خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
خانه / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / حوارات ومذکّرات / 5 مذكرة / الاستعمار الجديد: أموال عربية وإعلام موجه يفكّك مبادئ المقاومة

الاستعمار الجديد: أموال عربية وإعلام موجه يفكّك مبادئ المقاومة

الاجتهاد: ‏في السابق كان الحديث عن: كيف نواجه الاستعمار، وكيف نقاوم المُحْتل، فالمقاومة في ارتكاز الوعي العربي الإسلامي كانت مُسلّمة لا نقاش فيها، كما أن وجهة العدو، ومن هو العدو كانت واضحة في الوعي العام لشعوب المنطقة./ الباحثة: إيمان شمس الدين.

‏لكن وبسبب حجم الضّخ الدِّعائي الإعلامي، الذي قاده الاستعمار من خلال عدة جبهات أهمّها الميديا بكافة أشكالها، وبأموال جُلّها عربية – إسلامية – الدّعم، استطاع الاستعمار بكافّة أشكاله القديمة والحديثة، أن يُفَكّك هذه المُسَلّمات، لأنها تتعارض مع مصالحه ونفوذه في المنطقة، ويضعها في دائرة الشّك والجدل في الفضاء التّداولي العام.

‏فأصبحت نقاشات النّخب السيّاسيّة التي كانت سابقًا تُقال خِلسةً في الغرف المُغلقة، خوفًا من نقمة الشعوب، أصبحت تُقال اليوم في العلن بعد تعطيل وعي الشعوب وتغيير مسلّماته، بل تفكيكها.

‏لذلك نجد نقاشنا اليوم حول مشروعيّة المقاومة – بعد أن كانت مُسَلّمة لا نقاش فيها- ومشروعيّة حمل السّلاح لمواجهة الاستعمار وأدواته القذرة، بعد أن كان ذلك سابقًا مفخرةً تتسابق عليه الرّجال، والجدل الكبير أيضا حول وجهة العدوّ، ومن هو العدوّ، بعد تمييع الأولويّات، وإذكاء نار العصبيّات بكل أشكالها الجاهليّة.

‏ولمواجهة هذا التّفكيك، يجب أن يبقى النقاش عن الاستعمار وأشكاله وآليات مواجهته في الفضاء العام، وتعزيز وجهة العداء باتجاه هذا الاستعمار باعتباره أولويّة لا لبس فيها ، والتّأكيد على مشروعيّة المقاومة باعتبارها حقًّا، وأصلًا مُسَلّمًا به لا نقاش فيه.

‏وأما النّقاش فهو في كيفيّة تسييل مفهوم المقاومة في الواقع الخارجي، أي كيف يكون شكل المقاومة في كل جغرافيا فيها استعمار، مباشر أو غير مباشر، وكيف نترجم ذلك مع محدوديّة الإمكانات، وحجم التّحديّات التي تواجه مشروع المقاومة: فكريًّا، ثقافيًّا، وعسكريًّا.

‏إن محاولات تفكيك المنطقة اليوم، لم يكن ليجرؤ عليها العدو الصهيوني بهذه الوقاحة، إلا بعد تفكيك الُمسَلّمات، وتغيير دلالات المصطلحات، إذ باتت المقاومة إرهابًا، و الإسلام إرهابًا، بسبب جماعات مارقة على الإنسانية استطاع أن يتلاعب بها. وبسبب سلوك هذه الجماعات تم ربط الاسلام بالارهاب عمدًا، بالتالي كل محمولات الإسلام من مفاهيم، ومصطلحات، ومسلّمات، باتت تحت مقصلة التّشكيك والرّفض.

‏فتمكّن لذلك الاستعمار وأدواته، خاصّة الإعلامية منها، أن يُوَجّه النّقاشات والأولويّات، والمسلّمات إلى الوِجهة التي يريدها، و التي تخدم مصالحه، لتعزز هيمنته، نفوذه، واستحواذه.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *