الاجتهاد: أكّد رئيس مركز البحوث الإسلامية في مجلس الشورى الإسلامي، أنه من الضروري أن يضع الفقهاء من الفرقين السني والشيعي قواعد فقهية مستجدة إلى جانب القواعد التقليدية الموجودة في مجال الرعاية الصحية العامة.
وخلال مقال له للمؤتمر الدولي الافتراضي الرابع والثلاثين للوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران تحت عنوان “التعاون الاسلامي في مواجهة الكوارث والبلايا” قال الدكتور الشيخ احمد مبلغي انه مما لاشك فيه بان الرعاية الصحية العامة هي من اسس وضروريات الحياة اليومية للمجتمع ، وان اي خلل او مرض او وباء يتعرض له الجانب الصحي سيخلف اثار سلبية على الصعيد الصحي والنشاط الاقتصادي والمعيشي للمجتمع .
ويرى ان وباء #كورونا اثر بشكل مباشر وشديد على الحياة الاقتصادية وحتى الثقافية والاجتماعية، وان التجارب البشرية في مجال رعاية الصحة العامة قد تغيرت بسبب انتشار هذا المرض . ولهذا يرى ان العالم اليوم يتجه لوضع قواعد جديدة في مجال الرعاية الصحية .
وفي هذا المجال دعا فقها الفريقين من السنة والشيعة لاجراء دراسات وبحوث اساسية واستخراج قواعد فقهية في مجال الرعاية الصحية العامة ، ويرى ان الفقه الاسلامي واسع النطاق وله هذه القابلية لكي يعطي رأيه ويضع القواعد اللازمة في هذا المجال .واكد ان هذا العمل الفقهي له اثار ايجابية على الجيل الجديد والمجتمع الاسلامي بصورة عامة .
وقال ان الفقه في الوقت الحاضر له بعض القواعد والاصول في مجال الرعاية الصحية منها قاعدة “اللاعدوى” اي قاعدة ترجيح صحة الجسم على الدين ، وكذلك “حرمة التقرير بالنفس” اي تعريض النفس لخطر الموت ، وقاعدة “استصلاح الاهواء” اي عدم دخول البلد المعرض للوباء وعدم الخروج منه ، كل هذه القواعد الفقهية بامكانها ان تكون مقدمة لبناء بحوث مستجدة في هذا المجال .
ومنثم تطرق لايضاح القاعدة الاولى اي قاعدة “اللاعدوى ” وقال ان مفهوم هذه القاعدة هو ان سلامة الجسم اهم من رعاية الاحكام الشرعية اي مقدمة عليها ، وبمعنى اخر اذا تعرض الانسان لمرض مزمن يضعف قواه الجسدية فاداء الاحكام سيصبح صعبا والحفاظ على الدين يتعرض للخطر .
وحول هذا الموضوع اشار الى ما تعرضت لها الامة الاسلامية من جفاف ايام عهد الامام علي عليه السلام حيث كان من جملة ما قاله الامام في دعاء الاستقساء مخاطبا رب العالمين “اذا ماتت الابدان مات الدين ” وهذا يدل ، حسب ما قاله الشيخ مبلغي ، على اهمية الرعاية الصحية وترجيحها على الدين وان اي خطر يهدد الصحة العامة سيهدد بدوره مستقبل الدين .
ودحض رئيس مؤسسة البحوث الاسلامية في مجلس الشورى الاسلامي ، مقولة من يدعون ان الحفاظ على الدين لا علاقة له بالصحة العامة لان الدين شيئ وجسم الانسان وصحته شيئ اخر ، ويؤكد ان هؤلاء لم يتفهمون معنى الدين بشكل صحيح ، لان الدين لا ينفصل عن القضايا الاجتماعية ومنها ضرورة الحفاظ على الصحة العامة .