوطة للمكتبة ويشير التعداد للمكتبة، أن المكتبة تحتويي على ما يقارب أربع مائة ألف نسخة.
ومن المؤسف أن الكثير من هذه الكتب قد تعرضت للتلف والسرقة على مرور الزمان وذلك بسبب اللاأبالية من قبل بعض الحكام ولم يبق في المكتبة إلاّ الشيء القليل.
إستقبل السيّد هاشم الميلاني مدير المكتبة الفريق العلمي برحابة صدر وبشاشة وجه.
وقال: نزايد عدد الكتب من 10 الآف كتاب إلى 70 ألف كتاب، المخطوط منها 700 كتاب وفهرست هذه الكتب تجدونه على الموقع الإلكتروني للمكتبة.
ومن الجميل إنّا وجدنا في القسم المختص بعلوم القرآن للمكتبة نسخة من القرآن الكريم بخط الإمام أميرالمؤمنين علي “عليه السلام”.
لقاء مع أحد عظماء الحوزة (دام ظله) في النجف الأشرف
في الساعة الحادية عشر ذهبنا لزيارة أحد كبار الحوزة في النجف الأشرف ولا يخفى على القاريء الكريم عند وصولنا إلى الزقاق رأينا العجب من كثرة الأشخاص التابعين للشرطة ولكن بعد أنْ جاء أحد الأُخوة الروحانين التابعين للمكتب لم يدع أي شخص منّا يتعرض للتفتيش إلاّ إنه أوصى الجميع بإطفاء اجهزة النقال لا غير.
استقبلونا بالشاي العراقي ذو النكهة الطيبة وبعد دقائق من الإنتظار دخلنا إلى غرفة ورأينا سماحته جالس فقام وإستقبلنا برحابة صدر وأخذ الأُستاذ معراجي بتقديمنا إليه واحداً تلو الآخر.
أحببنا أن نقدّم له مؤلفاتنا إلاّ إنه سبقنا وسأل عن المؤلفات وأدهشنا أنه سأل الأُستاذ المختاري عن مؤلفاته الجديد حيث أنه كان قد رأى مؤلفاته من قبل مثل مؤلفات الشهيدين والميراث الفقهي للشيعة.
ذكر لنا سماحته أنه لا يستطيع كما كان في السابق مطالعة وقرأة كل الكتب الجديدة وذلك لكبر سنة وكثرة انشغاله بأمور الإسلام والمسلمين.
سأله الأُستاذ سروش عن عدم نشر مؤلفاته العلمية.
فأجابه دام ظله إنتهى وقت هذا الكلام، في الوقت الحاضر لا أحد يطالع المؤلفات الجديدة.
وانتقد سماحته في اثناء حديثه: ما يجري في الحوزة العلمية من التطورات الغير صحيحة وقارن بينها وبين القانون وولاية الفقيه فكما إننا لا نستطيع أنْ نغيّر في هذه القوانين كذلك الحوزة فإن لها قوانين لا يمكن انكارها، مضى الكثير من الوقت وإنتم تقولون تنقل الجامعة إلى الحوزة ولكن اليوم وللأسف الشديد الحوزة تغيرت إلى جامعة.
سأل الأُستاذ طارمي من سماحته حول الرسالة العلمية للعالم الإسلامي في البدء لم يُحب أنْ يُبدي رأيه إلاّ أنه سأل: لماذا بدأتم في الرسالة العلمية بحرف الباء أجاب الأُستاذ طارمي بجوابٍ غير مقنع وقال في جوابه بما أن دائرة المعارف الإسلاميّة الكبيرة بدأت بحرف الألف أخذنا على عاتقنا أنْ نبدأ بحرف الباء ونوكل حرف الألف إلى آخر الرسالة، وهذا الإشكال جعل سماحته يتطرق إلى إشكالات أُخرى وفي مواضيع مختلفة، ومن باب المزاح قال للأُستاذ الطامري أظن أنكم في إيران بدأتم بحرف الباء وذكر سماحته أمثلة كثيرة من ضمنها، الخطباء والوعّاظ في إيران بدلاً من أن تحدّث في محاضراته عن الاخلاق، مثلاً عدم الكذب، الإبتعاد عن الرشوة، عدم إتهام الآخرين بتزوير الانتخابات، يتحدّث الخطيب وللأسف عن القرب والفناء الإلهي و… المجتمع بحاجة إلى المسائل الأخلاقية التي مبتلى بها وفي نهاية الحديث ذكر سماحته أنا لا أريد أنْ اطعن بالأخوة العاملين، أنا أدعوا لهم بالخير، هدفي هو النقد البناء.
مائدة الغداء والشيخ القرشي
تأخرنا في وصولنا إلى سماحة العلاّمة الشيخ باقر شريف القرشي خرج هذا الرجل العجوز الكبير إلى بداية الزقاق لاستقبالنا وتعانق سماحته مع اعضاء الفريق وأشار سماحته إلى الفرحة التي غمرته بزيارتهم له وكانت المائدة المعدّة لنا مائدة كبيرة وفيها ما فيها حيث أنه قال قدم علينا ضيوفا اعزاء.
لقاء المرجع الشيخ الفياض (دام ظله)
خرجنا من سماحة الشيخ الكبير والعلاّمة باقر شريف القرشي وتوجهنا إلى سماحة آية الله الشيخ إسحاق الفياض.
الشيخ الفياض من تلامذه آية الله السيد الخوئي (قدّس سره) والمقرّر لأبحاثه ويعد من المراجع العظام ويحمل الجنسية الأفغانية إلاّ أنه على كبر سنه مازال يتمتع بالقوة الجسمية ويحمل ريع الشباب.
الشيخ الفياض من المعترضين على قانون «إرث الزوجة من الأرض» الّذي صوبه مجلس البرلمان الإيراني وأكد سماحته على أن الصحيح من هذه الفتوى ما هو مشهور ومعتبر.
ومن المباني الفقهية للشيخ الفياض وما يعتقده بأنه لا يجب أنْ يكون في قضية الأحوال الشخصية قانون وإنّما كل شخص يرجع إلى من يُقلِده.
إلاّ إننا لم نسمع من الشيخ الفياض جواباً مقنعاً عندما سألناه عن المحكمة عندما تريد أنْ تحكم في مثل هذه المسائل كيف يمكن لها ان تحكم؟ والقاضي على أي مبنى للمراجع يقضي؟
إيران لم تستغل الفرصة هذا ما قاله الشیخ الفياض حتّى تستطيع من جذب باكستان إليها حيث أن باكستان وبعد الثورة كانت مستعدة لأنّ تكون إسلاميّة كإيران.
كان ضياء الحق من الإخوة السنّة المؤمنين وعند وصوله للسلطة فتح الباب على مصراعيه للسعوديين والوهابيين الذين دخلوا إلى باكستان والسلطة تحت أيديهم دخلوا باكستان وقاموا بانشاء الجامعات والمدارس والمستشفيات والمنازل و…
أنفقوا الأموال لجذب العوائل المحتاجة.
أما إيران فإنّها تنفق للأحزاب، ولا فائدة منها.
ويعتقد سماحته أن ما يجب على إيران فعله هو ما فعله الوهابيون حتى تستطيع من خلال هذه المؤسّسات الخيرية جذب الناس إليها.
ويضيف سماحته أن التلفاز الإيراني يجب أنْ يكون ثقافياً وتربوياً لا سياسياً، ومن طريق الثقافة نستطيع أن نؤثر على الشعوب. اقترحت على الأُستاذ خرازي ان تنشأ إيران قناة ثقافية مستقلة كما الجزيرة فهي وهابية الأصل ولكنها تعلن إنّها مستقلة وغير مرتبطة (هذا ما قاله آیة الله الفیاض).
كل الآمال مبنية على إيران لأنّها الدولة الوحيدة التي أُسّست على نظام ولاية أميرالمؤمنين”عليه السلام”. لابدّ من توحيد صفوف الشيعة. آلاف الشهداء الأفغانين كانوا في الحرب العراقية الإيرانية ماذا صنعتم لهم؟ كم من الإحترام والتقدير قدّمنا لياسر عرفات والآن نقدم لحماس؛ وفي نفس الوقت نرى أن هؤلاء لقبوا صدام بـ (البطل الشهيد). واعلنوا الحداد عليه. وفي ختام لقاءه أكد سماحته على أن «اللعن يضر بالتشيّع ويجب تركه».
لقاء آية الله السيد محمد مهدي الخرسان (دام ظله)
وبعد صلاة العشائين ذهبنا إلى سماحة المحقّق الشهير آية الله السيد محمد مهدي الموسوي الخرسان، وعلى الرغم من كبر سنه وكثرة الأمراض إلاّ أنه مازال يتمتع بقواه الجسمانية.
وبعد الترحيب عبّر عما يختلج في صدره من آلام حيث قال: «وللأسف الشديد نحن المسلمون نقول ولا نفعل».
وأضاف سماحته أن الغربيين يأتون إلى بلادنا بعنوان خبراء في الشرق الأوسط ولكنهم جواسيس ويخططون لنا إلى ما بعد 50 عاماً، أما المسلمون ولأسف الشديد وبطاقاتهم الجبارة يذهبون إلى الدول الاوروبية لأخذ الشهادة ويبدلون القوانين الإسلاميّة بالقوانين الغربية، كما ويعتقد سماحته أن الشرق الأوسط مازال تحت يد الاستعمار.
وبيّن سماحته اعتراضه الشديد على ما يجري في بعض مواليد الأئمّة مثل التصفيف وغيره.
وأشار في كلامه دام ظله إلى بعض الشخصيات التي يجب أنْ لا تنسى وأن تعتبر من مفاخر الشيعة وأكد على أن يعطى كل شخص حقه لا أكثر وذكر الحاج نوري الّذي بسبب كتابته فصل الخطاب تركنا بقيه مؤلفاته، في الوقت نفسه إذا أشتبه أحدهم في مسألة ما فليس بدليل أن تترك بقية مؤلفاته التي باستطاعتنا أنْ نستفيد عنها فمثلاً كتابه اللؤلؤ والمرجان والّذي حظى بتأييد الشهيد المطهري، والكل معرض للخطأ إلاّ المعصوم.
وفي اليوم التالي ذهبنا إلى مؤسسة الشيخ كاشف الغطاء حتى نبحث في بعض الأسناد عن الشيخ كاشف الغطاء والآخوند الخراساني عليهم الرحمة.
وتحدّث لنا الشيخ عباس كاشف الغطاء عن أسناد المؤسّسة وكان في إستقبالنا ابن الشيخ عباس وهو روحاني وذكي.
زيارة مكتبة السيد الحكيم
عائلة المرحوم السيد محسن الحكيم من العوائل المعروفة في العراق حيث مواقفها ضد الشيوعية والّذي اعدم أكثر ابناءه واحفاءه على أيدي حزب البعث ونالو مرتبة الشهادة.
و کان آخر من استشهد آیة الله السيد محمد باقر الحكيم على أيدي البعثين وقوات الاحتلال والّذي كان يترأس المعارضة العراقيه ضد الطاغية صدام واعوانه ولسنين عدة في لجمهورية الإسلاميّة الإيرانية.
وبعد اقامتنا صلاة الجماعة بإمامة السيّد الخرسان في مسجد الشيخ الانصاري وقد ساعدت الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية في ترميم هذا المسجد والذي كان مقراً لدرس الإمام الخميني عليه الرحمة واهدى سماحة السيّد القائد الخامنئي السجاد لصحن المسجد اتجهنا إلی.
لقاء الدكتور السيد محمد بحرالعلوم(دام ظله)
حملتنا سيارتين إلى المؤسّسة العلمية معهد العَلَمَيْن (الطوسي و بحرالعلوم) وبعد السقوط للطاغية صدام ترأس الدكتور بحر العلوم مجلس الحكم الانتقالي وابنه عُیّن بمنصب وزير النفط العراقي وكان في زمن الطاغية مقيماً في لندن وأكد الدكتور بحر العلوم في خلال لقائه على نقاط كان أهمها.
1ـ التعاون بين حوزة النجف الأشرف وحوزة قم المقدّسة.
2ـ الوحدة الإسلاميّة وعلى الخصوص الشعب الإيراني والعراقي.
3ـ المرجعية ومن قديم الأيام كانت ولا زالت للشخص الجامع للشرائط ولا علاقة للقومية في هذا الباب سواء كان المرجع إيراني أو عراقي أو لبناني أو أفغاني أو… ولا يخفى عليكم أن أواخر هذا القرن كانو أكثر المراجع العظام من الأخوة الإيرانين.
4ـ لابدّ من التكاتف بين الشعب الإيراني والشعب العراقي، وإذا كانت إيران قوية هذا يعني أن العراق قوي والعكس.
وأكد الدكتور على الارتباط بين علماء قم وعلماء النجف ودعى علماء قم إلى التعاون معه في معهد العلمين والهدف من ذلك تعليم الطلبة الحوزيين الأُمور السياسية والإجتماعية.
وأشار الدكتور إلى أهميّة الوحدة الإسلاميّة مرة أُخرى وأضاف إذا لم نتحد ونوحّد الصفوف تذهب جهودنا أدراج الرياح. وعلينا الاقتداء بما صنعه الأشعريين الّذي كانوا في الكوفة ورحلوا إلى قم وأسّسوا حوزتها. وفي نهاية خطابه قال الدكتور بحر العلوم: أنا قلت للشيخ الرفسنجاني والأُستاذين ولايتي ولاريجاني على ضرورة التعاون بين الدولتين حتى يدوم العمل.
زيارة مؤسسة الشيخ كاشف الغطاء
أُسّست هذه المؤسسة في سنة 1413 هـ ق خلال حكم حزب البعث. عمل هذه المؤسّسة حفظ المخطوطات العلمية للعلماء الأعلام في النجف والكتب المهمة مخافة تلف أو سرقة هذه المخطوطات ووضعها على أقراص ليزرية. وذكر مدير المؤسسة الشيخ عباس كاشف الغطاء ما لاقى من التعب والمضايقات حتى استطاع وبشق الأنفس جمع هذه المخطوطات والمستندات.
لقاء آية الله السیّد محمد سعيد الحكيم
كان التأخير خارجاً عن إرادتنا وبعد الاطئمنان على صحته دام ظله شرع الأُستاذ مختاري بالكلام وسأل سماحته دام ظله عن برنامج الحوزة والكتب الدرسية فيها. فأجاب سماحته دام ظله، وأكد على بعض النقاط. 1ـ الدقة والتعمق في الكتب القديمة. 2ـ ضرورة أن تكون الكتب التعليمية مطابقة لمقتضيات العصر. 3ـ وضع خطه حتى يستطيع الطالب الاستفادة من الموروث العلمي لعلماءنا رضوان الله عليهم.
ويعتقد السيد الحكيم بأن كتب علماءنا رضوان عليهم من الناحية العلمية أفضل بكثير من الموجود حالياً.
أخذ الأُستاذ السبحاني متعة الكلام وسئل السيد الحكيم عن مستلزمات العصر وعن لزوم التخصّص الفقهي.
رفض السيد الحكيم ما قال الأُستاذ السبحاني فهو يعتقد بأن العلماء افتوا واعطوا الحكم الشرعي للمسائل المستحدّثة فما هي حاجة التخصص الفقهي.
أهدى لنا السيد الحكيم جزئين من مؤلفاته وخرج معنا إلى باب الدار مودّعا أيانا وكان فرحاً جداً بهذا القاء لقاءنا بمراجع النجف كان سهلاً للغاية وبدون أي عناء.
زيارة مدرسة ومكتبة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء(دام ظله)
التقى الفريق العلمي بسماحة الشيخ شريف بن الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وأظهر فرحته بأن إيران مهداً للتشيّع وحكومتها شيعية وذكرلنا عن علاقة أبيه& لإيران. وشكر سماحته الباري عزّوجل على انتصار هذه الثورة يقيادة الإمام الخميني.
وقيّم الجهود المبذولة وتشكر من جميع العاملين الذين يُحيون في إيران وقم المقدسة الموروث الشيعي، وذكر في حديثه الشهيد القاضي الطباطبائي الّذي أحيا وبجهوده مؤلفين للشيخ كاشف الغطاء.
جميع مؤلفات الشيخ كاشف الغطاء جُمعت في هذه الموسّسة كما هو الحال في مكتب التبليغ الإسلامي في قم والّذي يُحيي جميع مؤلفات الشيخ كاشف الغطاء، والتعاون مازال قائماً وللّه الحمد.
لقاء الشيخ محمد السند
زرنا سماحة الشيخ محمد السند في المسجد وكان سكن سماحته في الطابق الثاني للمسجد الّذي يُلقي دروسه فيه، سماحته بحريني الأصل، كان جامعياً ويُقيم في لندن، وبعد الثورة الإسلامية الإيرانية التحق بالحوزة العلمية في قم، أصبح في ما بعد أحد أساتيذ الحوزة العلمية ولسنوات عدة في قم المقدسة، له من المؤلفات الكثير.
سافر إلى النجف وذلك بعد طلب المرجعية العليا هناك فبدأ بتدريس الفقه والأصول والعقائد.قال الشيخ السند: إن من الضروريات أنْ ترتبط الحوزتين ببعض، وبما أن الحوزة العلمية في النجف لها الارتباط القوي بالعالم العربي وغير العربي، والأهمية الكبرى وأن العرب لهم حس العروبة والقرابة حوزة النجف أكثر من حوزة قم وذكر في ختام لقاءه مقترحين.
1ـ انشاء شُعب لمنشورات جامعة المدرسين للحوزة العلمية في قم ومكتب التبليغ الإسلامي وأمثالها في النجف الأشرف حتى يتسنیٰ للطلاب الاعزاء وبسهولة الحصول على المؤلفات الجديدة والقيّمة الصادرة من الحوزة العلمية في قم.
2ـ ذهاب وأياب الأُستاذة من الحوزتين. كان سماحته فرحاً لهذا اللقاء وحصل الفريق أيضاً على بعض المعلومات عن حوزة النجف وتعرفوا عليها أكثر.
مائدة العشاء مع الدكتور زاهد
الأُستاذ الدكتور عبدالأمير زاهد من أساتذة جامعة الكوفه فرع أُصول الفقه ويُعِد حالياً تقريرات السيد مهدي بحر العلوم في الفقه. ويظهر من كلامه إنّها أول تقريرات للدروس الفقهية في تاريخ الشيعة وذكر الدكتور أن من أهم المشاكل في العراق: 1ـ الفقرـ والبطالة، 2ـ النتائج الغير ممدوحة للوجود المليوني للأرامل والأيتام في العراق، 3ـ ما تقوم به الدول العربية على ضوء تشكيل الحكومة الشيعية من أُمورٍ تعوّق تقدّم العراق. وطلب في ختام حديثه من الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية وباخلاص مساعدة العراق.
واهدى الدكتور إلی الفريق مجموعة من المؤلفات وكالاتي:
1ـ أحكام النهر الدولي في الفقه الإسلامي. 2ـ قراءات في الفكر الإسلامي المعاصر. 3ـ مقدّمات منهجية في تفسير النص القرآني. كما واعد الفريق بأنه سيشترك في مؤتمر الشيخ الكليني والّذي يقام في شهر ري إيران عن قریب.
في كربلاء زيارة الإمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة
ذهبنا إلى مكتب الإمانة والتقينا بسماحة حجة الإسلام الشيخ مهدي الكربلائي ممثل آية الله العظمى السيد السيستاني وإمام جمعة الحرم الحسيني. إستقبلنا مدير العتبة وتحدّث لنا عن الانجازات في العتبة وعن المعاناة في السنين الأخيرة. وبعد صلاة العشائين والتي أُقيمت بإمامة الشيخ الكربلائي.
لقاء سماحة الشيخ الكربلائي
بعد الترحيب بالفريق واظهار السرور على هذه الزيارة، ذكر في حديثه موارد كان أهمها.
النشاط العلمي لحوزة كربلاء المقدسة والتي تتبّع حوزة النجف، وأما ما تعاني الحوزة منه هو فقدانها للأُستاذة المتميزين في مرحلة السطوح كما تأسف لوجود الشخصيات التي تدعي المرجعية والتي سببت الاختلاف بين الشيعة.
زيارة العتبة الكاظمية المقدسة
حيث انشاء صحن من سبعة الآف متر مربع من طابقين تحت الأرض وفوقها كما في صحن الإمام الرضا×. ذهبنا بعدها إلى الجامع الصفوي والذي أُنشأ في زمن الصفويين بسقفه الجميل واعمدته الطويلة، وكان من جملة موارد الأعمار في الكاظمية.
قبور علماءها وشخصياتها.
ونحمد الله حيث أن الأعمار يتم بسرعة ومن غير مشاكل في العمل، وجميع أُمور الترميم للعتبات المقدّسة بإشراف المهندس الشهرستاني.
زيارة أحد علماء الکاظمین المقدسة
زرنا احد علماء الکاظمین وبعد أنْ تشكّر سماحته من الفريق، رحب الصدر بأهداف هذه السفرة وأشار إلى ثلاث نقاط في النشاطات الثقافية والعلمية:
1ـ الأخلاق وهي منشأ للبركة ولكلّ الفضائل. 2ـ الإلتفات إلى الشرائط الزمانية والمكانية للطلاب في الدراسة. 3ـ الإلتفات إلى ما يحتاجه الطلاب للأجوبه على الشبهات في كل المجلات سواء الاعتقادية أو الفقهية أو الفكرية.
وأكمل سماحته حديثه عن نشاطات حوزة الكاظمية المقدّسة حیث قال: كانت الحوزة الكاظمية في السابق لها نشاطات كثيرة، وكان والدي المرحوم يدرّس السطوح وبعدها شرع بتدريس البحث الخارج فقهاً وأُصولاً ولكن في زمان الحكومة السابقة إنتهت حوزة الكاظمية وجميع الحوزات وفي الوقت الحاضر رجعت لها الحياة.
وأُكد في مجال التبليغ على ضرورة فهم المخاطبين وما تحتاجه الأُمّة الإسلاميّة، قال: لا يمكنّ التبليغ من دون علم وعلينا أن نُقرّب الفجوة بين الأُمّة والعلماء وذلك عن طريق علم الإجتماع والعلوم الأُخرى.
النتيجة
أود في نهاية هذه المقالة أن أذكر وأكتب بعض الملاحظات للسياسين وأصحاب القرار.
1ـ لا يمكننا غض النظر عن التعاون بين الحوزات العلمية الشيعية وعلى الخصوص حوزة النجف الأشرف وقم المقدّسة.
وهذا أهمّ أهداف هذه الزيارة، وكم وجدنا في هذه السفرة القصيرة المدى من الأرضية المناسبة للتعاون وعلى مختلف المستويات ويكون سبباً لتنمية الحوزة أكثر فأكثر، والحوزة العلمية النجفية وما كان لها من صدى في العالم وعلى الخصوص العالم العربي وللأسف وبعد فترة الإنحطاط التي مرّت بها الحوزة بسبب ظلم الحكومات رجعت إلى رشدها إن شاء الله تعالى.
وبإستطاعة الحوزة العلمية في قم أن يكون لها دور فعال في إحياء ومساعدة الحوزة العلمية في النجف لإحياءها مرةً أُخرى.
ولأجل هذا يتوجب على الحوزة النجفية التعاون والإستفادة من علماء قم وشخصياتها البارزة وأنْ لا تتأثر بالأفكار المسمومة والاشاعات.
أهداف الحوزات العلمية الشيعية هو إعلاء كلمة الحق والإسلام والمسلمين.
2ـ التعاون بين المراكز العلمية والتحقيقية بين الحوزتين.
حيث ان التعليم في العراق تأخر بسبب ظلم الحكومات أما في إيران وللّه الحمد وبعد الثورة الإسلاميّة أرتفع مستون التعليم والتحقيق فبوسع حوزة قم العلمية نقل تجاربها إلى حوزة النجف.
3ـ أبرز الاستاتذة في الجامعات العراقية یودون التعاون مع المراكز التحقيقية والعلمية فبوسع العراق وإيران من ناحية التقارب العقائدي والسياسي والثقافي، أن يشكلوا أكبر وأقوى علاقة مع بعضهم الآخر.
المصدر: موقع التبليغ والإرشاد