الحب فب الاسلام

هل الحب المتبادل بين الجنسين حرام في الشريعة الاسلامية ؟

الاجتهاد: إن الإسلام لا يخالف الحب ولا يُحرِّمَه بصورة مطلقة، بل يُقدِّسَه و يحترمه ويُثيب عليه إن كان حباً صادقاً متصفاً بالصفات الشرعية التي دعت الشريعة الإسلامية إليه، وذلك لأن الحُب في واقعه أمر غريزي وفطري وآية من آيات الله المهمة، جعله الله عزَّ وجلَّ بين الجنسين سبباً لإستمرار النسل البشري واستقراره وراحته وسدِّ حاجته./ بقلم: الشيخ صالح الكرباسي

الحُب هو إنجذاب القلب بصورة غير إرادية نحو المحبوب من الجنس الآخر لأسباب قد تختلف من شخص لآخر، و قد يرافق الحب أنواعاً من التمنيات و الآمال و التصورات، كأن يتمنى الحبيب أن تصبح حبيبته شريكة حياته.

محاور البحث:

تعريف الحب
الحكم الشرعي للحب
الحب المشروع
حب النساء
حكم الحب المتبادل خلال فترة الخطوبة
حكم الحديث المتبادل بين الجنسين

الحكم الشرعي للحب

إن الإسلام لا يخالف الحُب و لا يُحرِّمَه بصورة مطلقة، بل يُقدِّسَه و يحترمه و يُثيب عليه إن كان حباً صادقاً متصفاً بالصفات الشرعية التي دعت الشريعة الإسلامية إليه، و ذلك لأن الحُب في واقعه أمر غريزي و فطري و آية من آيات الله المهمة، جعله الله عزَّ و جلَّ بين الجنسين سبباً لإستمرار النسل البشري و استقراره و راحته و سدِّ حاجته، و رفع النقص و الحرمان عن الجنسين بواسطة إنشداد كل منهما إلى الآخر لكن بالطرق المشروعة و ضمن الأطر الشرعية ، قال الله عزَّ و جلَّ : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ 1.

فإذا كان الحب صادقاً منبثقاً من القلب و بأهداف سليمة و شرعية، بُغية الوصول إلى زواج شرعي، فهذا النوع من الحب جائز لا إشكال فيه إن توقف عند هذا الحد، ما لم يتعدى إلى النظر أو اللمس المُحرَّم، أو المحادثات المحرَّمة.

و لعل الصحيح أن هذا النوع من الحُب ـ البريء من الحرام ـ ليس له مصداق في الواقع الخارجي ـ قبل عقد الزواج ـ إلا نادراً، ذلك لأن أغلب ما يجري بين الجنسين في العصر الحاضر ليس من هذا القبيل، بل هو علاقة جنسية شبه متكاملة ملؤها الإفتتان و الإثارة و الشهوة المحرمة التي تكون عاقبتها الإنزلاق إلى مهاوي الرذيلة و الفساد ، و من الواضح أن هذا النوع من الحب حرام يجب الإبتعاد عنه.

الحب المشروع

أما الحُب المشروع الذي دعى إليه الإسلام هو الحب الصادق و الطاهر الذي لا بُدَّ أن يكون بين الزوجين، و الذي إن حصل سيحول العش الزوجي إلى جنة تملؤها السعادة و الهناء.

حب النساء

رُوِيَ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ: “مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ حُبُّ النِّسَاءِ ” 2 .
وَ عَنْ الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) أيضاً أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ): “قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّكِ لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً ” 3 .

حكم الحب المتبادل خلال فترة الخطوبة

ما يجري من الحديث بين الخطيب و خطيبته خلال فترة الخطوبة ـ قبل أن يتم العقد الشرعي للزواج ـ يجب أن لا يخرج عن حدود التخاطب الجائز بين الرجل و المرأة غير المحرمين، حيث أن الخطيبين ما لم يتم إجراء عقد الزواج الشرعي بينهما حكمها من الناحية الشرعية حكم ما قبل الخطوبة، و الخطوبة لا تحدث شيئاً، فعليهما تجنب الكلام المثير للشهوة كالمغازلة و كلمات الحب.
ثم ما المانع من أن يتم عقد القَران الشرعي و الرسمي بين الخطيبين منذ الساعات الأولى من الاتفاق على الخطوبة ـ و يؤخر الزواج بالتوافق بينهما حتى يتم التحضير له ـ و ذلك حتى لا يقع الشباب و الفتيات في الحرام.

حكم الحديث المتبادل بين الجنسين

التحادث عبر الهاتف بين الجنسين غير المَحارم جائز فيما لو كان الحديث المتبادل بينهما حديثاً عادياً خالياً عن المغازلة و الغرام و الجنس، فتجوز المحادثات العلمية أو التجارية أو المَعرفيَّة الخالية عن الغرام و الجنس ما لم يخش الإنسان على نفسه من الانجرار إلى المحادثات الغرامية المُحرَّمة.

المصادر

1. القران الكريم : سورة الروم ( 30 ) ، الآية : 21 ، الصفحة : 406 .
2. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 2 / 23 ، حديث : 24923 .
3. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 2 / 23 ، حديث :24930

المصدر: موقع الإشعاع الإسلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky