حقوق-الانسان-في-عاشورا

حقوق الإنسان في عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام)

ينبغي على المنصف أن يفرق بين الإسلام وتطبيقه السليم على يد المعصوم خليفة السماء في الأرض والانحراف الذي حصل بعد تولي بني أمية السلطة، وما رافق ذلك من عدوان على الحقوق والحريات تحت راية من يدعي زورا الإسلام، ولا يلومن أحد إلا نفسه بعد العاشر من المحرم سنة 61هـ لتقصيره في جنب الله وجنب آل الرسول الذين أرادوا للأمة ان تنهض من غفوتها وتثور على الحكم الاستبدادي المغتصب المتمثل بيزيد.  د. علاء إبراهيم محمود الحسيني

الاجتهاد: أعلن الإمام الحسين عليه السلام شعاره الخالد (لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً ولكن خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله خرجت لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) هكذا لخص أبو عبد الله الحسين عليه السلام أهداف الثورة التصحيحية التي قادها سنة 61هـ ضد الظلم والطغيان والتعدي على حقوق الله والعباد في أمة خاتم النبيين.

فقد دأب بنو أمية منذ توليهم زمام السلطة السياسية في الأمة الإسلامية على إنتهاك كل ما هو مقدس بموازين الشرع الإسلامي وإستهانوا بالقيم الإنسانية قبل الإسلامية، فها هو الحاكم الأموي يزيد بن معاوية يمسك زمام السلطة بعد أبيه ليذيق الأمة خلال ثلاث سنوات الويلات ويأمر بقتل جميع من يعارض حكمه وسلطانه وفي مقدمتهم الإمام الحسين وسبي عياله وتعمد الإساءة له ولأهل بيته.

والثابت إن منهج الإسلام ينطلق من جعل الإنسان أكرم الموجودات ويسخر له ما في الوجود وتصب معطيات الوجود في خير هذا الإنسان حيث يقول تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا الإسراء (70)، وقال عز من قال “ألَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20).

ومن الأمور التي تبنتها الشريعة السماوية وأعطتها أهمية قصوى هي حقوق الإنسان والتي تميزت بخصال أهمها: (أنها حقوق أزلية منّ بها الله عز وجل على عباده وتعد جزءً لا يتجزأ من سنن الله تعالى ونعمه المتتالية على الإنسان منذ أن خلقه الله وأحسن تصويره في أكمل تقويم)،

فالعقل يلحظ أن الفوارق تنهض بين حقوق يصوغها إنسان ويعلنها بصيغة وطنية أو عالمية وبين ان تصوغها عناية السماء، والمتدبر يجد الكثير من الدساتير تشير إلى الحقوق والحريات وعند تتبعها نجد ان الشعب في الغالب انتزعتها انتزاعاً بالقوة نتيجة صراع طويل مع الحكام، وفي الغالب هي تبقى حبراً على ورق إن لم تصادف من يترجمها إلى واقع من أولئك القابضين على السلطة،

كما ان الحقوق التي تضعها عدالة السماء تكون شاملة ومتكاملة فتكون الحقوق الإسلامية لكل البشر بغض النظر عن معتقداتهم ولقد ترجم ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما وضع وثيقة المدينة لتنظم العيش المشترك بين المسلم وغير المسلم، وكان الإمام علي (عليه السلام) خير مترجم لأسس عدالة السماء في عهده لمالك الاشتر النخعي عندما ولاه على مصر بقوله الخالد: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).

ولئن كانت الحقوق الواردة في الدساتير الوطنية أو في الإعلانات والمواثيق والعهود الدولية جاءت نتيجة ظروف الحرب وما عانته البشرية من ويلاتها أو نتيجة صراع الشعب مع الحاكم فإن الحقوق في الشريعة الإسلامية سابقة على وجود الإنسان حيث يولد الفرد المسلم ليجد تنظيماً محكماً لحقوقه يحفظ له كرامته وآدميته وحياته بما يناسب مقامه كونه سيد المخلوقات وكرمته يد السماء ورفعت شأنه، والإرادة الإلهية لا تنتظر تجارب الإنسان المسلم مع الحاكم لتصوغ ما هو ضروري لحياة بني البشر إذ ان إحاطة السماء بما كان وما يكون يغني ممثلها على الأرض الرسول الأكرم وأهل البيت الكرام عن انتظار الأخطاء ووضع المعالجات

والملاحظ أن الشريعة أقرت حقوق المسلم قبل أن تفرض عليه واجبات والتزامات فقد خاطب الله جل وعلا رسوله أول خطاب بكلمة (إقرأ) وهي بلا شك تتصل بحق التعليم لكل مسلم، كما ان العبادة الحقة لله عز وجل تحرر الإنسان من كل أشكال الوثنية والشرك وتسمو بالإنسان إلى أعلى المراتب وهو ما إنطلق منه سيد الشهداء عليه السلام عندما قال (والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد).

وينبغي على المنصف أن يفرق بين الإسلام وتطبيقه السليم على يد المعصوم خليفة السماء في الأرض والانحراف الذي حصل بعد تولي بني أمية السلطة، وما رافق ذلك من عدوان على الحقوق والحريات تحت راية من يدعي زورا الإسلام، ولا يلومن أحد إلا نفسه بعد العاشر من المحرم سنة 61هـ لتقصيره في جنب الله وجنب آل الرسول الذين أرادوا للأمة ان تنهض من غفوتها وتثور على الحكم الاستبدادي المغتصب المتمثل بيزيد ومن سار في فلكه إلى قيام الساعة، فقد حاول الإمام الحسين استنهاض الامة من سباتها إلا انه إصطدم بالغدر والمكر وانكار ابسط الحقوق الإسلامية بل انه واجه يوم العاشر من المحرم عدوا لا يمت للإنسانية بصلة.
وسنحاول ان نضع تأسيساً لبعض الحقوق التي أقرتها شريعة السماء فإنتهكتها ذئاب الأرض البشرية يوم عاشوراء :

1- حق الحياة :

ينظر الإسلام إلى حياة الإنسان بنظرة تقديس بحيث لا يجوز المساس بها إلا في أضيق الحدود قال تعالى: “مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ”المائدة(32) وفي يوم العاشر من المحرم قتل الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه بلا مبرر شرعي وقد أشار لهذا المعنى صلوات الله عليه في خطبته يوم العاشر بقوله: (يا قوم بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسألهم عليه السلام عن سبب قتله فقالوا طاعة للأمير عبيد الله بن زياد فقال عليه السلام : (تباً لكم ايتها الجماعة وترحا أحين إستصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفاً لنا في ايمانكم..).

2- حق التعامل بكرامة مع جثمان الميت :

فان من سنن السماء دفن الميت وإكرامه ولنا في قصة قابيل وقتله لهابيل عليه السلام الدليل القاطع على وجوب دفن جسد المسلم المتوفى “فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ” المائدة (31)، بينما عسكر بن سعد عمدوا إلى قتلاهم فدفنوها وتركوا جسد أبي عبد الله وأهل بيته وأنصاره في الفلوات بلا كفن ولا دفن.

3- الحق في الحرية : وللحرية مصاديق منها

أ‌- حرية الرأي والعقيدة ” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ” البقرة (256)، ” لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ” الكافرون (6).

ب‌- حرية التنقل ” هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ “الملك (15)

إلا أن الجيش الأموي صادر حق الحسين عليه السلام في حرية عقيدته الدينية والسياسية ومنعوه من التنقل، وغداة وصول الإمام الحسين لكربلاء اعترضه جيش الكوفة بقيادة الحر وقد أشرفوا على الهلاك فأمر الإمام بسقيهم الماء وترشيف الخيول وقد قابله أهل الكوفة في كربلاء بالضد ومنعوا الماء عنه وعن عياله ما يدلل على إصرار بنو أمية على ارتكاب أشد أنواع الجرائم بإستخدام الأساليب المحرمة إنسانياً وشرعياً فهم كما قال عليه السلام: (عبيد الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم وعصبة الإثم ونفثة الشيطان).

4- حق المساواة :

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) و(كلكم لآدم وآدم من تراب) وقال تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (13) وقد ضرب لنا أبو عبد الله مثالا يحتذى به في المساواة حيث قام بيده الشريفة بحمل الكثير من الأنصار وأهل بيته ولم يميز بين وهب بن حباب الكلابي وهو نصراني أسلم على يدي أبي عبد الله وبين أولاده أو أنصاره بل حتى جون وهو عبد أسود حضر عنده الإمام الحسين.

5- حق العدالة :

قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا “النساء (59)، وقال تعالى ” وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ “المائدة (49) ومن العدل والإنصاف أن الإنسان لا يقتل ولا تنتهك حرمته إلا بعد محاكمته أمام محكمة تتوافر فيها مقومات المحكمة الإسلامية الشرعية وهذا ما أشار إليه الإمام الحسين في خطبته (وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد اسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحل بكم نقمته فنعم الرب ربنا وبئس العبيد أنتم).

6- حق الفرد في محاكمة عادلة :

قال تعالى: “مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا الإسراء (15)، فلا عقوبة بدون أن يسبقها ارتكاب جريمة منصوص عليها مسبقاً كي يسأل الفرد عنها، وقال تعالى” وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ” يونس (36) والعقوبة في الدين الحنيف مقررة ومحددة ومنصوص عليها في جرائم الحدود والقصاص وهي التي تصل لحد قتل الإنسان ” تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ البقرة (229)، وان لا يؤخذ الصغير بجريرة الكبير ” وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ” فاطر (18)، وبنو أمية في عاشوراء سعوا إلى إبادة أهل البيت حيث نادى مناديهم لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية، حتى الرضيع عبد الله عليه السلام حمله الإمام الحسين ليطلب له الماء وذكرهم بالآية الكريمة بأن لا تزر وازرة وزر أخرى فإن كان هناك ذنب للكبار فما بال الصغار إلا أن القوم أبوا إلا كفراً وإصراراً على قتل ذرية النبي الأكرم فقتلوه.

7- حق الحماية من تعسف السلطة:

لكل فرد الحق في الحماية في الدولة الإسلامية بأن يأمن على نفسه أو ماله من بطش السلطة قال تعالى: “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا” الأحزاب (58)، وجيش يزيد وإبن زياد لم يتركوا وجهاً من أوجه الإيذاء إلا ومارسوه مع الحسين عليه السلام وعياله.

8- حق الفرد المسلم في حماية سمعته وعرضه:

قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ الحجرات (12)، وقوله “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ الحجرات (11)، وقد طبق بنو أمية الآيات تطبيقاً معكوساً حينما إبتدعوا بدعة سب الإمام علي عليه السلام وأهل بيته على المنابر، وها هو الدعي يزيد يقول للسيدة زينب لقد شفى الله قلبي بقتل عميدكم.

9- حق اللجوء:

فقد كفل الإسلام حق اللجوء ومنح الأمان للمشركين فقال تعالى “وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ” التوبة (6) وقال تعالى عن الكعبة المشرفة ” وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ” البقرة (125) والطاغي يزيد يكتب لعامله بمكة أن اقتل حسيناً ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة، ويوم عاشوراء ذكر الحر بن يزيد الرياحي القوم بكتبهم للحسين عليه السلام أن أقدم فقال (يا أهل الكوفة لامكم الهبل إذ دعوتموه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كل جانب فمنعتموه التوجه إلى بلاد الله العريضة حتى يأمن وأهل بيته وأصبح كالأسير بين أيديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً).

10- الحق بالملكية الخاصة:

قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا” النساء (29) وأموال مخيم الحسين عليه السلام يوم العاشر كانت هدفاً يتبارى عليه لجنود بنوا أمية حيث سلبوا حتى ملابس الحسين وقطع احدهم خنصر الحسين ليسلب خاتماً فيه. بأي دين يدين هؤلاء؟.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky