مؤتمر الفقه والقانون

المرجع مكارم الشيرازي: على الحوزات العلمية أن تجعل الدراسة الفقهية للجرائم الاجتماعية من ضمن أولوياتها + صور

المرجع الديني سماحة آية الله مكارم الشيرازي في رسالة إلى المؤتمر الدولي الثالث للفقه والقانون في قم: يجب علي الحوزات العلمية والمراكز الفقهية في العالم الإسلامي أن تنظر إلى تلك الجرائم الاجتماعية التي لم تكن معروفة سابقا وفي العالم الحديث ظهرت في الساحة كقسم مهم للمسائل المستحدثة و تجعل الدراسة الفقهية والعلمية لهذه الجرائم من ضمن أولوياتها العلمية والفقهية بسب حساسياتها وأخطارها.

خاص الاجتهاد: على مدى يومين وتحت عنوان “الفقه والقانون والواقع الاجتماعي” افتتح اليوم في قم المقدسة المؤتمر الدولي الثالث للفقه والقانون وذلك بمشاركة العلماء والخبراء في الشريعة والقانون من ايران و​الدول العربية​ والإسلامية وعدد من رجال القانون الأوروبيين.

وفي رسالة الى هذا المؤتمر الذي أقامه مركز الدراسات الإسلامية في ​مجلس الشورى​ الإسلامي في المركز الفقهي للأئمة الأطهار (عليهم السلام) في مدينة قم، قال المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي أن الجرائم الاجتماعية تتخطى حدود البلاد و الشعوب و تغزو جميع الجوامع بشكل منتظم و يجب أن يركز علماء الإسلام على مكافحة الجرائم الاجتماعية و يقبلوا على تقارب و تعاون جاد .
وفي ما يلي نص رسالة سماحته الى المؤتمر:

قبل كل شيء أهنيء الحضور و جميع مسؤولي هذا المؤتمر إجراء و إقامة هذا المؤتمر و أذكّركم عدة نقاط بهذا الشأن:

1. تكمن أهمية موضوع المؤتمر في هذا الأمر أنه يوفر من جانب فرصة لدراسة فقهية للقضايا و الفروع الاجتماعية العدة التي تندرج ضمن هذا الموضوع الرئيس و من جانب آخر يفتح فصلاً مهماً في الدراسات والبحوث أمام المفكرين و العلماء الإسلاميين لكي يتمكنوا من دراسة و معرفة دور الفقه الإسلامي والقوانين المنبثقة عنه إزاء الواقعيات في المجتمع و لاسيما شذوذاته و آفاته و سبل الوقاية منها .

2. حسب المنطق الإسلامي يؤدي وجود الجرائم الاجتماعية في المجتمع إلى ابتعاد الأشخاص عن الله و تصبح العلاقات بين الناس غير سليمة و تتلوث البيئة الأخلاقية و الحياة ؛ فلهذه الأسباب إن الشريعة الإسلامية اتخذت مواقف طبيبة و مشفقة و طبعاً صارمة تجاه مرتكبي هذه الجرائم حتى تقي عن هذه الجرائم من جانب و من جانب آخر تكافحها بشكل منطقي في حال حدوثها .

3.يجب على الحوزات العلمية والمراكز الفقهية في العالم الإسلامي أن تنظر إلى تلك الجرائم الاجتماعية التي لم تكن معروفة سابقاً، و في العالم الحديث ظهرت في الساحة كقسم مهم للمسائل المستحدثة و تجعل الدراسة الفقهية والعلمية لهذه الجرائم من ضمن أولوياتها العلمية والفقهية بسب حساسياتها و أخطارها.

4.أصبحت اليوم الظروف الاجتماعية و العالمية بشكل تتخطى الجرائم الاجتماعية حدود البلاد و الشعوب و تغزو جميع الجوامع بشكل منتظم . بشأن هذه الظاهرة – التي تُعد تهديدا جادّا على كافة الأجيال التابعة للمذاهب الإسلامية بل على الأمة الإسلامية برمتها – يجب أن يركز علماء الإسلام على مكافحة الجرائم الاجتماعية و يقبلوا على تقارب و تعاون جاد .

5. في عالمنا المعاصر اتخاذ مواقف فقهية تجاه بعض من الجرائم الاجتماعية يحتاج إلى إجراء دراسات دقيقة بالنسبة إليها لتجنب إي آثار سلبية، لأنها تتأثر من العوامل المختلفة و تترك آثارا مخربة بعد حدوثها. إذن إذا تم سنّ و تنظيم القوانين المتعلقة بالقضايا الاجتماعية و الثقافية وفقا للشريعة الإلهية و تتطبق حرفية، يُأمل أن تقع الآفات و الشذوذات الاجتماعية على طريقها نحو المحو والزوال .

أشكر مرة أخرى كافة حضراتكم المفكرين و أرجو أن تستفيد المجتمعات الإسلامية من جهودكم أيها الأعزاء و يكون هذا المؤتمر خطوة بارزة لتخفيف الآلام و الآفات الاجتماعية .

و السلام علیکم و رحمه الله
ناصر مکارم شیرازی

 

هذا ويهدف هذا المؤتمر الى فتح آفاق جديدة من خلال الحوار وتعزيز دعم الفقه للقانون من أجل الوصول إلي تعاملات صحيحة واختيار وظيفة بنّاءة ومؤثرة حيال الواقع الاجتماعي وقضاياه، وسوف يتضمن المؤتمر المحاور الرئيسة التالية:

المحور الأول: أبحاث وصفية وتحليلية للخوض في موضوع ‘الفقه والقانون والواقع الاجتماعي’

المحور الثاني: الحلول المنهجية لدعم الفقه وتعزيزه في سبيل مساندة القانون إزاء الواقع الاجتماعي

المحور الثالث: دراسة الواقع الاجتماعي الموجود أمام القانون دراسة فقهية- قانونية (من زاوية تقوية الفقه لمساندة القانون مساندة صحيحة وفاعلة)

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky