الاجتهاد: إن الكعبة هي بيت الله وليست منسوبة لأي عائلة أو دولة أو عشيرة أو جماعة، والدفاع عنها وحفظ حرمتها واجب على كل مسلم ومسلمة، ويزداد الواجب في حق العلماء فهم ورثة الأنبياء، ومن المحزن والمفجع أن نرى العلماء في بلاد الحرمين صامتين عن هذا التعدي الصارخ على الحرمات، وهم من كانوا -وما يزالون حتى هذه اللحظة- لا يجيزون بناء نماذج للكعبة المشرفة حتى لتعليم الأطفال الحج والعمرة.
أصدر محمد غورماز، الرئيس السابق لرئاسة الشؤون الدينية التركية، بيانًا، حول”الإساءة” للرموز والشعائر الإسلامية في أرض الحرمين الشريفين، وذلك وسط الجدل المثار حول بعض فعاليات “موسم الرياض” بالمملكة العربية السعودية.
وجاء في بيان المسؤول الديني التركي:
“بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه..
﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ﴾
أما بعد..
فقد هالنا وأفزعنا وفجعنا ما حصل ويحصل في موسم الرياض لهذا العام من تعدٍ على حرمات الله وحدوده، واستخدام مجسم لأقدس مقدساتنا الكعبة الشريفة مسرحاً للممثلين وديكوراً تطوف حوله الراقصات والعارضات العاريات، في مشهد لو حصل في أي من بلاد العالم لقام العالم الإسلامي قومة رجل واحد ليمنع حصولها، فكيف بها تحصل في ديار الحرمين، وفي أرض عاش فيها النبي الكريم والصحابة الأبرار؟!”.
وأضاف “غورماز” أن الكعبة هي بيت الله وليست منسوبة لأي عائلة أو دولة أو عشيرة أو جماعة، والدفاع عنها وحفظ حرمتها واجب على كل مسلم ومسلمة، ويزداد الواجب في حق العلماء فهم ورثة الأنبياء، ومن المحزن والمفجع أن نرى العلماء في بلاد الحرمين صامتين عن هذا التعدي الصارخ على الحرمات، وهم من كانوا -وما يزالون حتى هذه اللحظة- لا يجيزون بناء نماذج للكعبة المشرفة حتى لتعليم الأطفال الحج والعمرة.
وقال إن اتخاذ مجسمات للكعبة المشرفة أداة للترفيه أو تسلية للعابثين المخربين المفسدين في الأرض لهو خطب لا يتصوره عقل ولا يستوعبه منطق، وهو أمر ثقيل حتى على عصاة المسلمين وفساقهم وفاجريهم، مشيرا إلى أن كل أهل القبلة يعظمون بيت الله، وكل أهل القبلة باختلاف تقواهم وعلمهم ومذاهبهم يرون بيت الله الحرام والكعبة الشريفة خطاً أحمر لا يقبلون المساس به بأي ثمن.
وعن المبررات التي تتناقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وصفها بأنها أعذار أقبح من الذنوب، وهي تقع تحت إحدى احتمالين، إما أن من يكتبها وينشرها لا يعرف مقام كعبة الله في قلوب المسلمين وتلك مصيبة عظيمة، وإما أنه يعرف مقامها ويقوم بما يقوم به قاصداً وتلك -والله- مصيبة أشد عظماً.
وأكد أن هذا البيان ليس بيان عداء أو تشهير ببلاد الحرمين وأهلها، بل هو بيان نصح من محبين للحرمين وأهل الحرمين وبلاد الحرمين، حباً يمنعهم من أن يروا المنكر في إخوتهم فيبقوا صامتين خوفاً أو طمعاً، لافتا إلى أن أرض الحرمين الشريفين تحمل مقاماً عظيماً لدى أهل الإسلام شرقاً وغرباً.
واختتم داعيا العقلاء في بلاد الحرمين الشريفين في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها المسلمون، والتي قدم فيها المسلمون أكثر من خمسين ألف شهيد من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ في سبيل دينهم ومقدساتهم،ألا يسمحوا بحصول مثل هذه الجريمة في بلاد شرفها الله تعالى بالوحي الكريم والنبي العظيم، مشيرا إلى أن سنة الله في من لا يحفظ حرمة بيته معلومة مأثورة.
وأنهى قائلا: “والمسلمون في كل بقاع الأرض لا يقبلون أن تهان حرماتهم وتنتهك مقدساتهم. والواجب على علماء بلاد الحرمين ومسؤوليها أن يقفوا في وجه هذا المنكر الفاحش فهم مسؤولون يوم القيامة أمام الله فرادى عما يقع تحت أنظارهم وفي بلادهم. “.