الاجتهاد: يعيش العالم العربي و الإسلامي اليوم وضعا معقدا ومربكا في كل تفاصيله , وقد أصبحت الجغرافيا التي تدين بالإسلام من طنجة وإلى جاكرتا ووصولا إلى روافد العالم الإسلامي في معظم القارات عرضة للإحتلال المباشر وغير المباشر عسكريّا وسياسيّا و إقتصاديّا وثقافيّا وأمنيّا ,
وقد كان الإعتقاد السائد أنّ العالم الإسلامي قد ودعّ وإلى الأبد الحركة الإستعمارية التوسعية الغربية والتي أرخت بظلالها على عالمنا الإسلامي في القرن الماضي , والتي كانت سببا رئيسا في تراجع المشروع النهضوي والتنموي العربي و الإسلامي , كما كانت السبب في إنتاج نخب أتاحت للفكر الكولونيالي في كل أبعاده السياسية والثقافية والإقتصادية أن يستمر محركا لتفاصيل الدولة الحديثة المستقلة إسما وشكلا .
ومما لا شكّ فيه فإنّ العالم الإسلامي قد تأثرّ إلى أبعد الحدود بالحركات الإستعمارية والإحتلالية التي جاءت من الغرب بحجّة نشر الحضارة والمدنية في واقع كله تخلّف حسب إدعاءات منظريّ الإستعمار الذين كانوا ملحقين بوزارات الخارجية في العواصم الغربيّة .
وقد لعبت المقاومة في كل الدول العربية و الإسلامية أكبر الأدوار في طرد المستعمر الأجنبي و التمكين للإستقلال , وصيانة الأوطان ووحدتها , و كان يفترض أن تبني الأجيال على الإرث المقاوم حتى تتخصن ضد إفرازات الأمركز الزاحفة و التغريب الغازي لكل تفاصيل حياتنا ….
و مع إستمرار الغطرسة الصهيونية في الأرض المحتلة فلسطين , و سعي المستعمرين القدامى و الحدد لتدمير أوطاننا و تمزيقها تصبح المقاومة هي الملاذ لدكدكة مشاريع التقسيم و التفتيت و التدمير و التحطيم و التهويد ….
فما هي الخطوط العريضة لفقه المقاومة , و لماذا باتت اليوم حاجة ملحة في واقعنا العربي و الإسلامي ؟؟ وما هي ماهية المقاومة ؟ و ما الفرق بين المقاومة و الإرهاب الأعمى الذي يعصف ببلادنا ….؟ و أيهم أولى مقاومة الإحتلال الصهيوني أولا أم تدمير الدول و المجتمعات العربية و الإسلامية ؟ و لماذا أستخدم البعض وصف المقاومة للتدليل على حركات تستهدف الأمن القومي العربي و الإسلامي , و هل يندرج هذا في سياق تلويث مصطلح المقاومة الجميل الذي دحر الإستعمار الغربي و الصهيوني عن بلادنا ؟
بقلم: الدكتور يحيى أبو زكريا