الاجتهاد: لقد كان لرحلتي إلى المملكة الأُردنية الهاشمية تأثير بالغ في إلفات الأنظار إلى مذهب الشيعة، وانّ الشيعة هم أتباع أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) وقدتركت انطباعات مهمة في النفوس والقلوب. ومما أكدتُ عليه في بعض محاضراتي انّ العشرة الأُولى من شهر محرم الحرام أيّام حداد وحزن لشهادة السبط الأصغر الحسين بن علي (عليهما السلام) في كربلاء على يد الأمويين، وقد خُيّر السبط بين السِلّة والذلة، وبين القتل و البيعة ليزيد الخمور والفجور ، فأبى أن يهادن مع الظلم والذل واستشهد مع أولاده وخيرة أصحابه في هذا السبيل.
سل كربلا كم من حشى لمحمد *** نهبت بها وكم استجزّت من يد
أقمار تمّ غالها خسف الردى *** واغتالها بصروفه الزمن الردي
فإذا بالمقال الذي كتبه الأُستاذ حسين الرواشدة في صحيفة اللواء حول شهادة الحسين (عليه السلام) وأهدافه وانّه يجب على الأُمة أخذ الدروس و العبر من ثورة الحسين (عليه السلام) ، وبما انّ للمقالة قيمة تاريخية نشرت في بلد يقام فيها مجالس الأفراح في شهر محرم الحرام، قمنا بنشرها لتبقى خالدة في بلادنا عبر القرون.
وقد خاطبني في مقاله وقال:
إلى سماحة الشيخ آية اللّه السبحاني
من كربلاء إلى قانا … لم نتعلم من المحنة بعد
واقع الأُمّة بين السلة والذلة…
عاشوراء: دروس في البيعة والصلح والثورة ضد القهر والهوان.
الحسين: لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد
…أمّا الذين يتطوعون ـ اليوم ـ لتحريف الواقع وتسويغه وفق بوصلة مصالحهم وأهدافهم فمطالبون بقراءة تاريخ عنوانه «كربلاء» وأمّا الذين يبحثون عن لغة جديدة لتضليل الشعوب باسم الراحة و السمن والعسل وتكتيك المهادنة، ويحذورنهم من عبثية المواجهة ويدعونهم إلى شرعية الصلح المتصل بحبال المصلحة الوطنية التي غالباً ما تتحول في أيدي السحرة إلى حيات مخيفة…
هؤلاء مدعوّون لزيارة الحسين بن علي كرم اللّه وجهيهما في مثل هذا الموسم من عاشوراء لا لمتابعة اللطم وشق الصدور وإقامة مآتم الندم والعزاء…ولكن لفهم معادلة الصراع بين الحقّ والباطل وإدراك قضية العدالة المرتبطة بالعبودية الخالصة للّه،
فعاشوراء ما زالت تتجدد في كيانات هذه الأُمة ثورة ضد الاضطهاد، يتمثلها الأجيال كفاحاً وتمرّداً ضد الواقع الحزين وتنطق بها الأرض دماً لا يهدأ، وروحاً تستأنس بالشهادة كما يستأنس الطفل بمحالب أُمّه لا مجرد حماس وانفعال وثورة عاطفية تشتعل ثمّ تخمد…
وإنّما فكر متعلق باللّه وعمل شعاره«هون ما نزل بنا، انّه بعين اللّه…» وإرادة مستمدة من الحسين بن علي شهيد كربلاء وهويصعد إلى السماء ودمه في كفه مردداً«هكذا أكون حتى ألقى اللّه وجدي رسول اللّه عليه الصلاة والسلام …».
محنة الحسين بن علي التي تتردّد أصداؤها اليوم في ذاكرة الأُمة الضالة لتعيد إليها تاريخها المستباح وتوقظ فيها مشاعر الكرامة والثورة ضد الظلم والطاغوت… تعلمنا كيف نمد أيدينا لنصافح أو نعاهد أو نعاقد، وكيف نسحب أيدينا حين تكون المسألة متعلقة بالعزة والكبرياء والانفة، وحين تحس النفس المؤمنة بأنّ عقد الصلح قيد لإذلالها وإذعانها لشرعية الطاغوت يعلمنا الحسين بن علي الفقير الذي تربّى في حضن جدّه المصطفى كما تربّى والده علي كرم اللّه وجهه منذ ولد في كنف ابن عمه (عليه السلام)
كيف نحافظ على بساط التفاوض مع الأعداء نسحبه حين يكون الإقرار إقرار العبيد، ونرفضه حين يكون استجداء كإعطاء الذليل الذي يشعر بانسحاق إرادته أمام سيده … فالعزة ليست في المنصب والمال ولا في «السلة» التي يوهمنا بها أدعياء الرفاه والاستقرار، ولكنّها بمقدار ما يملك الإنسان من إرادة وعزيمة وبمقدار ما يرتفع إليه من إيمان وشجاعة والتزام.
