الاجتهاد: اعتبر الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي الدولة الأكثر تضحية ووفاء للقضية الفلسطينية في العالمين العربي والإسلامي، واصفًا دعمها للمقاومة بأنه غير مسبوق وغير موازى من أي نظام عربي أو إسلامي، بما في ذلك الأنظمة التي رفعت شعارات الثورة والقومية لعقود.
وأشار الريسوني إلى أن العداء الغربي ـ الإسرائيلي ـ العربي لبعض الأنظمة تجاه إيران، يرتبط جوهريًا بموقفها المبدئي من إسرائيل، ورفضها للاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني، فضلًا عن دورها المباشر في دعم وتسليح وتدريب فصائل المقاومة الفلسطينية
وجاء في بيان الدكتور الريسوني على موقعه الفيسبوك:
منذ قيام “الجمهورية الإسلامية في إيران”، بل ومنذ قيامِ دولة الاغتصاب والعدوان “إسرائيل”، لم نر دولة لها من شدة الوفاء، ومن جسيم التضحية والبلاء، في نصرة القضية الفلسطينية، مثل ما رأيناه ونراه من الدولة الإيرانية الحالية.. فلا الدول العربية، منفردة ومجتمعة، ولا الدول الإسلامية، منفردة ومجتمعة، قدمت مثل ما قدمته إيران للقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني، وللمسجد الأقصى..
قبل قيام نظام “الجمهورية الإسلامية”، كانت “إيران الشاه” هي الحليف الأقوى والصديق الأوفى لإسرائيل في العالم الإسلامي.. ومباشرة بعد نجاح الثورة وسقوط نظام الشاه، نادى الخميني على الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وسلمه مفاتيح “السفارة الإسرائيلية”، لتتحول إلى “السفارة الفلسطينية”، وتتحول من أعتى سفارة معادية لفلسطين، إلى أعظم سفارة فلسطينية في العالم!
لقد كانت تلك هي الإشارة الأولى التي التقطها الساسة الغربيون، وعرفوا من خلالها أن النظام الجديد في طهران معادٍ ورافض لإسرائيل بصفة تامة..
وبالنسبة للدول الغربية، فمن لا يتعايش مع إسرائيل، لا يمكنهم التعايش معه، ومن لا يقبل مشروعهم الكبير: “دولة إسرائيل”، فلن يقبلوه ولن يتركوه بحال.
وقد واصلت “إيران الثورة” دعمها للقضية الفلسطينية ولفصائل المقاومة الفلسطينية، وتجاوزت في ذلك المواقف الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية، ودخلت طور التسليح والتدريب العسكري للمقاومة الفلسطينية. وهو ما لم تجرؤ عليه أي دولة عربية أو إسلامية أخرى، بما فيها دول الزعماء القوميين الثوريين: جمال عبد الناصر وصدام حسين وهواري بومدين ومعمر القذافي!
ثم مضت إيران في سياستها المتحدية للكيان الصهيوني، ومعه الغرب بسياساته الصهيونية وخطوطه الحمراء، المرسومة لدول العالم الإسلامي، فتقرر العمل على خنق النظام الإيراني وإسقاطه بكل السبل الممكنة.. وما زالت جهودهم جارية في هذا الاتجاه.
وقد بلغ التحدي والتحدي المضاد ذروته، حين أحرزت إيران تقدما ملموسا ومطردا، في الصناعات النووية، وهو ما يفسَّر غربيا وإسرائيليا بأنه سعي لاكتساب السلاح النووي.
السلاح النووي الخارج عن السيطرة الغربية موجود عند دول عديدة، ومنه ما وجد في ظل سنوات الحظر والمراقبة المشددة، كالنووي الباكستاني، والنووي الكوري الشمالي. ولكن بما أنه ليس موجها ضد إسرائيل، فالأمر فيه يهون..
أما النووي الإيراني المفترض، فيعتبرونه موجها أولا وأخيرا ضد إسرائيل ووجودها. ولذلك فهم مستعدون لفعل كل ما يمكنهم فعله لمنع إيران من حيازته، ولو بضربات نووية مبيدة!..
والمقصود أن كل ما تواجهه إيران من حروب عسكرية وسياسية واقتصادية واستخباراتية، تشنها إسرائيل وأمريكا، بدعم من الدول الاستعمارية، وبتأييد من بعض الأنظمة العربية، إنما هو بسبب مواقفها الصلبة مع فلسطين والمقاومة الفلسطينية.
فالواجب على المسلمين مساندة إيران في مواجهها للعدوان.. و(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).