مصطفى أشرفي الشاهرودي التبليغ

نور العلم والتبليغ.. قصة من حياة طلابٍ مؤثرين

خاص الاجتهاد: نور العلم والتبليغ.. يروي آية الله الحاج الشيخ مصطفى أشرفي الشاهرودي دامت بركاته، قصة إيمان أهل قرية زمان آباد، وكيف تحولوا من قريةٍ مليئةٍ بالخلافات والمعاصي إلى نموذجٍ يُحتذى به في التقوى والتزامِ الأحكام الشرعية.

ويُرجع الفضل في ذلك إلى عالمٍ دينيٍّ مُخلصٍ هو الشيخ واعظي الذي هاجر إلى قريتهم للتبليغ وأقام بينهم، ونشرَ العلم والوعي. تُظهرُ هذه القصةُ مدى تأثيرِ عالمِ الدينِ المُخلصِ في إصلاحِ المجتمعِ ونشرِ الخيرِ فيه.

يقول الأستاذ آية الله أشرفي الشاهرودي:

بعد وفاة والدي الراحل [آیةالله الشیخ آقا بزرك أشرفي]، تُوکّلتُ أنا بأمور الدّین في مدينة شاهرود. قبل شهر محرّم، جاءني شيخ يُدعى السيد صفري لأُقدّمه للتبليغ في قرى شاهرود المجاورة. فكتبتُ لهُ رسالةً إلى السيد أحمدي الذي كان الشخصية الأولى في مدينة “بيارجمند”، فأرسلهُ السيد أحمدي إلى قرية “زمان آباد” في شاهرود.

ذهب السيد صفري، وبعد انتهاء العشر الأوّل من محرم، جاء في الثاني عشر من محرّم، بعد صلاة المغرب والعشاءِ، ومعه أربعون شخصًا من أهالي قرية زمان آباد إلى منزلنا، وقالوا: “نريد أن نكون ضيوفَك الليلةَ”. فقلتُ: “تَشَرّفوا، فالضّيف حبيب الله”.

في تلك الليلة، تحادثتُ مع هؤلاء القرويين، فوجدتُهمُ مُتقنينَ لأحكامِ الشريعةِ الإسلاميةِ من صلاةٍ وصيامٍ وخُمسٍ وزكاةٍ وغيرها، بل إنَّ إتقانَهم يفوقُ إتقانَ رجالِ الدّين! ثمّ إنَّ الجميعَ كانوا مُؤدِّين للواجباتِ الماليةِ.

تلك الليلة، تحادثتُ مع هؤلاء القرويين، فوجدتُهمُ مُتقنينَ للأحكام الشرعيّة من صلاةٍ وصيامٍ وخُمسٍ وزكاةٍ وغيرها، بل إنَّ إتقانهم يفوقُ إتقانَ رجال الدين! ثمّ إنَّ الجميعَ كانوا مُؤدِّين للوجوهات الشرعيّة.

استغربتُ كثيرًا وسألتُهم: “كيف أتقنتمُ الأحكام الشرعية هكذا؟” فقالوا: “كنا نحن أهل قرية زمان آباد سابقًا نكثرُ بيننا الاختلافات والشجارات، كما أننا لم نكن ملتزمين بالأمور الشرعية، وكانت المعاصي منتشرة بيننا. حتى جاء شيخٌ يُدعى السيد واعظي مع عائلته من مدينة کاشمر، وفي طريقه دخل قرية زمان آباد، وعندما رأى أحوالنا قرر الإقامة في قريتنا.

فقام بالعمل في القرية ليلًا ونهارًا، وببركة هذا الشيخ سادت المحبة بيننا الآن إلى حدٍّ أن أبواب منازلنا مفتوحة دائمًا، وإذا احتاج أحدُ أهل القرية إلى شيءٍ ما، يأتي ويأخذ ما يحتاجه دون علم صاحبه.

كما علّمنا هذا الشيخ خلال هذه السنوات إتقانَ الأحكام الشرعية والالتزام بها، وقد مضى على رحيل هذا الشيخ العظيم بعضُ الوقت.

أروي هذه القصة دائمًا للطلاب لأُظهر لهم مدى تأثير طالب العلم.

 

٢٤ ذي القعدة ١٤٤٥
اللقاء مع آية الله الشيخ مصطفى أشرفي الشاهرودي دامت بركاته.

المصدر: صفحة الأستاذ السيد حسين كشفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky