خاص الاجتهاد: في كلمة توجيهية مهمة للطلاب، قدّم آية الله السيد رياض الطباطبائي الحكيم مجموعة من النصائح الأساسية بمناسبة بدء الموسم العلمي والدراسي الجديد. ركزت كلمته على أهمية الدمج بين الجانب الروحي والأخلاقي والجانب العملي في مسيرة طالب العلم، مؤكداً أن النجاح الحقيقي ينبع من هذه المكونات المتكاملة.
وشدد السيد الحكيم في بداية كلمته على ضرورة شكر الله تعالى على نعمة السلامة وإدراك هذا الموسم الدراسي. ودعا إلى عدم الاعتماد على الجهد الشخصي والمواهب الفردية فقط، بل يجب التوكل على الله في جميع الأمور، لأن التوفيق الحقيقي هو من عند الله.
كما دعا السيد الحكيم إلى تقدير واحترام جهود العلماء السابقين الذين أسسوا وبنوا العلوم التي يتم دراستها اليوم. وحذر من الغرور العلمي الذي قد يصيب البعض، حيث يتجاهل قيمة الإرث العلمي ويظن أنه قد حقق إنجازاً عظيماً بمفرده. وذكر أن التطور العلمي هو عملية تراكمية، وأن كل فضل لاحق هو مشاركة في جهود من سبق. كما انتقد أولئك الذين يقفزون على المراحل العلمية دون تخصص، مما يؤدي إلى “شطحات وهفوات” بسبب جهلهم بقيمة هذه الجهود.
أهمية التخطيط والجدية:
وأكد السيد الحكيم على أن التخطيط هو أساس استثمار الوقت والفرص في الموسم العلمي. وحث الطلاب على رسم خطط شخصية تحدد الأهداف وكيفية تجاوز النواقص، وتحويل المعرفة من مجرد معلومات نظرية (كم) إلى فهم عميق (كيف). وذكر المقولة المعروفة: “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”، مشيراً إلى أن التخطيط، حتى لو لم يكتمل تنفيذه، سيحقق فائدة أكبر من عدم التخطيط على الإطلاق. كما شدد على الجدية في المطالعة والمتابعة العلمية، مؤكداً أن العلم لا يُنال بالرسميات فقط، بل بالتعمق والاجتهاد المستمر.
نص كلمة سماحته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله المصطفى الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين
قبل بداية هذا الموسم لا بأس أن نستذكر عدة نقاط
النقطة الأولى أن نشكر الله سبحانه وتعالى على منّه بسلامتنا لحضور هذا الموسم والمشاركة فيه ونسأله سبحانه وتعالى أن يتمه بالسلامة والتوفيق
النقطة الثانية أن لا ننسى التوكل على الله سبحانه وتعالى في كل أمورنا ومنها ما يرتبط بالدرس والبحوث العلمية ولا يختصر الإنسان على جهده ونفسه ومواهبه.
النقطة الثالثة أن نستذكر ونكبر ونقدر جهود العلماء السابقين الذين كان لهم الفضل في تثبيت أسس هذه العلوم التي ندرسها.
الإنسان أحياناً قد تأخذه الغفلة يتصور إذا انتبه إلى مسألة أو إلى نقطة علمية كأنه قد أنجز شيئاً مهماً يتغافل جهود العلماء السابقين الذين أسسوا وبنوا تلك الأسس لهذه العلوم.
قد يناقش الإنسان بعض المباني السابقة وهذا شيء طبيعي بسبب تطور العلم، وكل علم إنما يتطور بأبنائه حتى هذا التطور هو ما يرجع لنفس الإنسان وإنما يرجع إلى من سبقه، هو يكون لديه دور بسيط إذا وفق.
فهذه نقطة يجب أن ننتبه إليها دائماً أن السابقين كان لهم الفضل الكبير في تثبيت أسس العلوم، وكل فضل لاحق فهم مشاركون فيه، ولذلك نجد أن بعض الأشخاص المتطفلين الذين لا يتخصصون في المجالات العلمية ويقفزون على المراحل المألوفة، هؤلاء قد تصدر منهم شطحات كبيرة وهفوات بسبب عدم إدراكهم لقيمة تلك الجهود السابقة وهذا أمر ينبغي أن نحذر منه جميعاً.
النقطة الرابعة في بداية هذا الموسم يفترض أن يكون للإنسان خطة، الإنسان يرسم خطة لنفسه، في هذا الموسم كيف يستثمر هذا الموسم الدراسي والفرص المتاحة فيه؟ ما يسير وإنما هو الذي يسير نفسه ويحدد مساره، يعرف نواقص وين، كيف يتلافها في هذا الموسم، المجالات التي يحتاج أن يتعمق فيها، كيف يستثمر هذه المعلومات ليحولها من كم إلى كيف، هذا كله يحتاج إلى تخطيط لأنه الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك،
يمر الوقت على الإنسان ويمر العمر بعد ذلك يجد أنه فاتته كثير من الفرص حيث لا ينفع الندم، ولذلك أخص أخواني الأعزاء أن يخططوا لهذا الموسم وللموسم اللاحق يصير خطة سنوية وخطة مستقبلية وترتبط الخطط السنوية بالخطط المستقبلية حتى يستثمر الفرص مهما أمكن، طبعاً الإنسان حتى إذا يجرب، حتى إذا يخطط سوف يجد أنه لا يطبق بعض ما خطط له، ولكن بالنتيجة هو يستفيد أكثر ممن لم يخطط، فهذا أمر أيضاً ينبغي أن نأخذه بعين الاعتبار.
النقطة الأخيرة وهي مسألة الجدية المطالعة الجادة والمتابعة العلمية الجادة، لا يكتفي الإنسان بحضور درس أو مباحثة أو ما شاكله، لا يكفي بالرسميات بل يحاول أن يتعمق، يحاول أن يستفيد وأن يستثمر ويكون جاداً، العلم صعب التناول لا يتحقق ولا ينال إلا بالجدية والمتابعة.
هذا نقاط سريعة والحمد لله رب العالمين