خاص الاجتهاد: من الزيارة المعرفية إلى لقاء المرجعية الدينية في النجف… الأستاذ مرتضى جوادي آملي يروي رحلة آية الله جوادي الآملي الروحية إلى العتبات المقدسة
أقيمت مراسم تكريم هذه الرحلة الروحية يوم الاثنين في قاعة مؤتمرات مؤسسة الإسراء الدولية للعلوم الوحيانية، بحضور نواب ومديري وموظفي المؤسسة. وقد قام حجة الإسلام والمسلمين الأستاذ مرتضى جوادي الآملي، الذي كان الراوي الرئيسي للرحلة، بتوضيح أبعادها الروحية والمعرفية.
عاد المرجع الديني، آية الله جوادي الآملي، إلى البلاد يوم الجمعة الماضية، بعد إتمامه رحلة روحية ومعرفية إلى العتبات المقدسة.
بدأ الأستاذ مرتضى جوادي الآملي كلمته بحديث للإمام الرضا (عليه السلام) يقول: إنَّ لِكُلِّ إمامٍ عَهدًا في عُنُقِ أوليائِهِ وشيعَتِهِ، و إنَّ مِن تَمامِ الوفاءِ بِالعَهدِ زِيارةَ قُبُورِهِم”. واستنادًا إلى هذا الحديث، أكد أن زيارة أهل البيت (عليهم السلام) ليست مجرد سُنّة، بل هي التزام إلهي ومعرفي يثري هوية الزائر ووجوده.
كما أشار إلى أن التبادل السنوي الذي يبلغ حوالي عشرة ملايين زائر بين إيران والعراق يمثل فرصة ذهبية لتعزيز الروابط الثقافية والدينية والاجتماعية بين البلدين. وشدد على ضرورة إثراء هذا التبادل الكبير من الناحية المعرفية، لأن الزيارة دون عمق لا تحقق الفائدة المرجوة.
وذكر الأستاذ مرتضى جوادي الآملي، أن من أبرز أحداث هذه الرحلة، تقديم موسوعة “أدب فناء المقربين” المكونة من 12 مجلدًا – وهو شرح للزيارة الجامعة الكبيرة وقد تُرجم أيضًا إلى العربية – إلى العتبة الطاهرة للإمام الهادي (عليه السلام) في سامراء. وقد تم هذا الإجراء بحضور الأستاذ نفسه، وبكل تقدير وإخلاص، مما اعتبره المرافقون إنجازًا استثنائيًا وغير متوقع.
كما تطرق الأستاذ جوادي الآملي إلى أحد أبرز محطات الرحلة، وهو اللقاء التاريخي مع سماحة آية الله السيستاني دام ظله في النجف الأشرف. ووصف هذا اللقاء بأنه يتعدى كونه مجرد اجتماع بين مرجعيتين دينيتين، بل هو التقاء لمدرستين فكريتين وعلميتين رائدتين: مدرسة تفسير تسنيم والمدرسة الألفية للنجف.
وأضاف: خلال هذا اللقاء، قدم آية الله جوادي الآملي المجلد الثمانين من تفسير تسنيم إلى آية الله السيستاني، الذي قبّله بدوره بكل احترام ووضعه على عينيه. لقد كان ذلك مشهدًا فريدًا يعكس الاحترام المتبادل والتكامل المعرفي بين الحوزات العلمية في إيران والعراق.
وفي إطار حديثه، أشار الأستاذ مرتضى جوادي الآملي إلى اللقاءات المهمة الأخرى التي تخللت هذه الرحلة، مصنفًا إياها إلى ثلاثة مستويات:
المستوى الأول: اللقاء بالمرجعية العليا، آية الله السيستاني؛ المستوى الثاني: اللقاءات مع مراجع وأساتذة حوزة النجف البارزين، الذين حضروا تعبيرًا عن احترامهم وتقديرهم لـمرجعية الأستاذ الفكرية والعقلية؛
والمستوى الثالث: اللقاءات مع شخصيات علمية واجتماعية وسياسية بارزة، كل منهم له مكانته المؤثرة في البنية الدينية والسياسية للعراق، وقد استفادوا بكل تواضع من إرشادات الأستاذ المستوحاة من نهج الإمام علي والقرآن الكريم.
وأكد الأستاذ مرتضى جوادي الآملي أن هذه الرحلة، التي نُفذت بـتوجه معرفي وإعلامي وهدفه توحيد الصفوف، كانت – بحسب شهادة المرافقين والمسؤولين – نموذجًا يحتذى به في التآزر العلمي والثقافي في سياق زيارة الأماكن المقدسة لأهل البيت (عليهم السلام).
واختتم تصريحاته بالقول: يجب أن تتجاوز الرحلات الزيارية كونها مجرد طقوس، لتصبح منصات للارتقاء الروحي والمعرفي. في هذه الرحلة، لم نكن مجرد زوار، بل كنا حاملين لرسالة عميقة من الأدب والحكمة والولاء.
لقاء تاريخي بين العلامة آية الله جوادي الآملي والمرجع الديني آية الله السيد السيستاني