فقه علامات الظهور

صدر حديثا كتاب: فقه علامات الظهور ، لآية الله الشيخ محمد السَّنَد + تحميل الكتاب

تُطرَح في الآونة الأخيرة تساؤلات حول موقعية شخصيات الظهور، حيث ينتحل أدعياء – بين الفينة والأُخرىٰ-أسمائهم، فهل لتلك الشخصيات – وهي نجوم سنة الظهور – صفة رسمية من قِبَل الإمام المنتظر علیه السلام كأن يكونوا نوّاباً خاصّين له وسفراء للناحية،أو غير ذلك من السمات التي لها طابع الحجّية والتمثيل القانوني، مع أنَّه قد قامت الضرورة في روايات أهل البيت “علیهم السلام” علىٰ نفي النيابة الخاصَّة والسفارة في الغيبة الكبرىٰ للإمام المهدي علیه السلام وكذلك في تسالم وإجماع علماء الإماميَّة. 

الاجتهاد: من مقدمة المؤلف: المطالع للنصوص الواردة عن أهل البيت علیهم السلام يجد أنَّ للإمام المهدي مكانة خاصَّة لعظم مقامه، حتىٰ قال عنه الرسول الأعظم صلی الله علیع وآله وسلم ” واختار منّي ومن عليّ الحسن والحسين، ويكمله اثني عشر إماماً من ولد الحسين تاسعهم باطنهم، وهو ظاهرهم، وهو أفضلهم، وهو قائمهم” ( الغيبة للنعماني: ٧٣ / باب ٤/ ح ٧ ) فهو أشدُّ ظهوراً من بقية التسعة، وهو أمر بحد ذاته يحتاج إلىٰ بحث مستقلٍّ.

وخاطبه الإمام الصادق “علیه السلام” ب ” سيِّدي” في خبر ينقله سَدِيرٌ الصَّيْرَفِيِّ قَال: دَخَلْتُ أَنَا والمفضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو بَصِيرٍ وَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَلَىٰ مَوْلَانَا أَبِي عَبْدِ الله جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد “علیه السلام” فَرأيْنَاهُ جَالِساً عَلَىٰ التُّرَابِ وَ عَلَيْهِ مِسْحٌ خَيْبَرِيٌّ مُطَوَّقٌ بِلَا جَيْب، مُقَصَّرُ الْكُمَّين، وهُوَ يَبْكِي بُكَاءَ الْوَالِهِ الثَّكْلَىٰ ذَاتَ الْكَبِدِ الحَرَّىٰ قَدْ نَالَ الحُزْنُ مِنْ وَجْنَتَيْهِ ، وشَاعَ التَّغَيُّرُ فِي عَارِضَيْهِ ، وأَبْلى الدُّمُوعُ مَحْجِرَيْهِ ، وَ هُوَ يَقُول ” سَيِّدِي غَيْبَتُكَ نَفَتْ رُقَادِي، وضَيَّقَتْ عَلَيَّ مِهَادِي، وَ أَسَرَتْ مِنِّي رَاحَةَ فُؤَادِي، سَيِّدِي غَيْبَتُكَ أَوْصَلَتْ مُصَابِي بِفَجَائِعِ الْأَبَدِ ، وفَقْدُ الْوَاحِدِ بَعْد الْوَاحِدِ يُفْنِي الجَمْعَ وَ الْعَدَدَ، فَمَا أُحِسُّ بِدَمْعَةٍ تَرْقَىٰ مِنْ عَيْنِي وأَنِينٍ يَفْتُرُ مِنْ صَدْرِي عَنْ دَوَارِجِ الرَّزَايَا وَسَوَالِفِ الْبَلَايَا، إِلَّا مُثِّلَ لِعَيْنِي عَنْ عَوَائِرِ أَعْظَمِهَا وَ أَفْظَعِهَا وَ تَرَاقِي أَشَدِّهَا وَ أَنْكَرِهَا، ونَوَائِبَ مَخْلُوطَةٍ بِغَضَبِكَ ، ونَوَازِلَ مَعْجُونَةٍ بِسَخَطِكَ” ولمَّا سُئلَ عن سبب ذلك زَفَرَ الصَّادِقُ “علیه السلام” زَفْرَةً انْتَفَخَ مِنْهَا جَوْفُهُ وَ اشْتَدَّ مِنْهَا خَوْفه، وَقَال ” وَيْكُمْ إِنِّي نَظَرْتُ فِي كِتَابِ الجْفْر صَبِيحَةَ هَذَا الْيَوْم، وتَأَمَّلْتُ فِيهِ مَوْلِدَ قَائِمِنَا وَغِيبَتَهُ وإِبْطَاءَهُ وَ طُولَ عُمُرِهِ وبَلْوَىٰ المُؤْمِنِينَ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَ تَوَلُّدَ الشُّكُوكِ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ طُولِ غَيْبَتِهِ ، وَ ارْتِدَادَ أَكْثَرِهِمْ عَنْ دِينِهِمْ ، تَقَدَّسَ ذِكْرُهُ الله خَلْعَهُمْ رِبْقَةَ الْإسِلَامِ مِنْ أَعْنَاقِهِمُ الَّتِي قَالَ الله تَقَدَّسَ ذِكْرُهُ ( وکل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ” الإسراء” 13 – ) يَعْنِي الْوَلَايَةَ ، فَأَخَذَتْنِي الرِّقَّةُ ، واسْتَوْلَت عَلَيَّ الْأَحْزَانُ” وعبَّر عنه الإمام العسكري “علیه السلام” ب “سيِّد أهل بيته” في قوله » يا سيِّد أهل بيته، اسقني الماء، فإنّي ذاهب إلىٰ ربیّ “( إكمال الدين: ٣٥٢ / باب ٣٣ / ح ٥٠ ، مُحَمَّدُ بْنُ عَِليِّ بْنِ حَاتِ م، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِ يسَىٰ الْوَشَّاءِ ) الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَىٰ بْنِ سَهْ ل، عَنْ عَِليِّ بْنِ الحَْارِ ث، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَنْصُورِ الجَْوَاشِنِيِّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَِليٍّ الْبُدَيِْ لي، عَنْ أَبِيه، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَ فِيِّ .)

خلاصة البحث:

١ – لكلِّ إمام أدوار عدة في حياته، ولكل دور منها لون منهجي معيَّن يقع ضمن المنظومة المنهجية المتكاملة له.
٢ – الأئمَّة عليهم السلام بينهم وحدة منهج ووحدة هدف، فمنهج الرسول هو منهج أمير المؤمنين ومنهج الأئمة جميعاً عليهم السلام
٣ – كون الإمام غائب لا يعني أنَّه لا منهج له في غيبته، بل له منهج عمل متكامل مستقى من منهج وسيرة الرسول والأئمَّة الأطهار.
٤ – طبيعة الزمان والمكان والواقع الاجتماعي له أثر في بروز لون منهجي معيَّن لدىٰ أحد الأئمَّة أكثر منه لدىٰ إمام آخر، وذلك لا يعني أنَّ المنهج مختلف وإ نما الأدوات متباينة لتطبيق ذلك المنهج.

٥ -دراسة التلازم المنهجي بين الأئمَّة عليهم السلام ضرورة في المعرفة التامَّة غير المنقوصة للمعصوم، فهي تسهم في دراسة المعصوم من جميع جوانب إدارته لشؤون الأُمَّة من دون الاعتماد علىٰ جانب واحد فقط.

هذا الكتاب هو عبارة عن مجموعة مؤلَّفات وبحوث متفرِّقة نُشِر بعضها بشكل مستقلّ وتحت عنوان مستقلّ، ونُشِرَ البعض الآخر في طيّات بعض كتبنا المطبوعة. ولمَّا كانت البحوث متقاربة في محاورها ارتأينا من الأفضل جمعها وتبويبها في كتاب واحد تحت عنوان( فقه علامات الظهور).

تُطرَح في الآونة الأخيرة تساؤلات حول موقعية شخصيات الظهور، حيث ينتحل أدعياء -بين الفينة والأُخرىٰ-أسمائهم، فهل لتلك الشخصيات – وهي نجوم سنة الظهور – صفة رسمية من قِبَل الإمام المنتظر علیه السلام كأن يكونوا نوّاباً خاصّين له وسفراء للناحية، أو غير ذلك من السمات التي لها طابع الحجّية والتمثيل القانوني، مع أنَّه قد قامت الضرورة في روايات أهل البيت علیهم السلام علىٰ نفي النيابة الخاصَّة والسفارة في الغيبة الكبرىٰ للإمام المهدي “علیه السلام” وكذلك في تسالم وإجماع علماء الإماميَّة.
وهذه النجوم لمسرح سنة الظهور ممَّا قد جاءت أسماؤهم في روايات علامات الظهور، مثل: اليماني، والخراساني (الحسني)، وشعيب بن صالح، والنفس الزكية، وغيرهم، وذكرت لهم ملاحم ممهِّدة في نفس سنة الظهور، فهل يستفاد منها أيّ صفة معتبرة نافذة، أم أنَّ النعوت الواردة فيهم لا يستفاد منها أكثر من مديح عامّ من دون أن يصل إلىٰ درجة الحجّية الرسمية؟

وقد بسط علماء الإماميَّة الحديث عن الانقطاع مطوَّلاً في الكتب المؤلَّفة في غيبته من الجيل المعاصر للأئمَّة السابقين مروراً بالذين عاصروا غيبته الصغرىٰ ، والتقوا بالنوّاب الأربعة، كالكليني وعلي بن بابويه وسعد بن عبد الله الأشعري والنوبختي وغيرهم إلىٰ الجيل الأوّل من الغيبة الكبرىٰ ، كالصدوق وابن قولويه والنعماني ومحمّد بن الحسن الخزّاز وغيرهم، ثمّ المفيد والمرتضىٰ والطوسي والكراجكي، وتتابع طبقات العلماء في كتبهم الكلامية والحديثية الروائية، وقد أودعوا في ذلك من طوائف الروايات المرويَّة عن رسول الله صلی الله علیه وآله وعن أمير المؤمنين علیه السلام إلى بقيَّة الأئمّة المعصومين علیهم السلام

السند

 

غلاف الكتاب:

کتاب : فقه علامات الظهور
تأليف : المرجع الديني الشيخ محمد السَّنَد
الطبعة : الأولى 1438 هـ
مؤسسة الرافد للمطبوعات
عدد الصفحات : 375

 

لتحميل الكتاب أظغط على الملف

         فقه علامات الظهور ( الحجم 3.70 MB)

فقه علامات الظهور

 

المصدر: شبكة الفكر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky