فقيه يتجاوز السياسة؛ المنظومة الفكرية للمحقق النائيني في مرآة العدد الجديد من مجلة “كتاب شيعة”

خاص الاجتهاد: وسط صخب التحليلات السياسية لـ “تنبيه الأمة” والقراءات التفصيلية لإرث حركة المشروطة، يأتي العدد الجديد من مجلة “كتاب شيعة” بنظرة استراتيجية ومتعددة الأوجه، ليعيد قراءة الميرزا محمد حسين النائيني ليس في ظل نص واحد، بل بصفته منظومة فكرية وسلوكية متكاملة.

هذا العدد الخاص، الذي هو ثمرة سنوات من البحث في الوثائق المخطوطة، الإجازات، الرسائل، وذكريات المحقق النائيني، يعد جرس إنذار للحوزات العلمية؛ فكيف لا يزال أحد أعمدة الفقه في العصر الحديث غير مُقدم على مستوى المعرفة الحضارية والبينية؟ إن نظرة الافتتاحية إلى القصور الكمي والنوعي في تقديم الشخصيات العلمية هي دعوة لتجاوز الروايات أحادية البعد والعودة إلى النظرة الكلية في رسم هندسة الفقيه المناسب للثورة والمستقبل.

وفقا للاجتهاد، في التاريخ المعاصر للفقاهة الشيعية، قلّما يسطع اسمٌ بجامعية وتأثير الميرزا محمد حسين النائيني؛ الفقيه الذي لم يقتصر دوره على مجالي الفقه والأصول، بل امتد ليشمل السياسة الإسلامية، والفكر الاجتماعي، وتربية الطلاب البارزين، والسلوك العرفاني، ليؤدي دورًا خالدًا وممتدًا عبر الأجيال.

على الرغم من ذلك، لا يزال التقصي في الإرث العلمي والشخصي لهذا المجتهد الذي أسهم في بناء الحضارة، يعاني من ثغرات كبيرة على صعيد الشمولية، وتوثيق المصادر، والتحليل البنيوي.

وفي مبادرة نوعية ومنهجية، خصصت فصول مجلة ‘كتاب شيعة’ في عدديها 23 و 24 نفسها لإعادة استكشاف مسيرة وحياة وفكر النائيني. وقد شرعت المجلة، مستندةً إلى المخطوطات النادرة، والإجازات، والمراسلات، والدراسات الحديثة، في مسعىً يستحق الإشادة لرسم ملامح هذا المفكر الفذ متعددة الأبعاد؛ شخصيةٌ وإن اشتهرت بكتاب ‘تنبيه الأمة’، إلا أن جوانب أخرى من عبقريته لم تتجلّ بعد في ضوء الدراسات العلمية.”

هذا التقرير هو استعراض لمحتويات هذا العدد الخاص الموثّق والتحليلي والاستراتيجي؛ وهو موجه لمن يبحث عن النائيني، ليس فقط في تاريخ الدستورية (المشروطة)، بل في عمق تيار الاجتهاد الحيوي، والفقه المجتمعي، والقيادة الدينية.

لقد خصصت ‘كتاب الشيعة’ في عددها الأخير أكثر من 30 مقالًا، ونقطة بحثية، ووثيقة تاريخية، وتقارير دراسات، لتسليط الضوء على مختلف جوانب فكر وآثار هذا الفقيه الشامخ في عصر المشروطة. وإلى جانب هذه المجموعة، أُصدر ملحقٌ ببليوغرافيا المحقق النائيني، والذي يُعنى بتقديم المصادر المكتوبة والوثائق المتعلقة بهذا المفكر الفذ.

يضمّ هذا الإصدار الخاص 30 مقالًا، تشمل دراسات متخصصة بالفارسية والعربية عن أعمال وشخصية النائيني. كما يعرض مجموعة من إجازاته الحديثية، ورسائله، ووثائقه التي لم تُنشر من قبل. ويتناول العدد كذلك نقدًا وتعريفًا بالمؤلفات المرتبطة بمدرسته العلمية، بالإضافة إلى نقاط من سيرته العملية والروحية لهذا المرجع الديني الجليل. ويهدف هذا الجهد إلى إعادة تعريف النائيني، متجاوزًا البعد السياسي، ليبرزه بصفته ‘منظومة فكرية وفقهية’ متكاملة.

المقالات العربية: 

۱- «أوجز الحواشی علی رجال النجاشی (القسم الرابع)، السیّد عبدالستّار الحسنی»

۲- «توثیقات یحیى بن أبیّ طیّ الحلبی (۵۷۵–۶۲۷هـ)، السیّد محمدرضا السیستانی».

۳- «المقتطفات من کتاب التعلیقات (القسم الثانی)، السیّد محمّد جواد الشبیری الزنجانی».

۴- «أصول ترجمه الرجال فی عناوینهم، محمدرضا جدیدی‌نژاد».

۵- «دار آیهالله المجدّد السیّد محمدحسن الحسینی الشیرازی (النجف الأشرف)، إعداد: مکتب السیّد السیستانی».

المقالات الفارسية:

۱- «محقّق نائینى (ره) در کلام حضرت‌آیت‌الله شبیری زنجانی، محمدجواد شعبانی مفرد».

۲- «مشخصات، حیات علمی و ویژگی‌های شخصیتی میرزای نائینى، علیرضا جوادزاده».

 ۳- «گزارشی روزشمار از بخشی از حیات سیاسی آیت‌الله نائینى، علی مختاری».

۴- «مسجد ملا محمدجعفر جدّ حاج شیخ مرتضی کاتوزیان یا مسجد آیت‌الله مجتهدی تهرانی، رضا استادی».

 ۵- «نماز باران آیت‌الله سید علی‌اکبر خویی، والد حضرت آیت‌الله خویی، حاج شیخ علیرضا دانش‌سخنور به کوشش رضا مختاری».

الإجازات: اجازات محقق نائینی(ره) به کوشش: مهدی باقری سیانی- مراجعه: جواد غروی نائینی

الرسائل، والتقاريظ والوثائق:

 1- «نامه‌ها، تلگرام‌ها، تقریظات و توشیحات محقق نائینی(ره)» و «نامه‌هایی به محقق نائینی (ره)» به کوشش: مهدی باقری سیانی | مراجعه: جواد غروی نائینی.

نقد وتقديم الكتاب: 

1- «نیم نگاهی به جلد سوم «قبسات من علم الرجال»، محمدباقر ملکیان».

۲- «اعتبارسنجی کتاب «منهاج الصلاح فی اختصار المصباح» علی انجم‌شعاع».

 ۳- «از کتاب «الأوصیاء» شلمغانی تا «إثبات الوصیه» مسعودی»، حسن انصاری».

 ۴- «غلوّ الشلمغانی وآثاره فی کتاب الأوصیاء، إبرهیم جواد».

 ۵- «بررسی رجالی اسناد تفسیر منسوب به امام عسکری(ع)، کاظم استادی».

خواطر وشذرات

رضا مختاری: ۱- جواب بسیار زیبای آخوند خراسانی به شایعه کمک دولت به حوزه نجف ۲-ویژگی‌های محقّق نائینی در بیان فرزندش حاج شیخ مهدی غروی ۳- کیفیت قرائت و اهمیت زیارت عاشورا در کلام نائینی ۴- محبت و عطوفت آیت‌الله شهید صدر به شاگردش سید عبدالغنی اردبیلی و اهدا ثواب حلقات به ایشان ۵- شرح حال آیت‌الله خویی شاگرد برجسته محقق نائینی به قلم مرحوم شیخ کاظم خوانساری ۶- حق‌گزاری و قدردانی علامه شعرانی ۷- نامه حضرت آیت‌الله سیستانی به آیت‌الله سید محمدحسین طهرانی ۸- الجواد قد یکبو.

كتاب ملحق: گزیدۀ مأخذشناسی آیت‌الله میرزا محمدحسین غروی نائینی، سید احمد باقرزاده ارجمندی

افتتاحية العدد، بقلم عبدالحسين طالعي

يجب أن نعترف بهذه الحقيقة المرة؛ أننا لم نخطُ خطوات أساسية في سبيل معرفة وإبراز النجوم الساطعة في سماء التشيّع. فالأعمال المنجزة في هذا المضمار لا تُذكر كمّاً، خاصةً إذا ما قارناها بحالات مشابهة على المستوى العالمي، حيث تُنتَج وتُنشر عشرات الكتب والأطروحات والأبحاث والقصص والإنتاجات الفنية حول شخصية أدبية أو ثقافية ما.

لكن النقطة الأهم والأكثر إيلامًا هي أن هذه الأعمال القليلة تفتقر أيضًا إلى المؤشرات النوعية اللازمة. فالأعمال البحثية لا ترضي الباحثين، كما أن الأعمال الترويجية لا تستقر في قلوب وعقول الجمهور، لأنها عادةً لا تأخذ في الحسبان طبيعة جمهورها واحتياجاته ولغته. ولذلك، فإن الأعمال البحثية لا ترضي الباحثين عادةً، كما أن الأعمال الترويجية لا تستقر في قلوب وعقول الجمهور.

إن خلاصة هاتين النقطتين الضعيفين، كمًا وكيفًا، تتبلور في هذا الواقع المحسوس: لو طلبنا من شبابنا هنا في استبيان ميداني أن يتحدثوا عن المحقق النائيني لمدة خمس دقائق فقط، فلن نحقق المطلوب. هذه الجملة المختصرة وحدها كافية لنتوقف عن المقارنات ونكف عن زيادة شعورنا بالخجل.

هذا الواقع المؤلم يأتي في ظل حقيقة أن شخصية فذة كالمحقق النائيني تشبه المنشور متعدد الأوجه، حيث كل جانب من هذه الجوانب يتسع للكثير من الدراسات البحثية والترويجية والفنية، مثل: ‘شخصيته الروحية والعبادية والأخلاقية’، و’شخصيته الفقهية والأصولية(الحوزوية)’، و’شخصيته السياسية’، و’شخصيته الاجتماعية والشعبية.

إن التعريف بشخصية ‘عابرة للتخصصات’ يستلزم أعمالاً متعددة التخصصات على مستويات متنوعة وتستهدف جماهير مختلفة. وهذا النوع من الإنتاج يتطلب مفكرين يقدمون أبحاثًا حديثة بمنظور متعدد التخصصات وبأسلوب مقارن وعملي.

يعلم كاتب هذه السطور تمامًا أن كل عبارة من هذه العبارات تدل على هدف بعيد المنال، وأن الوصول إلى هذه الأهداف يتطلب مسيرة صعبة للغاية. بعبارة أخرى، يحتاج الأمر إلى بناء كوادر فكرية كفؤة عبر عقود من التخطيط والإدارة الهادفة وبعيدة النظر. لكن مربط الفرس يكمن في أن نعي حاجتنا على الأقل، وأن نعترف بمواطن الخلل في أعمالنا.

تحدثنا عن الأبعاد المتعددة لفكر وعمل الميرزا النائيني. فبينما ندرك هذه الحقيقة، يجب علينا أن ننظر إلى الجهود المحدودة التي بذلناها في حق هذا الرجل العظيم. وبتفحص دقيق وموضوعي، نجد أن أغلب ما كُتب عنه تركز على رؤيته السياسية، وتحديدًا على كتابه ‘تنبيه الأمة’. ومع احترامنا لدور هذا الكتاب المحوري في تاريخ إيران وتطورات القرن الأخير، إلا أننا يجب أن نعترف بأن هذه النظرة الجزئية للنائيني قد حجبت شخصيته الحوزوية السامية، وقللت من تسليط الضوء على مكانته العلمية والفقهية.

ويركز هذا العدد الخاص على ثلاثة مواضيع رئيسية، يسعى كل منها إلى تحقيق هدف معين:

أ. توثيق الأعمال المرتبطة به (مرجع لأبحاث النائيني).

ب. وثائق ورسائل النائيني (تكشف عن جوانبه المتعددة).

ج. الإجازات التي منحها (توضح مكانته المرموقة في تاريخ حوزة النجف الأشرف العريقة المليء بالتحديات).

معظم هذه الموضوعات هي ثمار أبحاث عميقة وصعبة، مبنية على وثائق عتيقة لم يُنشر أغلبها. وهذه الإنجازات توفر ‘بيانات’ يمكن أن تتحول، عبر معالجة منهجية، إلى ‘محتوى علمي’ قيّم؛ بشرط أن نحمي قدسية العلم من شتى الآفات والأضرار، وأن نسير في هذا الطريق بصدق وإخلاص. هذا هو المصباح الذي كان زاد الأوائل، وبفضل العناية الإلهية والتوسل بالأئمة المعصومين (عليهم السلام)، حققوا منجزاتهم ثم رحلوا، تاركين هذه الأمانات الإلهية للأجيال التالية.

لهذا الطريق سالكون، وإن كانوا قلة ومثابرون، لكنهم رجالٌ صامدون يظهرون في كل حين، ولسان حالهم يقول: ‘النار التي لا تنطفئ هي دائمًا في قلوبنا.

بعد فترة طويلة من العمل الدؤوب والمستمر من قبل جميع القائمين عليه، يصل هذان العددان إلى مراحلهما النهائية، في وقت يعيش فيه المجتمع العلمي الشيعي فترة حداد على أحد أعمدته البارزة. فقد ارتحل العلامة المحقق الفقيد السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، بعد ما يقرب من ثمانية عقود قضاها في عمرٍ مبارك، تاركًا خلفه سيرة علمية حافلة بالإنجازات.

لنعد إلى الموضوع الأساسي للمقالة الافتتاحية. لا يكتمل تقديم المنظومة المعرفية للميرزا النائيني إلا بالنظر إلى حالاته المعنوية. نتحدث هنا عن رجل عظيم “فُطرت روحه وكُمّمت أفواهه”. كان محور سلوكه يدور حول: “الاهتمام بالشريعة” (العقائد الحقة، المناسك الدينية، والأحكام الفقهية)، مع الابتعاد عن الهوامش الشيطانية. شرح هذه المأساة — كيف وصلنا من تلك السلوكيات الإلهية إلى شبه سلوكيات مثيرة للشكوك — يتطلب، كما قال البيهقي، “ألمًا لا قلمًا”، لكي يُكتب بحزن ويضع أمامنا ما يمكن أن نعتبره عبرة.

إن الاستفادة العملية من العلماء العاملين أمثال المولى فتحعلي سلطان آبادي والسيد إسماعيل الصدر، لقلبٍ قابلٍ للخطاب الإلهي، تُثمر معارف خالية من الرياء والتصنع. هذه المعارف هي التي تجعل: زيارة عاشوراء على رأس توصياتهم في السلوك؛ أخلاقهم العملية تعزز حسن ظن المحيطين بهم بآل البيت الأطهار؛ الزعامة لا تُحدث تغييرًا في سلوكهم؛ لا يتخلون عن الاحتياط في مقام الفتوى؛ وبكاؤهم في المناجاة، حتى في حواشي مجالس الدرس، يصبح حديث المجالس.

بكلمة واحدة: السيرة العملية لهؤلاء العظماء تُعيد إلى الأذهان حكمةً ساميةً من أمير المؤمنين (عليه السلام): “مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَ لْيَکُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ؛ وَ مُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَ مُوَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالإِجْلالِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَ مُوَدِّبِهِمْ..” (نهج البلاغة، الحكمة ٧٣).

طوبى لهم وحسن مآب.

تتكرر في كثير من الإجازات الحديثية للميرزا النائيني توصية بقراءة نهج البلاغة مرارًا وتكرارًا، ولا سيما خطبة الإمام علي (ع) بعد “ألهاكم التكاثر”. هذا التكرار الكثيف للتوصية يشير إلى أن المتحدث نفسه كان عاملاً بهذه الحكمة الإلهية، وبهذا البيان، يقدم تقريرًا عن التحول الروحي الذي أحدثته هذه الخطبة الكريمة في نفسه. بالطبع، هو لا يفصح عن تفاصيل هذه التحولات. فبدلاً من أن يدعو النائيني المخاطب إلى ذاته، يوصله إلى نبع الحياة الطيبة. هذه الطريقة التربوية يمكن أن تكون درسًا للمدرسين والمربين.

من ناحية أخرى، يجب أن نتعمق في إعجاز لغة هذا الكلام العلوي. إنه كلام صدر قبل أربعة عشر قرنًا من لسان سيد الأوصياء (ص) الذي لا ينطق إلا بالحق، ورأينا قبل حوالي مائة عام التأكيد عليه في المدرسة التربوية لأحد تلاميذ تلك المدرسة الإلهية. لكن هذا الكلام، لا يزال حيًا اليوم ولم يصبغه القدم، بل يجب أن يكون اليوم في طليعة حياتنا الفردية، الاجتماعية، العلمية، العملية، والمعنوية.

ما هي رسالة هذه الحكمة من نهج البلاغة؟ باختصار: “الحذر من التكاثر”؛ تلك الآفة الأساسية في حياتنا خلال العقود القليلة الماضية. إذا نظرنا بصدق وواقعية إلى جهودنا الدينية، فسنجد عند تحليل نقاط ضعفها أن “التكاثر” (التنافس والتسابق في الكثرة) هو من بين أكثر الآفات شيوعًا.

وكم هو رائع ومناسب أن يؤكد الميرزا النائيني على هذه النقطة، ليعكس كلامٌ وحيانيٌّ، صدر قبل ثلاثة عشر قرنًا من لسان أمير الكلام (ع) الذي لا ينطق إلا بالحق، واقع اليوم، ليكون أمسنا ضوءًا هاديًا، ويضيء طريق الغد.

يود “الاجتهاد” التذكير بأن مجلة “كتاب الشيعة” السنوية، والتي تُصدرها مؤسسة كتاب شناسي شيعه (مؤسسة كتاب الشيعة)، تحت إدارة الأستاذ حجة الإسلام والمسلمين رضا مختاري ورئاسة تحرير عبدالحسين طالعي، قد خصصت العددين 23 و 24 منها لـ “المحقق النائيني”. هذا الإصدار، الذي يقع في 640 صفحة، متاح للباحثين بسعر 400 ألف تومان. 

للمهتمين بالحصول على هذا العمل، يمكنهم زيارة العنوان في قم: شارع توحيد، توحيد 7، رقم 22، أو للطلب الاتصال على الأرقام: 025-38802232 | 09128512891.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

Clicky