أين نحن اليوم من حكمة شهيد كربلاء ومحنته المليئة بالدروس والمواقف؟ انّ الذين يقرأون هذه المحنة التي واجهها الهاشميون من آل عترة المصطفى (عليه السلام) سيدركون ـ لا ريب ـ حجم القوة الإيمانية التي تدفع اثنين وثمانين رجلاً وامرأة للوقوف مع الحقّ في وجه أكثر من اثني عشر ألفاً من جيش يزيد بن معاوية… وتجعلهم مع محارمهم اللواتي ما هتك لهنّ ستر قط يواجهون عطشاً وحصاراً وظلماً وجبروتاً يقع بعده الشهيد تلو الشهيد من أبناء الحسن وجعفر وآل أبي طالب أحفاد رسول اللّه (عليه السلام) دون أن يدفعهم ذلك إلى قبول «الذلة» ومبايعة يزيد «بالخلافة».
درس في البيعة ـ اذن ـ و درس في قبول الصلح و الانسياق خلف سلال الغنيمة … فما الذي دفع الحسين إلى رفض السلة مع الذلة معاً؟ السر في ذلك يلخصه رضي اللّه عنه في إحدى خطبه فيقول: «… لا واللّه لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد، ألا وانّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة وهيهات منّا الذلة، يأبى اللّه لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حمية وجباه أبية…».
والسر في ذلك يعرضه مرة أُخرى «جون» مولى أبي ذر الغفاري حين أشار عليه الحسين بن علي أن ينتحى عن المشاركة في قتال «عاشوراء» فيجيبه جون: لا واللّه… أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم؟! واللّه لا أُفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم… فأذن له الحسين حتى استشهد بعد أن قتل خمسة وعشرين رجلاً.
هو ـ اذن ـ درس في امتحان الصحابة وفرزهم عن جموع الموظفين الذين يتزاحمون ساعة الطمع ويفرون ساعة الفزع…والقائد هنا لا يكذب على أتباعه بالشعارات ولا يصفهم في طوابير بالحديد والنار ليقاتلوا دونه، ولكنّه يصارحهم بالحرية في البيعة والوضوح في القصد، فالبطولة ليست بهلواناً والمعركة ليست قتالاً مجرداً من العقيدة والرسالة والإرادة.
وهو درس للذين يتسابقون بدافع القوة من قوة الآخر وهيمنته وجبروته للسجود بين يديه، والاضمحلال فيه لخدمة مصالحه، واستناد إلى الواقع بمنطقه المعكوس لتبرير هذا الانجرار، هؤلاء لم يسمعوا «حنظلة الشبامي» ] كذا [ وهو ينادي على الحسين: «صدقت يا ابن رسول اللّه أفلا نروح إلى الآخرة…»، ولم يصغوا للشيخ الطاعن في السن «أنس الكاهلي» الذي رأى النبي وسمع حديثه وشهد معه بدراً وحنيناً وقد برز رافعاً حاجبيه بالعصابة ومقاتلاً دون الحسين حتى استشهد.
لم تكن قلة العدد ـ اذن ـ معياراً للهزيمة أو الانكسار، ولم يكن الانكسار مؤشراً لاندحار الحقّ وغلبة الباطل… ولم تكن الهزيمة والغلبة مدعاة للرضوخ والاستسلام، وما كان الصادقون ـ آنذاك ـ قصراً عن تبرير الواقع وتسويغه ليناسب حجم المحاذير والرغائب كان «الحسين بن علي» وقد أقفل عائداً من مكة إلى كربلاء بعد أن قطع الحج وترك الذين ينتظرون خطبته على عرفة… كان يدرك وهو يصارح من انسحب خلفه من القوم انّ كثيراً منهم لا يريد سوى الدنيا وكان صادقاً معهم وهو يقول عشية السفر:« ألا و من كان فينا باذلاً مهجته موطناً على لقاء اللّه نفسه، فليرحل معنا فانّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً…» وقد انسحب عنه الكثيرون بعد أن أدركوا حقيقة ما قاله الفرزدق «قلوبهم معك وسيوفهم عليك» وبقي القلة من الذين كان حاديهم يقول:«لوددت انّي قتلت وأحرقت ثمّ أحييت يفعل بي ذلك سبعين مرّة ما توانيت عنك».
درس في ترسيم العلاقة مع اللّه… العلاقة الدائمة غير الرسمية أو الموسمية مع أوامر الخالق… العلاقة التي لا تقتصر على طقوس الصلاة والصيام فحسب بل تتعداها إلى كلّ ما يدور في حياة المسلم وما يتعلق بواقعه داخل المسجد وخارجه وهو درس غائب عن هذه الجماهير التي استهلكتها الحياة المادية بشهواتها وعوارضها… درس يندر اليوم أن يتجسد في «نموذج» يقارب ولو من بعيد نموذج الحسين وصحابته الذين ماتوا دفاعاً عن حقّهم في الكرامة والشهادة.
ما أحوج الأُمة اليوم، وهي تضع رقبتها على حدّ المقصلة، وتدافع عن كرامتها بمزيد من التبعية والاستسلام، وتتسرب من خلايا أعدائها وعيونهم لتخنق شعوبها… ما أحوجها إلى وقفة مع «عاشوراء» و ما تجسد من فكر في التضحية والالتزام بالحقّ ومواجهة الباطل وجنوده… والاستعلاء على وسخ الواقع وطين الوعود و الخوف على شهواته الزائلة…
فمن قال إنّ مصلحة الأُمّة في الراحة والذلة و من قال إنّ مصلحة الوطن في حسن التعامل مع الواقع المهين بمفرداته وآلياته وشروطه التي يمليها القوي على الضعيف… ألم يمتحن رسول اللّه صحابته حين أرسل بعضاً منهم إلى قلعة ضخمة لبلوغها، وحين عادوا مقرين بضعفهم وجبنهم قال لهم محمد (عليه السلام) : «لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله كرّار غير فرّار لا يرجع حتى يفتح اللّه على يديه…».
فأوّل شروط نبذ الضعف والجبن الذي يسوغه البعض تكتيكا وخروجاً من مأزق الواقع هو محبة اللّه ورسوله… ولكن أين الذين يحبّهم اللّه وأين الذين يحبّونه ورسوله في عالمنا هذا المهزوم؟ وأين الذين قال فيهم علي بن أبي طالب «من أحد سنان الغضب للّه قوي على قتل أشداء الباطل»….
إن ّ الذين نخشاهم اليوم يحدون سيوفهم للقضاء على شعوبهم، ويغضبون إذا غضبت امريكا أوإذا زمجرت إسرائيل…الذين نخافهم ممن يعطون أنفسهم مراسيم القومية والخوف على مستقبل الأُمة يحرسون ثغور ومصالح غيرهم، فأين منا الحسين وأين كربلاء التي تجسد في أعماقنا أكبر ثورة إنسانية ضد الخنوع والقهر لآلة الاستبداد واستيطان الإرادة والإنحناء لغير اللّه عزّوجلّ….
كيف يمكن لهذه الأُمّة أن تعيد مرّة أُخرى «عاشورا» إلى منصتها الخالدة، لتنفض عنها غبار «الذلة» و تمسح دماء أطفال «قانا» التي لم تجف بعد… كيف يمكن أن يقف الشعب خلف قيادته وأن يعلن رجل يصارع الموت كما أعلن «مسلم بن عوسجة» في حضرة « الحسين بن علي» وصيته لصديقه…وما هي وصيته؟ يقول حبيب بن مظاهر:
«لما صرع مسلم بن عوسجة مشى إليه الإمام الحسين وكنت معه، وجلسنا عنده وهو يحتضر قلت له: واللّه لولا ان أعلم انّي في الأثر لأحببت أن توصي فانّ الصديق يوصي صديقه لحظة الاحتضار، يوصيه بأهله وعياله ولكن مشكلتي انّي سأموت من بعدك وسأسير في نفس الطريق…فقال له مسلم: لي وصية تستطيع أن تنفذها الآن…؟ قلت: وما هي وصيتك؟ قال: أوصك بهذا ـ و أشار بيده للإمام الحسين بن علي ـ جاهد دونه حتى تموت.
ومادام هنالك قضية عادلة، وحق يقابل باطلاً ليدحضه، فالموت ليس مهماً والدم أقرب اللحظات التي توصل الأرض بالسماء ألم تسمع ماذا قال «علي الأكبر » ابن الإمام الحسين وهويرى أنفاس والده تعانق السماء وقد ظل يكرر ( إِنّا للّه وَإِنّا إِليهِ راجِعُون ) : يا أبتاه لم تسترجع؟ فأجابه: يا بني عنَّ لي فارس وأنا في المنام يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير خلفهم، فعلمت انّ نفوسنا نعيت إلينا، قال علي: يا أبتاه ألسنا مع الحقّ؟ قال الحسين: بلى والذي نفسي بيده. قال علي: لانبالي يا أبتاه ـ إذن ـ أن نموت محقين.
