الاجتهاد: يقدم هذا البحث موضوع الشعائر الحسينية المباركة، وعن نهضة الحسين بين الماضي والحاضر من محور تاريخي، يطرح فيه الأهداف والغايات السامية من تلك الشعائر.
والمتمثلة بمجالس ومواكب ومراثي ومسيرات حزن وغيرها متخذين من زيارة الحسين مثالاً، فهي مدارس يتعلم المسلم فيها نصرة الدين والإحساس بالمسؤولية الشرعية للحفاظ على رسالة السماء، ويتلقن فيها صور الجهاد، ويتعرف على أشكال التضحية لنصرة القيم الفاضلة والمبادئ السامية للدين الحنيف، ويعيش بكل تصميم وإرادة لترك الدنيا، والتغلب على ملاذها وشهواتها المؤقتة، وما الشعائر الحسينية إلا مدارس يعي فيها المسلم كيف يقدم كل ما يملك في سبيل عقيدته، ويتعلم فيها أسس التضحية والفداء، وسبل تضميد الإسلام الجريح، ويبذل أغلى ما يملك للدفاع عن حريم المبدأ الحنيف.
مقدمة
من خلال بحثنا هذا تطرقنا إلى مصداقية الشعائر الحسينية بالإسناد إلى الأدلة القرآنية والسنة النبوية والعلوية، مما يزيل الريب والشك في كون تلك الشعائر والمظاهر الحسينية من أركان الشريعة المقدسة، وعلى سبيل المثال في الحث على البكاء على الحسين وليس السواد وأنهما سنة قرآنية، وفي فضل زيارة الأربعين وربطها بسمات المؤمن، ويهدف هذا البحث إلى إعطاء القوة الكافية للدفاع عن تلك المبادئ الحقة ولرد الشبهات والانتقادات التي تثار حول الشعائر الحسينية بين الماضي والحاضر، فضلاً عن ما قدمناه من رؤيا تاريخية للشعائر الحسينية بشكل عام ولزيارة الأربعين بشكل خاص، ولم نغفل عن دور العقيلة زينب بنت علي ابن ابي طالب ، في تكملة النهضة الشاملة التي بدأتها مع أخيها الحسين عندما اتخذت من مجالس عزاء الحسين ثورة وانتفاضة، أدت من خلالها دوراً دافعت فيه عن ثورة أخيها الحسين الذي قدمته قرباناً لله تعالى حينها قالت :
ربنا تقبل منا هذا القربان « وإن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى»، وان مسيرها مسيبة هي ومن معها من بنات النبي والرسالة الإسلامية من العراق الى الشام كانت نبراساً للأحرار على مر السنين، وما سيرهم مشياً على الأقدام الى ضريح الإمام الحسين إلا رفضاً لتلك الصورة المؤلمة التي تمثل انحراف القيم الاسلامية على يد بني أمية والعمل على عدم تكرارها وتصحيح مسيرة الإسلام والمسلمين.
قسم البحث إلى محورين أساسيين الأول كان تحت عنوان «الشعائر الحسينية في الفكر الإسلامي » ومنه طرحنا
أولاً- النهضة الحسينية ومدلولها العقائدي في القرآن والسنة، وثانياً- مدلوليات الشعائر الحسينية في الفكر الإسلامي ، وفي المحور الثاني الذي حمل عنوان « الشعائر والطقوس الحسينية وعلاقتها بأهداف النهضة الحسينية (زيارة الأربعين أنموذجاً) » أولاً – بدايات وجذور الشعائر الحسينية (زيارة الأربعين ).
ثانياً – الدور النسوي وأهميته في الشعائر الحسينية وانعكاساته على الوعي الاجتماعي والسياسي .
وقد دعم بحثنا بمصادر ومراجع معتمدة، وتم الاستئناس بآراء بعض العلماء الأجلاء والذين كان لهم دور في دحض الآراء التي كان هدفها وغاياتها الخط من قيمة ومنزلة تلك الشعائر الحسينية ، وبأسلوب علمي معتمد على القرآن والسنة المحمدية والعلوية، وبهذا قد حاولنا رفع بعض الشبهات، وقدمنا ما يمكن ان يوضح أهمية الشعائر الحسينية وبالأخص زيارة الأربعين التي تطرقنا لها بشيء من التفصيل ، فطرنا بداياتها وجذورها، وأهميتها وانعكاساتها على نجاح النهضة الحسينية.
أ. م. د. عبير خليل إبراهيم المسعودي
تحميل المقالة