ولكن كيف يمكن لأطفالنا أن يتساءلوا عن قضيتنا؟ وكيف يمكن لنا ـ نحن التعساء ـ أن نجيبهم، لقد علّم الحسين ولده درس نعلم أبناءنا درس التضحية ونحن نسبل رموشنا لاستقبال خيرات العهد الشرق أوسطي الجديد؟
كيف يمكننا أن نقنع أجيالنا بأنّ الذي ندافع عنه هو الحق… الذي يجب أن يدافعوا عنه ويصونونه أي حق هذا الذي استعدناه وأي تضحية تلك التي قطفنا ثمارها بعد سيل الهزائم والانكسارات….
يا اللّه…
ماذا يحدث لهذه الأُمّة التي تحولت إلى قطيع تائه…ماذا يحدث لهذه الأجيال التي مسخت تاريخها… ماذا يحدث وقد غابت المرجعيات وتحول معظم العلماء إلى سدنة في بلاط السلطة، وعبيد في أقبية السلاطين وقد فقدت الحركات مبررات وجودها،واستمرأت اللعبة، فاشتغلت في شؤون الحيض وتنظيف الفرج واللسان بدعوى السماحة والنظافة والاعتدال وانتظار فرج السماء. يا اللّه…
إذا كان القوم قد تركوا حفيد رسولك «الحسين بن علي» وحيداً أعزل إلاّ من الإرادة والإيمان واثنين وثمانين رجلاً وامرأة… وشهدوا على دمه الطيب ـ بعد أن منعوه وحصانه الماء ـ و هو يصعد في كفة السماء…فمن يستطيع في زماننا أن يحمل راية حملها الحسين… ومن يتبقى معه من أُمّة نخر عصبها الفساد والتعب والضلال.
أمّا نحن فلا نملك إلاّ أن نقرأ «كربلاء» و أن نتوقف بقلوب أدمنت الحزن ومرارة «المحنة» على معنى المكابدة من أجل رضى اللّه، ومعنى التضحية بكلّ شيء من أجل الحقّ… ومعنى الإيمان الخالص بالقضية العادلة والدفاع عنها مهما غلا الثمن.
نقرأ عاشوراء… مرة تلو مرة… لنحدد أهدافنا ونوضحها ونميز بين الصحابة والموظفين، بين المؤمنين بدينهم وأوطانهم والمندسين طمعاً في الغانم، بين المرتبطين عقلاً وروحاً بالإسلام وبين المرتبطين عاطفياً وموسمياً به عبر الفاكسات والبيانات.
ونعيد إلى ذاكرتنا محنة «الحسين» وأصحابه، فالحسين ليس ملكاً لفرقة دون فرقة،وعاشوراء ليست مناسبة دينية لمذهب دون آخر….الحسين هو معلّمنا جميعاً وعاشوراء وكربلاء مناسبتان عابقتان بالدم والتضحية في تاريخنا السياسي الإسلامي وهما في قاموسنا ثورة ضد الطغاة، ضد الإذلال، ضد التطبيع والمصالحة والمصافحة ضد الاستهتار بحقّ الأُمّة ، ضد تسويغ الواقع وتبرير السقوط في دهاليزه المظلمة… ضدّ كلّ خطط الاذلال التي تحاك هنا و هناك للقضاء على روح الجهاد في هذه الأُمّة… عاشوراء لنا جميعاً بلا استثناء لفقرائنا وساستنا، لحركاتنا التائهة ولإنساننا الذي أدمن اليأس والصمت والانتظار، عاشوراء لغة الواقع التي تؤسس لصياغة المستقبل وهي لفتة الحرية في تاريخنا الملي بالقهر والاستبداد…تظل تعيد في أذهاننا ما قاله الحسين رضي اللّه عنه «واللّه لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد».
ترى…هل تستطيع هذه الأُمّة المسكينة التي تبيع برميل نفطها بما يعادل ثمن حبة برتقال ـ كما اعترف بذلك وزير النفط العماني ـ التي تشتغل اليوم بكلّ طواقمها في الانتخابات الصهيونية وتسير خلف أوهام السلام الذي يبشر به سفاح قانا… أن نقرأ دروس عاشوراء، و أن نتعلم من دروس الحسين في كربلاء… أم انّني أنفخ في قربة مخزوقة….
يا اللّه… ماذا يملك المظلومون العاصون غير الدعاء إليك واللوذ ببابك…فاعف عنّا يا أرحم الراحمين.
المصدر: کتاب “رسائل ومقالات” المؤلف آية الله الشيخ جعفر السبحاني الجزء : 1 صفحة: 594